إقبال كبير على معرض الكتاب وغدا إسدال الستار

زحام شديد في الأيام الأخيرة من معرض مسقط الدولي للكتاب -

أقيمت صباح أمس بركن أصدقاء الكتاب بقرية الطفل بمعرض مسقط الدولي للكتاب حلقة تدريبية قدمتها الدكتورة وفاء ثابت المزغني أستاذة بالجامعة التونسية، حيث قدمت الحلقة للأطفال المكفوفين ومحدودي البصر تتمثل في قراءة تفاعلية بكتاب رسوماته تفاعلية، موضحة أن الطفل بإمكانه تحريك الرسومات عن طريق اللمس والإحساس بها وهو كتاب مكتوب بـ3 لغات هي العربية والإنجليزية وطريقة برايل، مضيفة أن التفاعل سيكون من خلال الكتاب الذي أعددته الدكتورة حيث في الحكاية الأصوات واللمس والقراءة وفيها من كل شيء.

وأشارت الدكتورة المزغني بقولها إننا بالكتاب نقرب العالم للمكفوف بحيث إنه يتفاعل معه ويحس به من خلال الحواس الأخرى التي يمتلكها.. وسنعتمد على تقوية الحواس الأخرى ليستطيع استخدامها بشكل صحيح للتفاعل مع كل شيء حوله.

وستقدم الدكتور وفاء حلقة الأقنعة مع المعلمات وهي حلقة مهنية حول كيفية توظيف الأقنعة في قراءة الكتاب، وتشجيع الطلاب على القراءة، فللأقنعة دور كبير في كسر حواجز الخوف والخجل، حيث تساعد هذه الأقنعة الأطفال في إطلاق عنان خيالهم والتفكير ومحاولة القراءة والانطلاق وليكونوا في عالم آخر، وهي طريقة تساعد على الترغيب في القراءة.

كما أقيمت بقاعة الفراهيدي حلقة عملية لطلاب المدارس عنوانها «التحدث أمام الجمهور.. المهارة الأقوى» قدمها مدرب التنمية البشرية يوسف العامري بتنظيم من مركز العيسري.

وقدمت العديد من طالبات المدارس قراءات لكتب تمت قراءتها من قبلهم، حيث لا يتجاوز التقديم أو قراءة الكتاب المختصرة مدة 3 دقائق وباللغة العربية الفصحى تتحدث عن خلاصة فهمهم للكتاب، يقوم المدرب بعدها بتقييم الطالبة. وتركز الفعالية على لغة الجسد وتعابير الوجه، ومراعاة ما يرغب الجمهور في الاستماع إليه، والتعبير عن ما يرغب المقدم توصيله من مشاعر وأسلوب ولغة يفهمها المتلقي، مع ضرورة مراعاة مستوى الحديث وأسلوبه بما يتناسب مع المرحلة العمرية للمقدم ومجال التخصص. من جانبه قدم المحاضر مجموعة من الملاحظات التي يراعيها المتحدث خلال تحدثه أمام الجمهور مثل عدم إعطاء الجمهور ظهره، وتجنب استخدام السبابة، والالتزام بالوقت، وتوزيع النظر بين الحضور، والتحدث بلغة لطيفة، مع تعريف المتحدث بنفسه للجمهور.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الفعالية تقام يوميا لمرتين صباحاً في الساعة العاشرة ومساءً في الساعة الخامسة بقاعة الفراهيدي لطلاب المدارس للفئة العمرية من ٩-١٨.

رحلة الطباعة العمانية

وقدم مركز ذاكرة عُمان المشاركة بمعرض مسقط الدولي للكتاب مساء أمس الأول بقاعة العوتبي ورقة عمل حول الطباعة والمطبوعات العمانية قدمها محمد بن عامر العيسري من مركز استعرض فيها تاريخا موجزا عن الطباعة العمانية وبداياتها ومطبوعاتها .

ذكر العيسري أن العمانيين استفادوا من الطباعة في أواخر القرن الثالث عشر الهجري /‏‏ التاسع عشر الميلادي، ويعد كتاب «تنزيه الأبصار والأفكار، رحلة في سلطان زنجبار» ( ط 1 : 1295هـ /‏‏ 1878م) (مطبعة النحلة بلندن) باكورة ما طبع من الكتب العمانية وهو يؤرخ لبداية توجه العمانيين نحو تنقية المطابع .. مشيرا إلى أن سياحة السلطان برغش بن سعيد في بلاد أوروبا ومصر والشام دفعته إلى إدخال الطباعة في بلاده فابتاع مطبعة مجهزةً بكل اللوازم وكلف بعض العلماء العمانيين المعتنين بالتراث بعملية الإشراف على الطباعة ومراجعة الكتب وتصحيحها وكانت هي نقطة الانطلاق للمطبعة السلطانية في زنجبار -أول مطبعة عمانية حكومية- حيث كان من أهم إصداراتها: قاموس الشريعة، هميان الزاد، مختصر البسيوي، منهل الرواد.

وتوالت بعدها المطابع في زنجبار فتأسست مطبعة النجاح في حدود سنة 1328هـ /‏‏ 1910 م وهي أول مطبعة أهلية عمانية وعنها صدرت جريدة النجاح ثم مطبعة الفلق، ومطبعة النهضة، وغيرها، أما في المحيط العماني فشهدت عُمان عام 1313هـ /‏‏ 1895م دخول أول مطبعة إليها في مسقط ما لبثت أن أغلقت أبواها، ثم في العام 1378هـ /‏‏ 1959 تأسست المطبعة السلطانية بمسقط، وهي أول مطبعة حكومية في سلطنة مسقط وعُمان استمرت حتى سنة 1398هـ /‏‏ 1978م وعنيت في المقام الأول بطباعة المنشورات الرسمية، وشهد عام 1388هـ /‏‏1978م تأسيس مطبعة مزون أول مطبعة تجارية في السلطنة، وتولت طباعة الجريدة الرسمية فترة من الزمن .

ويستطرد العيسري بالقول إن سلاطين عُمان وزنجبار ساهموا مساهمة كبيرة في دعم مسيرة الطباعة وتمويلها، هذا إلى جانب جهود الأفراد والجماعات الأهلية، إذ يعتبر الشيخ سالم بن محمد الرواحي من ابرز الداعمين للطباعة في عُمان وغيره من المشايخ، مشيراً عن مساهمة غير العمانيين كذلك في طباعة الكتب العُمانية مثل محمد بن يوسف الباروني صاحب المطبعة البارونية بمصر، وعز الدين التنوخي في سورية، والحاج عومر بن إبراهمي العطفاوي في الجزائر، ونظرا لانتشار المطابع في أقطار عربية مجاورة توجه العمانيون إلى طباعة كتبهم في الخارج، فظهرت مطبوعات عُمانية في كل من : مصر، وسورية، وفلسطين، والكويت، والجزائر، وتونس، وليبيا، بل تعدت طباعة الكتب العمانية الحدود العربية إلى أوروبا واليابان والهند وألمانيا .

ومن ضمن الكتب العمانية المطبوعة في الخارج كتاب «أخبار أهل عمان من أول إسلامهم إلى اختلاف كلمتهم» همبورج 1357هـ /‏‏ 1938م، وكتاب «تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان» الجزء الثاني 1347هـ المطبعة السلفية بمصر، وديوان أبي مسلم البهلاني 1346هـ /‏‏ 1928م بالمطبعة العربية بمصر .

توقيعات

وأقيمت مساء أمس الأول دور النشر بمعرض مسقط الدولي للكتاب حفلات التوقيع حيث وقع الدكتور سالم بن سلام الفلتي على كتابه «قراءات في قانون العمل العُماني» في دار مكتبة النيل .

كما وقع الدكتور إحسان بن صادق اللواتي كتابة النقد النصي «مقارنات شعرية» في ركن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وقعت الكاتبة بدرية الكيومي كتابها «الواقع اللامرئي» بركن الفارابي، وفِي ركن دار سؤال وقع سماء عيسى كتابه «اغتراب في النبع»، و بركن دار الوراق وقعت الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية كتابها «الراقصات على الجمر»، كما وقع بدار الوراق الكاتب خالد الداودي كتابة «عرس سناف».

أمسية شعرية

صدح الشعر بما جادت به قرائح الشعراء وذلك بقاعة الفراهيدي مساء أمس الأول في الأمسية الشعرية التي شارك فيها كل من الشاعران العمانيان الشاعر منذر بن علي الفطيسي والشاعرة بدرية بنت محمد البدري والشاعر البحريني محمد آل مبارك ومن الإمارات الشاعرة مريم النقبي بحضور سعادة للشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث للشؤون الثقافية وجمع كبير من زوار المعرض.

ألقى الشعراء خلالها عددا من القصائد المتنوعة،المختلفة في مضمونها ومواضيعها، حيث تغنوا بعمان وبمعرض مسقط للكتاب وبغيرها من المواضيع الاجتماعية والثقافية والإنسانية.

أقيمت مساء أمس الأول بقاعة العوتبي بمعرض مسقط الدولي لكتاب في دورته الـ 22 جلسة حوارية بعنوان (نص وقارئ في الشعر الفصيح) بتنظيم من حملة مبدعو عمان التطوعية يشارك فيها الشاعر سلطان بن سالم الراشدي والشاعرة خديجة بنت سعيد الجابري بقصائد من الشعر الفصيح.

حيث ألقى الشاعر سلطان الراشدي عددا من قصائده الشعرية بعنوان (شيطانية الشعر قصة أخرى) و(ما وراء الطين) و(مشاعر مباركة) و(شتات وحلم)، أما الشاعرة خديجة الجابرية فألقت أربع قصائد شعرية في الشعر الحر، وقام الشاعر أحمد بن هلال العبري قراءات نقدية وتعليقا مقتضبا حول هذه النصوص من النواحي اللغوية والعروضية مسلطا الضوء على الصور الشعرية بمحاولة لسبر أغوار الشاعر من خلال بعض الكلمات والمفردات في هذه العبارات .. مشيرا إلى أنها قراءة لا تتعمق وإنما هي قراءة سطحية احتفائية بشاعرين يطلان على الساحة بإبداعها الجميل .

وأوضح ان النصوص متميزة فيها من السلاسة والصور الشعرية والضبط في الوزن والإيقاع لان بعضها تفعيلة، والشاعران قطعا خطوة جيدة في الكتابة الشعرية الأمر الذي يبدوا واضحا من خلال نصوصهما، فإلقاء النص هو إحياء للحروف والمعاني ويكسبها حيوية وشاعرية.

وضمن الفعاليات الثقافية نظم مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بمجلس البحث العلمي محاضرة علمية بعنوان « دليل العوالق النباتية البحرية في مياه سلطنة عُمان» قدمها الدكتور خالد بن عبدالله الهاشمي من مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لمجلس البحث العلمي.

تناولت المحاضرة تقديم شرح لبعض المفاهيم حول العوالق البحرية الحيوانية منها والنباتية، وقدم المحاضر شرحا عن العوالق النباتية وأنواعها وتقسيماتها، وما تشكله هذه العوالق من أهمية للبيئة حيث إنها تسهم في نمو 95 بالمائة من إجمالي الإنتاج في البيئة البحرية.

كما أوضح الى الفوائد المختلف للعوالق باعتبارها مصدرا للأكسجين وتساهم في زيادة نسبة الأسماك، وتكمن أهميتها التجارية كونها غذاء طبيعي للكائنات الحية المستزرعة، وتستخدم في إنتاج الوقود الحيوي.

وتهدف هذه المحاضرة إلى نشر ثقافة عامة حول موضوع العوالق النباتية البحرية التي تهم الجميع من خلال شرح بعض المفاهيم والكلمات التي يتم تداولها حالياً والتي يجب ان يكون الجمهور قريبا منها وعلى وعي بها.

تنمية القراءة والتشجيع عليها من أهم سمات وفعاليات معرض مسقط الدولي لكتاب في دورته الـ22، حيث تناولت اللجنة الوطنية للشباب مساء أمس الأول في فعاليتها مقهى الشباب مناقشة قضية ثقافة بعنوان (القراءة في ريادة الأعمال) قدمها كل من عمر الوهيبي وفاطمة سليمان وعمر الحارثي أعضاء مشروع الردهة لعرض تجربتهم الشخصية للتعريف بدور الكتاب في ريادة الأعمال.

حيث ذكر المحاضرون إلى أن جزءا كبيرا من المساحة التي تعمل في إطارها الردهة تولدت من القراءة والاطلاع على الكتب المتخصصة، مشيرين أن القراءة والاطلاع على الكتب المتخصصة ساهمت بدور كبير في طبيعة المنتجات التي يقدمونها للمستفيدين فالقراءة حسب قولهم تفتح أبواب واسعة لفهم شخصيات وسلوكيات الأفراد خاصة في عالم الأعمال، وتطلع من خلالها على نظريات وفرضيات العمل الإداري فريادة الأعمال هي جزء من مغامرة تحتاج إلى اطلاع مستمر .

مؤكدين في الختام أن الكتب لها أهمية كبيرة في جميع المجالات وريادة الأعمال جزء من هذا الحراك التي تتنامى وترتفع بالاطلاع الدائم على ما يكتب ويطبع في هذا المجال فهي توفر المعلومات الأساسية وتساعد على التخطيط السليم وتنمية المعرفة التي تؤهل وتساعد على اتخاذ القرارات، والردهة منصة لعرض أعمال الشباب وأفكارهم ومشاريعهم حيث تقوم تنظيم فعاليات وورش عمل تهدف من خلالها إلى تنمية مواهب الشباب.