943013
943013
العرب والعالم

بيونج يانج تتهم سول وواشنطن باغتيال «أحد مواطنيها»

01 مارس 2017
01 مارس 2017

أمريكا وكوريا الجنوبية تنفذان مناورات عسكرية والشمالية تتأهب للرد -

سول - كوالالمبور (د ب أ - أ ف ب): اتهمت كوريا الشمالية أمس كوريا الجنوبية والولايات المتحدة باغتيال مواطن كوري شمالي في ماليزيا، نافية تورطها في الاغتيال وعدم الاعتراف بأن هذا الشخص هو كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أمس أنه في تقرير ورد إليها من بيونج يانج، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الشخص القتيل هو مواطن كوري شمالي اسمه كيم تشول كان يحمل جواز سفر دبلوماسيا.

وجاء في تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن سبب وفاة المواطن لم يتحدد بعد بشكل واضح، ولكن السلطات الأمريكية والكورية الجنوبية تلقي باللوم على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) بلا أساس، مدعية أنه قتل بغاز أعصاب سام للغاية». وأفادت التقارير بأنه تم اغتيال كيم جونج نام في 13 فبراير في مطار كوالالمبور الدولي بعد أن مسحت امرأتان يعتقد أنهما مدفوعتان من كوريا الشمالية، وجهه بغاز الأعصاب «في.إكس». ولكن الوكالة الكورية الشمالية قالت إنه لا يمكن أن يكون هذا الغاز هو المستخدم في الجريمة.

وأوضحت أن «الإعلام الدولي يتساءل أنه إذا كان قد تم رصد الغاز في إكس في عيني كيم تشول وعلى شفتيه فإنه كان يفترض أن يصاب جميع رجال الإسعاف الذين حملوه ورجال الشرطة الذين قاموا على حراسته، وإذا كان الأمر كذلك فإنه كان يستلزم غلق المطار، ولكنه لا يزال مفتوحا». ومع ذلك، تتهم كوريا الشمالية واشنطن أو سول باغتيال مواطنها، قائلة إن الولايات المتحدة هي واحدة من دول قليلة لا تزال تمتلك هذه المادة السامة.

في السياق ذكر ممثلو ادعاء أنه تم توجيه الاتهام أمس لامرأتين من جنوب شرق آسيا، تم اعتقالهما للاشتباه في اغتيالهما الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية في كوالالمبور، طبقا لما ذكرته وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أمس.

وتم توجيه الاتهام رسميا للإندونيسية، سيتي عائشة -25عاما- والفيتنامية دوان تي هونج - 29 عاما - بالقتل بسبب ما يزعم من مسح غاز الأعصاب، (في.إكس) وهو من الأسلحة الكيماوية المحظورة في وجه كيم جونج نام في مطار في كوالالمبور في 13 فبراير.

وكان كيم ينتظر رحلة إلى مكاو، حيث كان يعيش. وذكر ممثلو الادعاء أن المرأتين يشتبه أنهما قتلا كيم شول، بمساعدة 4 هاربين آخرين. وكيم شول هو الاسم المدون في جواز السفر الذي كان يحمله كيم جونج-نام.

ويمكن الحكم على المشتبه بهما الاثنتين بالإعدام، حال إدانتهما في تلك الاتهامات، طبقا لممثلي الادعاء.

وقال وزير الصحة الماليزي سوبرامانيام ساتاسيفام إن غاز الاعصاب «في.إكس»، مصنف من الأمم المتحدة على إنه من أسلحة الدمار الشامل. وقتل هذا الغاز كيم في غضون 15 إلى 20 دقيقة. وكانت بيونج يانج قد أرسلت وفدا دبلوماسيا إلى ماليزيا أمس الأول ، للمطالبة بالإفراج عن جثة كيم.

وأكد وزير الصحة الماليزي مجددا في مؤتمر صحفي أمس أن الحكومة لن تفرج عن جثة كيم، قبل أن يتم التحقق من هويته بشكل رسمي.

وقال وزير الصحة الماليزي «ليس لدينا عينة من الحمض النووي (دي.إن.إيه). لدينا فقط شخص ميت وجواز سفر..

بالنسبة لنا،لكي نقول أنه كيم جونج نام، يجب أن نحصل على الحمض النووي للاسرة». وما زالت الشرطة تبحث عن 7 كوريين شماليين، يعتقد أن لهم صلة بالقتل، من بينهم دبلوماسي في السفارة الكورية الشمالية في كوالالمبور وأحد موظفي شركة «إير كوريو» للطيران الحكومية الوطنية. وطلبت الشرطة الماليزية من الشرطة الدولية (الانتربول) إصدار تحذير للأشخاص الأربعة، الذين فروا من ماليزيا إلى بيونج يانج في يوم مقتل كيم. ويعتقد أن الثلاثة المتبقين موجودون في ماليزيا.

ميدانيا بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس مناوراتهما العسكرية السنوية المشتركة، في الوقت الذي دعا فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون قواته الى الاستعداد لتسديد «ضربة دون رحمة» لقوات العدو. وتأتي هذه المناورات التي تزيد دائما من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية المنقسمة، بعيد إجراء الشمال تجربة لإطلاق صاروخ باليستي واغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي بواسطة غاز للأعصاب في ماليزيا. وأعلن متحدث باسم الجيش الأمريكي أن عديد القوات المشاركة في المناورات التي اطلق عليها اسم «كي ريزولف» و«فول ايغل» مشابه للعام الماضي. في العام 2016، شارك 300 ألف جندي كوري جنوبي و17 ألف جندي أمريكي في المناورات بالإضافة الى سفن حربية أمريكية استراتيجية وعناصر من سلاح الجو الأمريكي.

واكتفى المتحدث بالقول انه تم نشر 3600 جندي أمريكي للمشاركة في مناورات «فول ايغل» المرحلة الأولى من التدريبات التي تستمر لمدة شهرين، دون اعطاء رقم اجمالي.

وشدد وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو على «ضرورة تعزيز المناورات» وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس الذي وعد «برد فعال وقوي» على أي استخدام لأسلحة نووية كما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان.

وتجمع عشرات المتظاهرين أمام السفارة الامريكية في سيول أمس للاحتجاج على بدء المناورات باعتبار انها «ستقرب شبه الجزيرة من خطر حرب نووية». وتندد بيونج يانج على الدوام بالمناورات المشتركة باعتبارها تدريبا على احتلال أراضيها بينما تؤكد سيول وواشنطن انها لأغراض دفاعية بحتة.

وأشاد كيم جونج اون خلال زيارة الى المقر العام لاحدى وحدات الجيش ب«تيقظ» قواته «ازاء القوات الأمريكية والكورية الجنوبية العدوة التي تبذل جهودا حثيثة من اجل الغزو»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أمس. كما أمر كيم جونج اون جنوده باعداد «اجراءات شاملة للرد من اجل تسديد ضربة دون رحمة الى أي هجوم مفاجئ من العدو».

وكان الرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة هونج كيو-ان حذر بان بلاده سترد بحزم على أي استفزاز من الشمال وستسعى من اجل تشديد العقوبات الدولية على الشمال.

وتابع في خطاب القاه في ذكرى استقلال وطنه عن الحكم الاستعماري الياباني «ستعمل الحكومة بحيث يدرك الشمال ان اسلحته النووية لا فائدة منها»، بعد تعزيز تحالف الجنوب مع الولايات المتحدة. وكانت سيول وواشنطن اعلنتا العام الماضي اقامة نظام أمريكي مضاد للصواريخ (ثاد) في الجنوب من أجل حماية الوطن من أي هجوم يشنه الشمال، في خطة اثارت استياء بكين التي تتخوف من ان ذلك سيقوض قدراتها البالستية.

ووقعت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اتفاقا لتبادل اراض مع مجموعة «لوت» التجارية العملاقة أمس الأول لنشر الدرع المضادة للصواريخ قائلة انها ستسعى لنشره هذه السنة. وقالت وزارة الخارجية الصينية ان «ثاد» «يعرض المصالح الامنية الاستراتيجية في المنطقة للخطر» وحذرت من «عواقب» ضد سول وواشنطن.

وقامت كوريا الشمالية السنة الماضية بتجربتين نوويتين وأطلقت عددا من الصواريخ. واخر تجربة أجرتها كوريا الشمالية في 12 فبراير، كانت الأولى منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة، أظهرت بعض المؤشرات على تقدم في قدراتها الصاروخية بحسب الجيش الكوري الجنوبي.