كلمة عمان

هل يشهد عام 2017 نهاية الاحتلال؟

01 مارس 2017
01 مارس 2017

بغض النظر عما أشار إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرًا من أن عام 2017 سيشهد نهاية الاحتلال الإسرائيلي، فإنه ليس من المبالغة في شيء القول إن الاستقلال الفلسطيني الحقيقي والفعلي، سيتحقق في النهاية، لا محالة، وأن الشعب الفلسطيني سيحصل على حقوقه الوطنية، ومنها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. نعم قد يستغرب البعض من قول ذلك، خاصة في ظل الظروف والتطورات الراهنة، وبعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للولايات المتحدة، ومحادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غير أن خبرة التاريخ، خاصة في المنطقة العربية، وعلى امتداد العالم، قالت وتؤكد أيضا، أن الاستعمار مآله الرحيل. وهو ما سينسحب بالضرورة على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

ومع اليقين بأن الأحداث أو التطورات المهمة، لا تحدث من نفسها، ولكنها تحتاج إلى قوى فاعلة ودافعة لها في الاتجاه والتوقيت الصحيح والمناسب، وفي مقدمة ذلك الإيمان التام بالحقوق، والاستعداد للدفاع عنها والتضحية من أجلها، والقدرة على تنويع وسائل المقاومة للاحتلال، وفقا لمعطيات الواقع وتحولاته أحيانا، والعمل على بناء حاضنة إقليمية ودولية متزايدة وداعمة للنضال الفلسطيني، وذلك كله متوفر بدرجة غير قليلة على الصعيد الفلسطيني، فإن الحاجة الفلسطينية تتزايد بالفعل لحشد الطاقات الوطنية على صعيد واحد، وفي إطار رؤية يتحقق لها الإجماع الفلسطيني، كركيزة لا غنى عنها لتفعيل التأثير الفلسطيني والدعم العربي والدولي، فإن خبرة التاريخ تؤكد أن الاحتلال مآله الزوال، حتى وإن طال الزمن، والأمثلة في هذا المجال عديدة ومتنوعة.

وإذا كان من الواضح أن إسرائيل وحكومتها المتطرفة، تسعى جاهدة إلى ابتلاع الضفة الغربية، وإلى الإجهاز التام على فرص حل الدولتين، وإلى وضع الفلسطينيين أمام اليأس من إمكانية استعادة حقوقهم وأرضهم المغتصبة، فإنه من المهم والضروري، ولعله من المفيد لإسرائيل ومستقبلها أن تعود إلى النظر فيما قاله جون كيري وزير خارجية أمريكا السابق، قبل أيام من رحيل إدارة أوباما، فقد أكد أن قتل حل الدولتين ليس في صالح إسرائيل، وأن استمرار الاستيطان سيؤدي إلى زيادة فرص حل الدولة الواحدة، وأن هذا الخيار ليس بالتأكيد في صالح إسرائيل؛ لأسباب عديدة. ومع أن نتانياهو وحكومته، وقادة التيار اليميني المتطرف في إسرائيل سعداء بما تم خلال زيارة نتانياهو لواشنطن مؤخرًا، إلا أن إقرار الكنيست لقانون التسوية بالنسبة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والعودة إلى نغمة السيطرة الإسرائيلية الأمنية على الضفة الغربية في أي حل، والتشديد على الاعتراف بيهودية إسرائيل، والتوسع في الاستيطان، سيؤدي في النهاية إلى تحفيز العمل من أجل التخلص من الاحتلال الإسرائيلي بمختلف الوسائل المتاحة للأشقاء الفلسطينيين، ولا ينبغي أبدا الاستهانة بإرادة الخلاص التي يملكها الشعب الفلسطيني، التي لم تخبُ على مدى العقود الماضية. من المؤكد أنه سيكون هناك ثمن للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وعلى إسرائيل قراءة دروس التاريخ في المنطقة، وعلى امتداد العالم، فلم يستطع شعب حكم شعب آخر واحتلال أرضه وحرمانه من طموحاته وتطلعاته، ولن يحدث ذلك بالقطع مع الأشقاء الفلسطينيين.