931428
931428
مرايا

تصل ممراته إلى خمس طبقات - جولة ممتعة بداخل أطول كهف في العالم

01 مارس 2017
01 مارس 2017

يشتهر كهف الماموث بولاية كنتاكي الأمريكية بأنه أطول كهف في العالم، ويقع في سلسلة من جبال الحجر الجيري ويتكون من ممرات فوق بعضها البعض، وتصل هذه الممرات في بعض الأحيان إلى خمس طبقات.

ونظرا لضخامة كهف الماموث فإنه يحتوي على بحيرات وأنهار وشلالات، ويعتبر من أبرز المعالم السياحية في ولاية كنتاكي الأمريكية لما يزخر به من تكوينات صخرية عجيبة ذات ألوان وأشكال مدهشة.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإن كهف الماموث يعتبر أطول الكهوف المكتشفة في العالم، وقد تم تحويله إلى محمية طبيعية في عام 1941، ويصل طول الممرات المكتشفة من الكهف حوالي 405 أميال، أي ما يعادل 652 كيلومترا. ويعتقد علماء الجيولوجيا أن ممرات الكهف أطول من ذلك بكثير.

ويرجع سبب تكوين هذا الكهف إلى أن المياه الجوفية قد شقت طريقها في باطن الأرض عبر صخور الحجر الجيري اللينة. ونظرا لأن نهر جرين ريفير قد قام عبر ملايين السنين بشق واديه بشكل أعمق في السلسلة الجبلية، فإن ذلك أدى أيضا إلى سحب مجاري المياه الجوفية إلى أسفل، ونتج عن ذلك ظهور المساحات الكبيرة والممرات الضيقة على مستويات ارتفاع متعددة.

أكثر الجولات شعبية

ويوفر مركز الزوار بالمحمية الطبيعية جولات متنوعة للزوار، والتي تمتد من 30 دقيقة ويصل بعضها إلى ست ساعات ونصف، وتعتبر الجولة، التي تمتد لساعتين من أكثر الجولات شعبية وإقبالا من السياح، والتي تعرف باسم « Domes & Dripstones». وأكد المرشد السياحي المصاحب للمجموعة السياحية أن هذه الجولة ليست مناسبة للأشخاص، الذين يعانون من الخوف من المرتفعات ورهاب الاحتجاز في الأماكن المغلقة؛ نظرا لأن مسار هذه الجولة في باطن الأرض، وإذا حدثت مشكلة لن يكون من السهل حلها.

وخلال هذه الجولة يتعرف السياح على كيفية تكون الكهوف والممرات قبل سبعة ملايين سنة بفعل المياه الجوفية. وفي نهاية الجولة تتم زيارة التكوينات الصخرية المتجمدة «فروزين نيجارا»، وتعتبر هذه الصخور من أكثر موضوعات التصوير في المحمية الطبيعية، وتبدو هذه الصخور كشلالات متحجرة ضخمة.

وتستقطب محمية كهف الماموث ما يقرب من 520 ألف زائر سنويا، وتمتاز هذه المحمية بأهمية متوسطة بين المحميات الطبيعية الأمريكية، التي يبلغ عددها 59 محمية. غير أن ازدهار الحركة السياحية لها أهمية كبرى في هذه المنطقة الريفية. ويلاحظ السياح وجود بعض المتاجر الخالية في منطقة «هورس كيف» الواقعة إلى الشرق من المحمية الطبيعية، كما توجد أطلال لمحطة تزود بالوقود على مقربة من الطريق السريع 65.

وسرعان ما يتضح للسياح من خلال هذه المشاهد أن ماضي هذه المنطقة كان أفضل من الوقت الراهن، على أمل أن تستعيد هذه المحمية الطبيعية بريقها في المستقبل بعدما صوتت أغلبية السكان في المقاطعات، التي توجد بها المحمية الطبيعية لدونالد ترامب.

جولة تاريخية

وعند توافر بعض الوقت يمكن للسياح الانطلاق في الجولة التاريخية « Historic Tour»، والتي تمتد لمدة ساعتين ولمسافة 3.2 كيلومتر، وتبدأ بالقرب من مركز الزوار. ويتم الدخول إلى الكهف من المدخل الطبيعي، الذي اكتشفه المستوطنون البيض الأوائل في عام 1790.

وعلى عكس الجولات الأخرى في الكهف يستمتع للسياح في البداية بمساحات رحبة ومسارات ثابتة تمتد خلال الكهف وقاعات واسعة تشبه القاعات في الكاتدرائيات، كما يلاحظ السياح وجود بعض الأحجار الضخمة، التي تضيق عندها الممرات بشدة.

وبعد ذلك تمر الجولة بالحفرة، التي يبلغ عمقها 32 مترا، وتنتهي الجولة عند قبة الماموث على ارتفاع 100 متر، وبالطبع مثل هذه الجولات المثيرة لا تتناسب مع الأشخاص، الذين يعانون من رهاب الاحتجاز في الأماكن المغلقة.

الهنود الحُمر

وتحكي المرشدة السياحية سوزان راشه للسياح المرافقين لها عن كيفية استغلال كهف الماموث من قبل الهنود الحُمر، الذين استخرجوا الجص منه قبل 5000 عام، كما قام المستوطنون البيض باستخراج نترات الصوديوم من الكهف، والتي تم استخدامها كمكون للبارود خلال الحرب الأمريكية الإنجليزية خلال عام 1812. وقد تم تنظيم أولى الجولات السياحية خلال الكهف في عام 1816، وكان ذلك بداية للنشاط السياحي في كهف الماموث.

وخلال عام 1842 تم استغلال الكهف لعلاج مرض السل، إلا أن المحاولة لم تنجح، وفي عام 1908 تم رسم خريطة للكهف بالتعاون مع الخبير الألماني ماكس كامبير، وقد ظل الاسم «كهف الماموث» من الأمور المحيرة حتى الآن؛ حيث لم يتم هنا اكتشاف أي بقايا لحيوان الماموث.