مرايا

منحته وزيرة الخارجية في البرلمان الأسترالي جائزة - وجيه صقر: أبحث عن شخصية ذات قيمة اجتماعية لها أهدافها

01 مارس 2017
01 مارس 2017

حاورته- ضحى عبد الرؤوف المل -

حقق الفنان «وجيه صقر «عدة نجاحات تتصف بالجدية وقوة الشخصية عبر العديد من الأدوار التمثيلية التي لعبها في الكثير من المسلسلات والمسرحيات أبرزها مسلسل» الجذور» و»متل القمر» ومسرحية» ثورة النساك «و» عرس السما» مع الأب «فادي تابت» التي حافظ فيهم على معاييره الخاصة في التمثيل الذي اشتهر من خلاله بأدوار الشر، وان كان يضمر في شخصيته الحقيقية عكس ذلك بل ويحمل من النبل الفني الصدق والتميز في اختياره للأدوار، إلا انه ما زال يبحث عن الأدوار المركبة التي تستفزه لاستخراج مكنونه الدرامي الملموس نوعا ما، فهو شخصية حازمة تعشق التمثيل وتمنحه كل اللوازم الحيوية لتجعل منه قاعدة أساسية لمسلسلات نحتاج فيها لقوة الشخصية القادرة على لعب دورها في خلق توازنات تحتاجها الدراما اللبنانية بالذات التي نشعر أنها تضع بعض الأشخاص في المكان غير المناسب، لهذا كان كان حواري مع الفنان «وجيه صقر» وهو من القواعد الأساسية التي تتوازن من خلالها الدراما لشد أطرافها من جهتين الضعف والقوة ومع الفنان» وجيه صقر» أجريت هذا الحوار.

-استطعت نحت وجودك الدرامي بقوة مما أثبت أهمية ادوارك، هل اعتبر هذه نتيجة اختيار الأدوار؟

اختار ادواري بجدية قوية وربما حازمة في بعض الأحيان وان كانت دور البطولة، وارفض اي شخصية لا تقدم لي إضافة ما من حيث التجديد والتمييز، لأني ابحث عن شخصية ذات قيمة اجتماعية لها أهدافها.

احب نحت الشخصية فعلا التي أريد لعب دورها في الدراما، واحب اكثر الأدوار المركبة لأني افضلها اكثر، وأظن هذا ما يميزني لأني لا أشبه أي احد في التمثيل، وابحث عن تفاصيلها لأصقلها قدر الإمكان وامنحها الكثير من انفعالاتي ووجداني، لا تعنيني اي شخصية يتم تقديمها لي ما لم تكن مدروسة من جميع الجوانب خاصة النفسية بتفاصيلها الكاملة دون اي استثناء.

- الفنان وجيه صقر وتضحية كبيرة تبذلها في المسلسلات هل أنت نادم على ذلك؟

أبدا لم اندم على شيء قمت به، وسعيد جدا بالدراما اللبنانية وفخور بما قمت به، خاصة ان الدراما اللبنانية بأوجها الدرامي حاليا، وباتت تحتل المرتبة الاولى بفضل الكتاب وقصصهم الهادفة، وبعض المنتجين الذين يخوضون هذا الغمار. في بداياتي لم يكن هذا التنوع من الكتاب، لأنها كانت محصورة عبر بعض الكتاب فقط، واحب مشاهدة الدراما اللبنانية لأتابع كل جديد دائما بتفاصيله الكاملة، لأني ايضا احب هذا النوع من الدراما الذي يتم تقديمه الآن، لأني اشعر أن هذا فعلا مجتمعنا وهذا نحن اللبنانيين.

-من هي المرأة القابعة في قلب وجيه صقر وماذا يقول لها ؟

حياتي الخاصة لا احب الكلام عنها، لكن لم أجد المرأة التي تسكن في حياتي للأسف، ربما لأني اهتم بعملي أكثر وامنحه كل المجهود اللازم لأتطور وابحث واكتشف اكثر فاكثر، مما جعلني أنسى حياتي الخاصة. لم اشعر باليأس بعد وما زلت احمل الأمل، وأحاول حقيقة لأجد المرأة في حياتي، والفنان خاصة بحاجة للمرأة وأسعى لذلك، لكن الفن يأخذني بقوة ولا يمنحني الوقت اللازم لذلك.

- تميزت أدوارك بالصعوبة إلا أنها من الخيوط الأساسية تقريبا في جميع المسلسلات التي لعبت فيها مختلف الأدوار، هل هذا هو خطك الدرامي الدائم؟

احب اختيار خط معين بالقصة واشعر أني بارع به، من اجل ذلك المشاهد حفظ هذا الخط اكثر، ربما هو لم يكن أساسيا ومع ذلك استطاع ترك اثر كبير في نفس المشاهد، خصوصا في مسلسل جذور لم يكن الدور أساسيا في قصتي مع البنت عبر الإنترنت، إلا انه نجح جدا في ملامسة وجدان المشاهد وكأني من بين الأبطال، رغم أن الدور صغير لكنه ترك أثراً كبيراً.

وأكيد لن أبقى في هذا المضمار طبعا، يجب التغيير عن ادوار الشر، لان في داخلي الكثير من الشخصيات خصوصا الأدوار المركبة التي أتمنى لعب دورها لتظهر. كطموحي بلعب دور المقعد او المصاب بمرض السرطان او الأعمى او المصاب بالايدز، وما زلت انتظر الفرصة لذلك، لكن ان تكون الشخصية تمت معالجتها بخط جيد في سياق درامي محبوك بجمالية مميزة درامياً.

- شخصية تقمصتها ما زالت راسخة في نفسك ما هي؟

اهم شخصية قمت في تقمصها هي ضمن مسرحية للاب فادي تابت بعنوان « عرس السما « وسافرنا بها الى سيدني ومنحتني وزيرة الخارجية في البرلمان جائزة، واعتبر هذه الجائزة التي استلمتها في البرلمان الأسترالي هي اهم جائزة احصل عليها في حياتي لهذا اعتذرت عن الجوائز الأخرى في لبنان، لان القدر منحني لعب هذا الدور الذي كنت اطمح له وحققه لي الأب فادي تابت ضمن مسرحيته عرس السما، وهذه اجمل شخصية ممكن ان العب دورها في حياتي.

-أدوار الشر رغم قساوتها لم تزيل طيبة النفس التي تمتلكها، من هو وجيه صقر في الحياة؟

وجيه صقر في الحياة لا يشبه أي دور من الأدوار الدرامية التي ألعبها لا أشبهها أبدا، احب البقاء في البيت غالبا، حساس جدا واحب الاهتمام بالعائلة، أي أمي التي أعيش معها في البيت، لا احب السهرات خارج المنزل، ونادرا ما أوافق على الإطلالات التلفزيونية والصحفية إلا ان كانت بناءة وهادفة من خلال الأسئلة الموضوعية التي تلامس الممثل نفسيا والبعيدة عن القشور.

لا احب المادة إلا ضمن ما هو أساسي، بشكل عام أنا بعيد قليلا عن ضوضاء المجتمع، لأني اكثر من عشرين سنه ضمن العمل فقط . لا احب شرب الكحول ولا التدخين، بعيد عن الأصدقاء بسبب كثرة العمل هذه هي حياتي باختصار.

-لماذا لا يضاء على الوجوه الدرامية اللبنانية المحافظة على جودة التمثيل وان لم تقم بأدوار البطولة؟ ألا تظن أنها النقطة الأساسية لأي دراما؟

بالعكس أنا شخص كثير الظهور الإعلامي عبر الشاشات والصحافة، لكن مؤخرا توقفت لأني لا احب أن اكرر نفسي عبر أسئلة تقليدية جاوبت عنها كثيراً، اما اذا كانت الأسئلة بناءة وجديدة في الطرح كحواري معك مثلا، منذ مدة لم اظهر ولأن اسئلة الحوار مختلفة لهذا أحاورك الآن، وإلا احب الالتزام بالهدوء والالتفات لعملي بشكل افضل.

-كلمة أخيرة للمنتج اللبناني؟

أقول لكل المنتجين في لبنان ليمنحهم الرب العافية، لأني أدرك مدى صعوبة الظروف القاسية في البلد من حيث التمويل الدرامي خصوصا أن القنوات تتأخر أحيانا في دفع مستحقاتهم، لكن ملاحظة صغيرة هي أتمنى منهم اختيار طاقم عمل تمثيل يتصف بالجيد والمكتمل لرفع قيمة العمل الدرامي بالكامل لأنهم يعملون ضمن ظروف قاهرة حقيقة.