934062
934062
مرايا

بالتقيد بالأغذية الصحية والامتناع عن التدخين - د. حكمت جمال: أغلب مخاطر صحة الرجل يمكن الوقاية منها

01 مارس 2017
01 مارس 2017

كتبت: مروه حسن -

رغم أنَّ الفارقَ في العمر المتوقَّع بين الرجال والنساء يتناقص، فمن المعروف أنَّ على الرجال أن يولوا أجسامَهم مزيداً من الانتباه، لكن هناك عوامل كثيرة تعمل في غير صالح الرجال؛ فهم أكثر من النساء ميلاً إلى فعل بعض العادات السيئة كالتدخين وشرب الكحول، وهم لا يلتمسون المساعدةَ الطبية بقدر ما تفعل النساء، وهناك رجال «يُعرِّفون» أنفسهم بعملهم، وهذا ما يزيد من تأثير الشدة النفسية على صحتهم. وهناك أيضاً حالات صحِّية تصيب الرجال فقط، كسرطان البروستات وانخفاض مستوى التستوستيرون.

لذا يشير أخصائي جراحة بولية وتناسلية ومعالجة العقم وأمراض الذكورة بمجمع البشرى التخصصي الطبي د. حكمت حمد جمال إلى أن هناك الكثير من المخاطر الصحية الرئيسية التي تواجه الرجال، كسرطان القولون وأمراض القلب، يمكن الوقاية منها ومعالجتها في حال تشخيصها في وقت مبكِّر. وتستطيع اختباراتُ التحرِّي أن تكتشف الأمراضَ في وقت مبكِّر عندما تكون معالجتها أكثر سهولة. ولذلك فإن من المهم أن يخضع الرجل للفحص الطبي المنتظم ولفحوص التحرِّي المنتظمة.

مخاطر صحية عامة

وأضاف د. حكمت أن المخاطر الصحية الرئيسية التي تواجه الرجال تشتمل على ما يلي:

• السرطان.

• الداء الرئوي المسد المزمن (COPD).

• الداء السكَّري.

• أمراض القلب.

• الإصابات والحوادث.

• السكتات.

وأوضح أن السرطانُ هو مجموعة من أمراض كثيرة تبدأ في الخلايا التي هي أحجار البناء في الجسم، لأن الخلايا الطبيعية في الجسم تنمو وتموت على نحوٍ منتظم مضبوط. وفي بعض الأحيان فإنَّ الخلايا تبدأ الانقسام والنمو على نحو غير مضبوط، وهذا ما يسبِّب نمواً شاذاً يدعى باسم «وَرَم»، إذا قام الورمُ بغزو النسج المجاورة وأجزاء الجسم الأخرى، فإنه يدعى ورماً خبيثاً، أو سرطاناً، وتنتشر الخلايا السرطانية إلى أجزاء مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللمفية، وتُعطى السرطانات التي تصيب الجسم أسماء مختلفة تعتمد على مكان بدء السرطان.

وأشار إنَّ السرطانات التي تصيب الرجالَ عادة تشتمل على ما يلي:

• سرطان البروستات.

• سرطان الخصية.

• سرطان القولون والمستقيم.

• سرطان الرئة.

• سرطان الجلد.

وأوضح أن الداء الرئوي يجعل المسد المزمن التنفُّس صعباً، وتزداد هذه الصعوبة مع مرور الزمن، ويعدُّ التدخينُ من الأسباب الرئيسية لهذا المرض. وعندَ الإصابة بالداء الرئوي المسد المزمن، فإن مقداراً أقل من الهواء يمر، دخولاً وخروجاً، عبر السبل الهوائية. وهذا ما قد يحدث عندما:

• تفقد السبل الهوائية والجيوب الهوائية في الرئتين (الأسناخ) خاصية المرونة.

• تنتج السبل الهوائية كميةً من المخاط أكثر من المعتاد. وهذا ما قد يسدها.

• تخرُّب الجدران بين الأسناخ في الرئتين.

• تُصاب جدران السبل الهوائية بالتثخن والالتهاب.

من الممكن أن يؤدِّي التدخين والمواد المهيجة والعدوى التي تصيب الرئة إلى التهاب في القصبات الهوائية والأسناخ ومعظم الخلايا التي تبطن الرئتين من الداخل، كما إنَّ الضررَ الذي يصيب الرئتين بسبب الداء الرئوي المسد المزمن هو ضرر غير قابل للإصلاح.

أما الداءُ السكَّري فهو مرض يجعل من الصعب على خلايا الجسم أن تحصل على الغلوكوز الذي يلزمها من أجل توليد الطاقة، ويأتي الغلوكوز من الأغذية التي يتناولها الإنسان، فالأنسولين هو الهرمونُ الذي يساعد على دخول الغلوكوز إلى الخلايا من أجل تزويدها بالطاقة، وفي حالة الداء السكري من النمط 1، فإنَّ الجسمَ لا يصنع هرمون الأنسولين. أمَّا في الداء السكَّري من النمط 2، وهو النوع الأكثر شيوعاً، فإن الجسم لا يقوم بصنع الأنسولين أو لا يقوم باستخدامه على نحو جيِّد.

أما الأمراضُ القلبية فتشتمل على عدد من الحالات التي تصيب القلب والأوعية الدموية في القلب، والنوعُ الأكثر شيوعاً من الأمراض القلبية هو داء الشرايين التاجية (CAD)، وهذا الداء هو تضيُّق أو انسداد الأوعية الدموية التي تزوِّد القلبَ بالدم، ويحدث داءُ الشرايين التاجية على نحو بطيء وخلال زمن طويل، وهو السبب الرئيسي للإصابة بالنوبات القلبية، وإن خطر إصابة الرجل بالأمراض القلبية يبدأ بالزيادة على نحو كبير اعتباراً من سن الخامسة والأربعين.

وبالنسبة لللسكتةُ الدماغية فإنها تحدث عندما لا يحصل أحد أجزاء الدماغ على حاجته من الدم، وفي معظم الحالات، فإنَّ السكتة تحدث بفعل خثرة دموية تسد الوعاء الدموي الذاهب إلى الدماغ، وإذا أُصيب المرء بالسكتة، فإن بعض خلايا الدماغ تبدأ بالموت خلال وقت قصير. لكن في حالة المعالجة السريعة، فإنَّ دماغ الرجل الذي يصاب بالسكتة يمكن أن يتعرض لضرر بسيط، كما يمكن ألاَّ يتعرَّضَ لأي ضرر، بينما الضرر الدماغي الشديد يمكن أن يؤدِّي إلى الشلل وإلى مشكلات في التفكير، كما يمكن أن يؤدِّي إلى الموت أيضاً.

ومن المشكلات الصحية الأخرى الشائعة لدى الرجال:

• داء الزهايمر.

• الاكتئاب والانتحار.

• الإنفلونزا والتهاب الرئة.

• أمراض الكلى.

الوقاية من المخاطر الصحية

ويشير أخصائي الجراحة البولية والتناسلية ومعالجة العقم وأمراض الذكورة بمجمع البشرى التخصصي الطبي أن أكبرَ المخاطر الواقعة على صحة الرجل هي من النوع الذي يمكن الوقاية منه غالباً، ومن أجل تقليل خطر الإصابة بحالات صحية خطيرة على الحياة، فإنَّ على الرجل أن يلتزم بالعادات الصحية، فعلى الرجل الامتناع عن التدخين أو استخدام منتجات التبغ. ومن الممكن أن يطلب مشورةَ الطبيب إذا كان في حاجة إلى مساعدة من أجل الإقلاع عن التدخين، أيضا يجب الامتناع عن شرب الكحول فهو بالإضافة أنه حرام شرعا ، هو أيضا ضار للصحة. وعلى الرجل أن يتجنَّب الملوِّثات، وأن يقلل من تعرُّضه للمواد الكيميائية ولتلوث الهواء خارج المنزل، وهذا ما يشتمل على التدخين الثانوي أيضاً.

كما تعدُّ حوادثُ السيارات من الأسباب الرئيسية للحوادث القاتلة بالنسبة للرجال، ومن أجل المحافظة على السلامة في الطريق، فإن على الرجل أن يسلك سلوكاً عاقلاً، حيث يجب وضعُ حزام الأمان في السيارة، كما يجب التقيد بحدود السرعة، ولا يجوز أبداً قيادة السيارة تحت تأثير الكحول أو أي نوع آخر من المواد المخدرة والضارة، كما يجب الامتناعُ عن قيادة السيارة في حالة النعاس. ويجب الإكثارُ من غسل اليدين بالماء والصابون من أجل الوقاية من العدوى والأمراض، وعلى المرء أن يغسل يديه قبل الطعام، وكذلك بعد استخدام المرحاض، بالإضافة إلى غسل اليدين كلما لمس المرء شيئاً غير نظيف.

ويجب التقيُّدُ بالأغذية الصحية، من خلال اختيار الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والأغذية الغنية بالألياف، بالإضافة إلى مصادر البروتين البسيطة، كما يجب الحد من كمية الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والصوديوم. وعلى الرجل أن يعرف كيفية التعامل مع الحالات الصحية المزمنة، كالداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وعليه أن يتقيَّد بنصائح الطبيب فيما يخص المعالجة، حيث يجب أن يكونَ النشاط البدني جزءاً من نظام الحياة اليومي، وعلى الرجل أن يشاركَ في نشاطات يستمتع بها، كالرياضة أو الرقص مثلاً، لأن التمارين الرياضية المنتظمة قادرة على مساعدة الرجل في ضبط وزنه والتخلُّص من الشدة النفسية والتوتر. ويجب المحافظةُ على وزن صحي سليم، فزيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية كثيرة.

إضافة إلى أنه يجب أن يحصلَ المرءُ على حاجته من النوم، وعليه أن يتعلم كيفية التعامل مع الشدة النفسية، وإذا كان الرجل يشعر دوماً بأنه متوتر أو منفعل بشدة، فإنَّ نمط حياته اليومي يمكن أن يضطرب. إن على الرجل في هذه الحالة أن يتحدث مع أحد أصدقائه أو أحد أفراد أسرته ممن يقدمون له الدعم العاطفي، ومن الممكن أيضاً أن يلجأ إلى القراءة أو الذهاب في نزهة على الدراجة أو التأمل.

وأشار أيضا د. حكمت جمال أن الاكتئابُ هو أحد عوامل الخطر الهامة فيما يخص الانتحار بين الرجال، وإذا ظهرت لدى الرجل علامات الاكتئاب أو أعراضه، كالشعور بالحزن وفقدان الاهتمام بالنشاطات العادية، فعليه أن يستشير الطبيب. وإذا ظهرت لدى الرجل أفكار انتحارية، فإنَّ عليه أن يطلب المساعدة الطبية الإسعافية أو أن يذهبَ إلى غرفة الطوارئ، وأيضا يجب التقيُّدُ بالزيارات المنتظمة للطبيب، وبفحوص التحري المنتظمة لأنها قادرة على اكتشاف المشكلات قبل أن تظهر أعراضها.

الصحة الجنسية

خلال مرحلة البلوغ، من الممكن ألاَّ يفهم كثير من الرجال الذين يبلغون النضج الجنسي طبيعةَ التغيُّرات التي يمرون بها، إن هذه التغيرات الجسدية والهرمونية أمر طبيعي. وهي تحدث لدى كل ذكر تقريباً خلال المرور بمرحلة النضج الجنسي، فيمكن أن يعاني الرجل من:

• القلق.

• التشوُّش الذهني.

• تلقِّي معلومات خاطئة من أقرانه.

إن المشكلات الجنسية من الأمور الشائعة بين الرجال، ومن الممكن معالجة معظم هذه المشكلات، وهناك بعض الرجال الذين يعانون من مشكلة القذف المبكِّر، سوءُ الانتصاب، أو العجز الجنسي. ويعتبر التستوستيرون هو الهرمونُ الذكري الأكثر أهمية، وهو يساعد في المحافظة على الدافع الجنسي، وإنتاج النطاف، وشعر الجسم، وقوة العضلات، وكثافة العظام. إن مستويات التستوستيرون التي تكون أقل من الحدِّ الطبيعي يمكن أن تؤثر على جسم الرجل وعلى حالته النفسية أيضاً، مع إنَّ الانخفاضَ التدريجي في مستوى التستوستيرون أمر طبيعي لدى الرجال مع التقدُّم في السن، وهناك علامات أخرى لانخفاض مستوى التستوستيرون، ومن هذه العلامات: مشكلات في الانتصاب، وزيادة حجم الثديين، هبَّات ساخنة، ومشكلات في الذاكرة والتركيز، ومشكلات في المزاج، كالاكتئاب وسرعة التهيُّج، فقدان قوة العضلات، وضعف العظام. عندَ محاولة الإنجاب، فقد يواجه بعض الرجال مشكلات تتعلَّق بالخصوبة، وإذا لم تحمل المرأة بعد سنة واحدة ممن غير استخدام وسائل منع الحمل، فيجب استشارة الطبيب، حيث من الممكن أن يتعرَّضَ الرجلُ لمشكلات البروستات أيضاً، والبروستات هي غدة تساعد في صنع النطاف، وهي تحيط بالأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، ويبلغ حجمُ غدة البروستات لدى الرجل في مقتبل العمر حجم الجوزة، ويزداد حجمُها مع التقدم في السن، وإذا تضخمت غدة البروستات كثيراً، فقد تؤدي إلى بعض المشاكل، ومع تقدُّم سن الرجل، يزداد احتمال الإصابة بمشكلات البروستات. وقد تشمل مشاكل البروستات على:

• التهاب البروستات.

• فرط التنسُّج الحميد (الضخامة الحميدة) في البروستات.

وأضاف أيضا أنه يمكن أن تساعد فحوص التحرِّي عن سرطان البروستات على اكتشاف سرطان البروستات في وقت مبكر عندما تكون معالجته أكثر فعالية، إن الفحص الخاص بمُستضد البروستات (PSA) يرصد علامات سرطان البروستات، ويمكن أن يساعدَ الحصول على نتيجة طبيعية لهذا الفحص، إلى جانب فحص المستقيم بالإصبع، على التأكُّد من ضعف احتمال الإصابة بسرطان البروستات، ويوصي معظمُ الأطباء بأن يخضع الرجال بين الخمسين والخامسة والسبعين عاماً لاختبار المستضد الخاص بالبروستات، ولفحص المستقيم بالإصبع كلَّ عام.

ويختتم حديثه قائلا: هناك مشكلاتٌ ومخاطر صحية رئيسية تواجه الرجال، كسرطان القولون وأمراض القلب مثلاً، يمكن أن تكونَ معالجتها أو الوقاية منها ممكنة، ولكن ختبارات التحري قادرة على اكتشاف الأمراض في وقت مبكر عندما تكون معالجتها أكثر سهولة، ومن المهم أن يخضع الرجل للفحوص الطبية المنتظمة، ولاختبارات التحرِّي المنتظمة.