940810
940810
عمان اليوم

السفير الباكستاني: السلطنة لعبت دورا بارزا في تحقيق السلام والاستقرار والتسامح إقليميا ودوليا

28 فبراير 2017
28 فبراير 2017

940808

شارك في معرض «رسالة الإسلام» -

كتب – سالم بن حمدان الحسيني -

أكد سعادة على جاويد سفير جمهورية باكستان لدى السلطنة ان العلاقات العمانية - الباكستانية ضاربة بجذورها في التاريخ فهي تمتد لسنوات طويلة وأن هناك حوالي ٢٦٠ ألف باكستاني يعملون في السلطنة منذ فترات طويلة ولا يشعرون بغربة عن بلادهم، ونحن بلا شك نفتخر بهذه العلاقة بيننا وبين السلطنة وسوف نسعى لأن نعزز من هذه العلاقة الوثيقة في كل المجالات، ولا شك ان القيادتين في البلدين السلطنة وباكستان يحملان أفكارا سامية فالسلطنة لعبت دورا بارزا لأجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وهكذا أيضا القيادة الحالية الباكستانية هي تحمل نفس الرؤية ونفس الرسالة وهي تعزيز السلام وتحقيق الأمن والمحبة والوئام، فأنا شخصيا أعجب كثيرا بسياسة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس التي هي معروفة والمتمثلة في عدم التدخل في شؤون الغير والسعي نحو تحقيق السلام والصلح بين الدول، كما أن القيادة الباكستانية تحاول أن تستفيد من التجربة العمانية في تحقيق هذا الهدف النبيل فالسلطنة بحكم موقعها الجغرافي وسياستها الثابتة والمتوازنة فهي تعيش في أمن واستقرار وتسعى لتجنيب المنطقة الكثير من الأخطار بحمد الله.

وقال لـ «$» على هامش معرض «رسالة الإسلام» الذي أقيم مؤخرا بمقر المدرسة الباكستانية بدارسيت: أشعر بمسؤوليتي في عُمان وسوف أبذل جهدي في تعزيز هذه العلاقة وألعب دورا بارزا في بناء جسور التواصل بين الشعبين العماني والباكستاني وان شاء الله ستتعاون باكستان مع السلطنة في كافة المجالات لتحقيق هذه الأهداف النبيلة من الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

وعن رسالة المعرض وما تحمله من رسالة سامية قال: الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان على جهودها المبذولة لنشر هذه الصورة الناصعة والصحيحة عن الإسلام في العالم، ولا شك أن عُمان أصبحت رمزا للتسامح والوئام في الأفق العالمي، ولا شك أن المسلمين اليوم بحاجة ملحة الى جمع الصفوف وتوحيد الرؤى والتوجهات. وأشار الى أن هذا المعرض أقيم في باكستان عام ٢٠١٤ م في اسلام اباد وكان له تأثير بالغ في قلوب الباكستانيين، وأشادوا واثنوا عليه كثيرا.

وأوضح قائلا: شاهدت هذا المعرض معرض رسالة التسامح من عُمان من قبل عبر الإنترنت لكن طبعا المشاهدة على أرض الواقع مختلفة تماما فاني اعجب كثيرا بهذا المعرض الرائع وما يحمله من رسالة سامية الى البشرية جمعاء، وهذا في رأيي يرتقي باسم عُمان فهذا الجهد يمثل السلطنة بلا شك، وعُمان اسم معروف لدى الجميع قديما وحديثا من خلال حضورها في المحافل الدولية.

* كيف لمستم التعايش والتسامح بين المدارس الفكرية في السلطنة من خلال وجودك الحالي ممثلا لبلدكم باكستان؟

أنا لا زلت حديث عهد بالسلطنة حيث لم يمض على تعييني كسفير في مسقط إلا سبعة أشهر فقط، لكنني أشعر أنني بين أهلي وإخواني ولم اشعر انني غريب في هذه البلاد وقد لمست التعايش الفكري والمذهبي في عُمان وأيضا المحبة والاحترام المتبادل بين الجميع، وحينما نذهب الى المسجد نرى الجميع صفا واحدا متآلفين متحابين لا فرق بين هذا وذاك وهذا الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله تعالى – فبجهوده الكبيرة في التأليف بين جميع المواطنين والمقيمين وأيضا بالقيم العمانية المعروفة مثل التسامح والوئام، وما أدهشني حقيقة واعجب بها كثيرا هو دخول أهل عُمان الإسلام طواعية، ذلك ما وجدته وأنا أتصفح التاريخ العماني، والشعب العماني معروف منذ القدم بالتسامح وبالتآلف والمحبة والود والتعاون والاحترام.

وعمّا يحمله عن السلطنة وأهلها من انطباع خلال فترة اقامته هذه قال: اعتبر السلطنة قبل كل شيء بلدي الثاني والأمر الآخر أجد نفسي عاجزا عن التعبير عن بالغ سروري ولا أجد الكلمات التي استطيع أن أعبر بها عن شعوري تجاه أهل عُمان، ولا شك ان العلاقة التي تربط البلدين السلطنة وباكستان علاقات وطيدة فهما منطقتان مهمتان في العالم فموقع عُمان الجغرافي لا يبعد سوى مائتي كيلومتر عن باكستان وهي المسافة البحرية التي تفصل بينهما فعُمان دولة جارة وهي قريبة جدا من باكستان، وكذلك الموقع الجغرافي لباكستان في آسيا مهم جدا وكذلك الموقع الجغرافي العماني في خريطة العالم وفي منطقة الخليج..

جاء هذا الحوار على هامش معرض «رسالة الإسلام» الذي اقيم مؤخرا بمقر المدرسة الباكستانية بدارسيت والذي رعاه سعادة توفيق بن عبدالمحسن اللواتي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مطرح.

من جهته قال محمد بن سعيد المعمري المشرف العام على المعرض أن هدف المعرض هو إيصال تجربة عُمان في القيم المشتركة والمتعارف الإنساني من أجل غد أفضل للأجيال الحاضرة والمستقبل القادم، ويأتي المعرض في سياق الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال نشر القيم الإنسانية الرفيعة، وإيصال رسالة السلام في العالم، وسط أجواء من التوترات الإقليمية، وامتداد رقعة التطرف والإرهاب والعنف، ليكون صوت (رسالة السلام) ردا على كل هذه الممارسات اللاإنسانية والتي تتعارض مع تعاليم الأديان والثقافات المحبة للرحمة والسلام .

وأضاف: استطاع المعرض من خلال لوحاته ومعروضاته وفعالياته المتنوعة لفت أنظار الزوار إلى ما تتمتع به السلطنة من نهضة شاملة يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - والتي جعلت عُمان محط تقدير العالم؛ باهتمامها بكل ما يؤدي إلى إحلال السلم وحل النزاعات بالطرق السلمية ومكافحة التطرف والعنف والكراهية ..

الجدير بالذكر أن معرض (رسالة الإسلام) صوت من عُمان يجوب أقطار العالم، وقد أكمل منذ عام ٢٠١٠م إشعال أكثر من مائة شمعة في ثلاثين دولة، ليثبت أن السلام نهج عُماني مستمر، وأن قيم الحوار والتعايش ضرورات إنسانية من أجل غد أفضل، وعالم يرفرف فيه الأمن والسلام حول الإنسان في كل مكان.