20
20
عمان اليوم

جامعة السلطان قابوس تستضيف البرنامج التوعوي لسرطان الثدي

28 فبراير 2017
28 فبراير 2017

تضمن بعض قصص التحدي والأمل -

نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بعمادة شؤون الطلبة وبالتعاون مع الرابطة العمانية لسرطان الثدي مساء الاثنين، فعالية اليوم التوعوي لسرطان الثدي تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي، وبحضور معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي ومعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وعدد كبير من الحضور من داخل الجامعة وخارجها وذلك في القاعة الكبرى لمركز الجامعة الثقافي.

ويأتي هذا البرنامج بهدف تعريف النساء بمرض سرطان الثدي والتشخيص المبكر للمرض وكيفية الفحص الذاتي وطرق الوقاية والعلاج، تضمن البرنامج مجموعة من الفقرات التوعوية حول سرطان الثدي وبدأ مع كلمة الدكتور عادل العجمي رئيس الرابطة العمانية لسرطان الثدي ورئيس وحدة جراحة الأورام بمستشفى جامعة السلطان قابوس حيث قال: لأننا نهتم حملت على نفسي أمانة تبليغ المرأة العمانية بسرطان الثدي ولأن ديننا يأمرنا بالمعروف لذلك كان لزاماً علي أن أقوم بذلك، وأضاف بإن سرطان الثدي في تزايد إلا أنه أقل عن الغرب ولكن العمر المتوسط يفارق بـ20 سنة بيننا وبينهم، وأشار أيضاً إلى أن 70% من المريضات في السلطنة يتعالجون وهم في مرحلة متقدمة من المرض بالرغم من أن سلطنة عمان تصنف الرابع عالمياً في الخدمة الطبية والخدمة المجانية.

كما ألقت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى آل سعيد كلمة وذكرت فيها أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي قائلة: «وما اجتماعنا اليوم إلا شاهداً على تغيّر كبير في الثقافة العامة لدى الـمجتمع والذي واكبه بلا شك العدد الكبير من المختصين والأطباء الناشطين في جميع الـمجالات لزيادة التوعية وكسر الـحاجز الذي ربـما تواجهه بعض النساء للكشف المبكر عن هذا المرض، إن السرطان أيتها الأخوات غير قاتل إذا ما اكتشفناه مبكراً، فالكشف المبكر قد ينقذ حياة الكثيرات منكن، فلا تترددن بالمبادرة في الفحص فضلاً على ما سيجنبكن الكثير من الـمعاناة النفسية والـمادية لا قدر الله، تدركون جميعاً التطور الكبير والـمتسارع الذي يشهده القطاع الصحي في السلطنة وهو أمر واضح وجليّ للجميع، حيث صنفت منظمة الصحة العالمية السلطنة في المركز الرابع في الخدمات الطبية، ولعلنا ونـحن نستعرض الإحصائيات التي ستقدم فيما بعد لنتعرف عن قرب على ما يقوم به الجميع ممن يعنى بهذا الـمجال من جهود لنشر الوعي بأهمية الكشف المبكر لشرطان الثدي. إنـني ومن هذا المنبـر أرجو وأناشـد الجميع منكن بالمبادرة للقيام بالكشف المبكر. فإن الوطن يعول عليك الكثير فأنتِ شريكة الحاضر وصانعة المستقبل فكوني كما أُرِيدَ لك كلٌ مكتمل.

وتضمن البرنامج بعض قصص التحدي والأمل مع كل من الدكتورة آسية البوعلي والدكتورة عائشة الغابشية، حيث تحدثت كل منهما عن قصتهما مع هذا المرض منذ الاكتشاف وحتى العلاج، بالإضافة إلى أنهما أشادتا بثقتهما بالطاقم الطبي العماني وإنه ليس أقل مستوى عما يقدمه الخارج من خدمات طبية.

وتضمن البرنامج جلسة حوارية قام بإدارتها الإعلامي خالد بن صالح الزدجالي مساعد مدير القطاع السمعي بدأ الحوار مع الدكتور سعيد البرومي استشاري أول جراحة نائب مدير مستشفى نزوى وأمين سر الرابطة العمانية لسرطان الثدي، وتطرق إلى كيفية نشوء الورم السرطاني الذي لا يبدأ دفعة واحدة بل هو تكاثر عشوائي للخلايا فتنقسم في جميع الاتجاهات مع مرور الوقت يبدأ الانتشار مرفقاً ذلك بصورة لمناطق الانتشار، وأيضاً الأعراض المصاحبة لسرطان الثدي التي تشمل تغير لون الجلد وترشح سائل شفاف أو دم. من ثم انتقل الحوار إلى الدكتور عادل العجمي الذي دعم النقاش بالأرقام والحقائق مشيرا إلى أن أكثر من مليوني امرأة حول العالم يتم تشخيصهن بمرض سرطان الثدي سنوياً، وهو يمثل ما يقدر 23% من إجمالي مختلف أنواع السرطانات في النساء. ويعد سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين النساء في سلطنة عمان، وحسب أخر إحصائيات وزارة الصحة لعام 2013 وصل عدد إصابات سرطان الثدي 170 حالة.

وأضاف العجمي بأنه على الرغم من أن حالات الإصابة بسرطان الثدي تشهد ارتفاعاً منذ عام 1950، إلا أن نسبة الشفاء في تحسن، ويعود السبب في تحسن نسبة الشفاء إلى تشخيص المرض في مراحله الأولية، وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة اكتشاف المرض في مراحله الأولية، يمكن الشفاء التام منه بمجرد استئصال الورم جراحياً ولا يكون هناك حاجة للجوء إلى العلاج الكيميائي. وتطرق أيضاً إلى دراسة أوضحت متوسط العمر بسرطان الثدي في السلطنة مقارنة مع متوسط العمر في دول الغرب وآسيا والعرب التي أظهرت بأن متوسط العمر في عمان هو 46.8 وفي الغرب 60 إلى 65 وآسيا والعرب ما بين 45-50.

أكملت الحوار الدكتورة سعاد الأغبرية استشارية أمراض وراثية. بدأت الأغبرية بتوضيح عوامل الخطر المسببة للسرطان ويأتي التدخين في المرتبة الأولى والذي لا يشكل الخطر بين نساء في مجتمع محافظ مثل عمان ولكن أشارت بأن ثاني سبب وهو السمنة والذي يعد أهم تلك الأسباب والمنتشرة على الأغلب في مجتمعنا، وأشارت إلى أن هناك أسبابا غير معروفة، توجهت بعد ذلك للحديث عن أهم الطرق التي تقي من السرطان وجاءت بالمرتبة الأولى الأكل الصحي ثم الكشف مبكراً والوزن المثالي. وتحدثت الدكتورة بدرية القصابية استشارية أشعة بمستشفى جامعة السلطان قابوس عن خطوات الكشف المبكر.

وشارك في الحوار أيضا الدكتور خالد البيماني استشاري أورام بمستشفى الجامعة بالنيابة عن الفريق الطبي لعلاج السرطان، وذكر بأنه يتم الاستعانة بطرق وخبرات مختلفة في علاج السرطان، وفي معظم الأحيان يكون العلاج بوسائط متعددة على سبيل المثال: أولاً الجراح لاستئصال الورم، ثانياً طبيب الأورام لوصف العلاج الكيماوي ويمكن أيضاً أن تكون بواسطة طبيب الإشعاع لوصف العلاج الإشعاعي. تحدث الدكتور البيماني بعد ذلك عن مجلس الأورام وهو عبارة عن اجتماع يحضره أطباء من مختلف التخصصات، ويتم فيه مناقشة الحالات المشخصة بالسرطان وتقرير العلاج الأنسب ولا يقع ذلك التحديد على مختص واحد بتحديد العلاج الأنسب بل مجموعة من المختصين المشاركين من جراحين، وأطباء كما لم يغفل الإعلامي خالد الزدجالي بالسؤال عن الجانب النفسي أثناء الحلسة الحوارية، والتي أجابت على أسئلته الدكتورة آمال أمبوسعيدية طبيبة نفسية استشارية في أمراض المزاج والقلق، وذكرت بأن ردود فعل المصابين بسرطان الثدي تختلف تبدأ بمرحلة الإنكار ثم تتبع هذه المرحلة بمرحلة أخرى عندما تصبح الفكرة أعمق وهو الغضب وبعدها تأتي مرحلة المقايضة وتتبع بمرحلة طبيعية جداً وهو الدخول في الاكتئاب ويعد الاكتئاب مؤشرا لتقبل واقع الإصابة بهذا المرض، عادة تكون مرحلة قصيرة تتبع بتقبل. وتختلف هذه المراحل في فترتها من امرأة لأخرى وعلى حسب الدعم الاجتماعي وشخصيتها، وختاما للجلسة الحوارية أشارت الدكتورة عبير الصائغ استشارية في علم الوراثة والسرطانات الوراثية، إلى الزمالة الكندية في علم الوراثة، الزمالة البريطانية في علم الوراثة وعلم السرطانات الوراثية.

وأظهرت بأن معظم سرطانات الثدي وغيرها من السرطانات غير وراثية وإنما 10% منها سببها عوامل وراثية قوية بل أوضحت أن السبب الرئيسي للسرطان على الأغلب يكون مجهولا ولكن بعض العوائل يكون لديه احتمالية الإصابة أكثر من عوائل أخرى، وطبعا هناك مؤشرات توضح ذلك.

وأضاف الدكتور عادل العجمي في ختام البرنامج بأن هذا البرنامج سيتوسع ليشمل مؤسسات التعليم العالي والمدارس حيث وعد بأن هذا البرنامج لن يقف هنا بل سيقام في أكتوبر القادم لأنه يعتبر شهر سرطان الثدي وسيقام أيضاً في الخامس من مارس في كلية نزوى للتكنولوجيا والسابع من الشهر نفسه في كلية التربية بالرستاق وجاء ختام الفعالية مع تطبيق عملي على الدمى لفحص الثدي قمن به مجموعة من خريجات كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة السلطان قابوس.