941955
941955
المنوعات

سرد التجربة الإعلامية الثقافية وذكريات بداية المشوار على لسان الشيدي والعامري

28 فبراير 2017
28 فبراير 2017

«جهة النبع» تحتفي بالإعلام في ركن بيت الزبير -

تغطية- شذى البلوشية -

تواصلت فعالية «جهة النبع» التي يقدمها صالون بيت الزبير ضمن الفعاليات المتنوعة التي يقيمها خلال معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الثانية والعشرين، والذي يستضيف مجموعة من الصحفيين والإعلاميين للتحدث حول تجاربهم العملية في الإعلام الثقافي، وكان الضيف مساء أمس الأول الزميل عاصم الشيدي رئيس قسم الثقافة والمنوعات بالجريدة، ومشرف الملحق الثقافي شرفات، والإعلامي الشاعر صالح العامري.

كانت البداية مع الشيدي في حديثه حول تجربته في الصحافة الثقافية، التي بدأت بشغفه تجاه ملحق شرفات منذ كان في المرحلة الثانوية، متابعا وقارئا وشغوفا بكل ما يحويه الملحق من أحداث وفعاليات، محتفظا بأثمن المقالات والحوارات، ليمتد هذا الشغف لمرحلة أن يكون أحد الأقلام التي تكتب، وينتقل بعدها ليكون مشرفا عليها.

قال عاصم الشيدي في ورقته التي ألقاها خلال الفعالية: «لا تحاول هذه الورقة التأسيس لبدء الصحافة الثقافية في جريدة عمان ولا حتى الاقتراب من مراحلها «الذهبية» التي شهدت جدلا طويلا ساهم في التأسيس للحالة الثقافية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ولتلك المرحلة رجالها الذين عايشوا المشهد متابعة ومشاركة وتأسيسا. ولكنها تكتفي بمحاولة تسليط الضوء على آخر سبع سنوات من عمر ملحق شرفات الثقافي والصفحات الثقافية في الجريدة بدءا بأواخر عام 2009 بدايات 2010 وإلى اليوم». واستحضر بعدها الشيدي مراحل علاقته بالملحق الثقافي وبعض الذكريات الشخصية له بالملحق، ساردا الحكاية التاريخية للملحق الذي تنقل إلى عدة مراحل في نشره أسبوعيا، وبعدها ثلاث أيام في الأسبوع ليكون أخيرا أسبوعيا مجددا، وبين القطع الكبير والمتوسط، وبين تغير عدد صفحاته، وصولا إلى انتقال محرريه وتغيرهم بين حين وآخر.

وواصل الشيدي حديثه حول الملحق الذي صمد رغم العراقيل والظروف، ورغم امتناع بعض الكتاب عن النشر، وتكاسل البعض الآخر، واتجاه فئة أخرى للنشر الإلكتروني التفاعلي كبديل للصحافة الورقية، وأضاف: «التراجع له أسبابه الكثيرة التي ليس أولها تراجع وهج الملاحق لصالح النشر الفوري في وسائل التواصل الاجتماعي ، وليس آخرها المكافأة المالية التي ما زال الجميع يعتبرها متواضعة رغم أن الجريدة راجعت جداول مكافآتها قبل ثلاث سنوات وزادتها بنسبة 100 بالمائة. وبين هذا وذاك هناك أسباب تخص وضع المحرر كما ذكرتها وأسباب تخص الكاتب».

ورغم أن الشيدي عرض العراقيل التي تواجه الملحق والتي من شأنها أن تكون سببا لتوقفه إلا أنه بعث من خلال ورقته بدعوة لجميع الكتاب والشعراء والأدباء في السلطنة وخارجها للمشاركة ولو بمساهمة متواضعة للنشر في «شرفات»، واعدا أنه سيكون مرحبا بها للنشر في الصفحات، وقال: « فالملحق ما زال مستمرا، وما زال يبحث عن مساحاته وله قراء مخلصون داخل عمان وخارجَها ويطرق عبر الحوارات وعبر المقالات وعبر التحقيقات أحيانا الكثير من القضايا الساخنة والمسكوت عنها، وله مساحة حرية قد لا تتحقق خارجه في الصحافة الورقية».

وفتح بعدها المجال للحوار وتساؤلات الحضور، والتي بدأها المحاور سليمان المعمري بتوجيه السؤال إلى الإعلامي والكاتب محمد الرحبي والذي يعد من مؤسسي الملحق الثقافي، والذي عبر عن مدى سعادته لبقاء الملحق الثقافي «شرفات» موضحا أن بقاءه رغم الظروف والضغوطات يعد إنجازا، ولكنه صرح بأن «شرفات» بالنسبة للرحبي هو الابن الذي غدر بأبيه، متواريا عن ذكر أسباب عدم عودته للنشر في الملحق رغم رغبته في ذلك.

وتحدث بعدها الكاتب محمد اليحيائي معقبا عما ذكره عاصم الشيدي في ورقته حول توقف بعض الملاحق الثقافية للصحف العربية، فقال: إن الأسباب قد تكون مادية لبعض الصحف كالسفير على سبيل المثال، وهذا ما لا يمكن أن يكون سببا لتوقف ملحق ثقافي لصحيفة الدولة والمدعومة من الحكومة، مؤكدا على أنه لا بد لمحرري الملحق البحث عن طرق لجعل الملحق أكثر جاذبية، ووضع آلية لجذب الكتّاب، واستحداث الطرق الإلكترونية لإضافة العملية التفاعلية للمادة المنشورة.

وردا على ما ذكره اليحيائي في مداخلته، قال عاصم الشيدي إن توقف بعض الملاحق كان ماديا فعلا، ولكن لم يكن توقف ملحق «النهار» أو «البيان» أو «الشرق الأوسط» للأسباب المادية، وهذا أمر لا بد أن يساهم لأجله الكتّاب والشعراء ليرفدوا الملحق بجديد إصداراتهم، فرغبة الكاتب والمثقف تراجعت.

وقدم بعدها سليمان المعمري ورقة عن الكاتب والإعلامي صالح العامري، ليبدأ الحديث حول ذلك بقوله: «كان الشاعر والإعلامي صالح العامري – ولا يزال – أحد المؤثرين في المشهد الثقافي العُماني في الثلاثين سنة الأخيرة، ليس فقط بكتاباته الشعرية والنثرية التي ظل يثري بها الصفحات الثقافية المحلية، ولكن أيضا ببرامجه الإذاعية الثقافية المميزة التي حرص فيها على تسليط الضوء على كثير من المبدعين والمثقفين العُمانيين بنفس حرصه على تربية الذائقة الأدبية للمستمع وتعريفه بثقافات العالم وكتابات مبدعيه المتنوعة، وعلى الأخص تلك الكتابات الجديدة، غير خاضع لسلطة النمط، ولا لسطوة الأسماء الشهيرة اللامعة». وانتقل بعدها للحديث حول مسيرة صالح العامري في مجالات متنوعة، لاسيما تجربته الإذاعية، مؤكدا أن العامري يعد مؤسس البرامج الثقافية في إذاعة سلطنة عمان، رغم بدايته في تقديم البرامج في 1988، وقرأ المعمري خلال الفعالية كلمة للعامري ألقاها السنة الماضية في يوم الإذاعة العالمي أثناء احتفاء شبكة المصنعة الثقافية به، التي سرد فيها بدايته وعلاقته الوطيدة والشائكة بالإذاعة حسب وصفه. وبعدها انتقل الحضور للحديث عن إسهامات العامري في الإذاعة الثقافية، ليجمع الكل أن قوة برامجه وأعماله تعود إلى كونه قارئا من الطراز النادر، ورغم عدم حصول برامجه على أية جوائز في المسابقات والمشاركات، إلا أن برامجه كان لها حضورها ومستمعوها وعطاؤها المثري.