tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :هل نملك أطفالنا؟

27 فبراير 2017
27 فبراير 2017

د.طاهرة اللواتية -

[email protected] -

يشكل أطفالنا نسبة 42% من إجمالي عددنا الكلي في السلطنة، وهذا يشمل الأطفال من عمر الولادة وإلى 17 عاما حسب التعريفات الدولية للطفولة.

عادة نتعامل مع أطفالنا وكأننا نملكهم، وهذا الشعور بالملكية يجعل بعض الوالدين قاسيا جدا مع أطفاله من باب أن التأديب ضروري لتربية الطفل تربية سليمة. رغم أن التأديب شيء والقسوة شيء آخر مختلف. ونخلط لأننا ورثنا هذا النوع من التربية جيلا بعد جيل، وهي تربية قد يرى البعض أنها أنتجت أبناء صالحين طيبين إلا أنها ليست التربية الصحيحة ولا تصلح لهذا الزمان حيث تكثر التحديات. ولم تكن القسوة يوما ما أسلوبا صالحا للتربية، وقد يخلط البعض بين القسوة والحزم ، لكن الحزم شيء مختلف، وهو ضروري للتربية السليمة.

بعضنا وبسبب القسوة في تربيته وتربية أخوته نحا إلى تربية رخوة مع أطفاله، تكفيرا عن قسوة والديه معه، فكان نتاجه التربوي أيضا غير جيد، فلا القسوة ولا الرخاوة ينتجان طفلا متوازنا.

اذا أضفنا لذلك أن بعض الآباء والأمهات توجهوا إلى توفير كل شيء مادي حرموا منه في طفولتهم بسبب ضيق ذات يد أغلب الأسر في ذلك الزمان، فأصبحت تربيتهم منصبة على توفير كل ما يطلبه الطفل وان كان لبن العصفور، من باب ألا يعيش طفلهما الحرمان الذي عاشوه، لكنهم نسوا أن ذلك لا يصنع الطفل المتوازن بل يصنع طفلا أنانيا ماديا ضيق الأفق إلى حد كبير.

إن تربية الأبناء في حاجة إلى عدد من العوامل لدى الوالدين تستند على الفهم لمراحل نمو الطفل وحاجة كل مرحلة. فالحوار والحديث مع الطفل والتواجد معه لفترة طويلة، وحسن استخدام طرائق التربية والتهذيب والتأديب والحزم في التربية، والمرونة والصبر واحترام عقل الطفل وفهم حاجاته النفسية والمعنوية والعقلية والوجدانية والعاطفية والجسمية هي أساس فعلنا مع الطفل أو رد فعلنا معه، ثم استخدام أساليب التعزيز الإيجابي والسلبي والثواب والعقاب، وطرق العقاب التربوية التي لا تؤثر عليه سلبا، أو تؤثر على نمو شخصيته.

وسط ذلك من الضروري أن ندرك أن التربية المزاجية والمقصود بها التربية حسب حالة مزاجنا أثناء تواجدنا مع الطفل، فاذا كنا راضين ومرتاحين، فعين الرضا لا ترى أخطاء الطفل وقتها مهما كبرت، وان كان مزاجنا سيئا فالطفل يتحول وقتها إلى كتلة من السوء التي تستحق الغضب الشديد والقسوة والعنف لإفراغ شحنة الغضب التي تجتاحنا.

تربية الطفل عملية واعية جدا وفي كل وقت، وفيها نتبع خطة نستكملها يوما بعد يوم وبتكامل مع الأم، فلا يمكن أن تنجح تربية ما بدون تكامل وتوزيع الأدوار بين الوالدين.

التربية الجيدة المتوازنة سيمفونية رائعة رائقة لكنها مخططة بعلم وفهم وحرص وحزم وبدون تعب أو ملل أو زهق ليلا أو نهارا في حالة الغضب أو حالة الرضا.