940862
940862
العرب والعالم

11 قتيلاً في غارات على إدلب واشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية قرب «الباب»

27 فبراير 2017
27 فبراير 2017

المعارضة تلتقي بمسؤولين روس خلال محادثات جنيف -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قتل 11 شخصا على الاقل بينهم سبعة مدنيين امس جراء غارات نفذتها القوات الحكومية على مدينة اريحا في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.

على جبهات اخرى، حققت قوات النظام تقدماً في ريف حلب الشرقي (شمال) وفي محيط مدينة تدمر في محافظة حمص (وسط)، وفق ما اكد المرصد ومصدر امني سوري لفرانس برس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان طائرات سورية نفذت بعد منتصف الليلة قبل الماضية غارات على مدينة اريحا، متسببة بمقتل 11 شخصاً، بينهم سبعة مدنيين على الأقل. وبين المدنيين ثلاثة أطفال، قتل اثنان منهم مع والديهما.

وقال ليث فارس احد مسعفي «الدفاع المدني» في المدينة لوكالة فرانس برس «نعمل منذ الساعة الثالثة والنصف صباحاً على انقاذ الضحايا من تحت انقاض مبنيين من اربعة طوابق، انهارا بشكل كامل على السكان المقيمين فيهما».

واشار الى «انتشال عشرين جريحا على الاقل»، مضيفا «نواصل عمليات البحث عن عائلتين يقدر عدد افرادهما بسبعة او ثمانية اشخاص ما زالوا تحت الانقاض».

وتأتي حصيلة القتلى هذه بعد يومين من مقتل عشرة مدنيين جراء غارات على المدينة التي تسيطر عليها فصائل إسلامية غالبيتها متشددة.

وبحسب المرصد، تتعرض مناطق عدة في محافظة ادلب في الأيام الأخيرة لغارات كثيفة من قوات الحكومة السورية. وتسيطر فصائل إسلامية ومقاتلة منذ العام 2015 على محافظة إدلب، بينها هيئة «تحرير الشام» التي تضم جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وفصائل متحالفة معها، بالإضافة الى حركة أحرار الشام.

في ريف حلب الشرقي، اكد مصدر امني سوري لفرانس برس «سيطرة الجيش على 18 قرية وبلدة بينها مدينة تادف وعدداً من التلال الاستراتيجية بمساحة اجمالية وصلت الى اكثر من 600 كلم مربع» منذ بدء هجوم واسع جنوب مدينة الباب.

وافاد المرصد عن «انسحاب تنظيم داعش من 23 قرية شرق مدينة الباب» امس متحدثا عن «انهيار سريع في صفوفهم».

وتمكنت قوات الحكومة بذلك من الوصول الى تخوم مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية عربية، جنوب مدينة منبج.

وبحسب عبد الرحمن، يهدف هجوم قوات الحكومة المستمر منذ أسبوعين الى «قطع الطريق أمام تقدم فصائل درع الفرات والقوات التركية الداعمة لها، بعد سيطرتها الخميس على مدينة الباب، بالإضافة الى «السيطرة على بلدة الخفسة» الخاضعة للمتطرفين.

وتضم البلدة الواقعة غرب نهر الفرات محطة لضخ المياه تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب التي تعاني منذ 42 يوماَ من انقطاع المياه جراء تحكم المتطرفين بالمضخة، بحسب المرصد.

وفي تطور جديد للمعارك في الشمال السوري أعلن «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا أنه اشتبك مع الجيش الحكومي السوري جنوب مدينة الباب، وقال بيان نشره «الجيش السوري الحر»، إن اشتباكا وقع جنوبي مدينة الباب قرب بلدة تادف التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها من مسلحي «داعش». ويقاتل «لجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا والجيش الحكومي السوري تنظيم داعش، في حملتين منفصلتين في المنطقة الواقعة في شمال شرق حلب. ويعد هذا الاشتباك الثاني من نوعه في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال مسؤول معارض من إحدى جماعات الجيش السوري الحر التي تشارك في حملة القوات المدعومة من تركيا في شمال سوريا إن المعارضين فتحوا النار أمس الأول ردا على محاولة قوات الحكومة التقدم في منطقة قرب مدينة الباب.

وأفاد بيان للجيش السوري الحر إن «قوات الجيش السوري الحر تشتبك مع قوات الحكومة بالقرب من بلدة تادف جنوب مدينة الباب في ريف حلب الشرقي ومقتل 22 عنصرا من القوات النظامية» .

وقال مصدر من الجيش السوري إن المعارضين استهدفوا «قواتنا بتادف برميات المدفعية وبالأسلحة الرشاشة.» ولم يورد المصدر العسكري أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى ووصف فصائل الجيش السوري الحر بأنها جماعات «إرهابية» تابعة لتركيا.

وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤول روسي بارز إن تادف تمثل خطا فاصلا متفق عليه بين الجيش السوري والقوات المدعومة من تركيا.

وفي محيط مدينة تدمر، يوسع الجيش السوري وفق المصدر الأمني نطاق عملياته العسكرية بهدف «تضييق الخناق اكثر على المتطرفين» الذين تمكنوا من استعادة السيطرة على المدينة في ديسمبر.

وقال عبد الرحمن ان «قوات الحكومة تقدمت بشكل متسارع في محيط تدمر حيث وصلت امس الى مسافة اربعة كيلومترات من جهة الغرب»، وأشار الى غارات روسية وسورية تستهدف مواقع المتطرفين بكثافة في المدينة وأطرافها.

سياسيا، ذكر مفاوض كبير بالمعارضة السورية في محادثات السلام بجنيف امس أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات سيلتقي بمسؤولين من وزارة الخارجية الروسية في وقت لاحق لمناقشة التعهدات التي تقول إن موسكو لم تف بها.

وقال المفاوض محمد علوش لرويترز عندما سئل عما إذا كان يعتزم لقاء مسؤولين روس «اللجنة ستلتقي مع وفد الخارجية الروسية»، وأضاف أن المعارضة تريد بحث «الوعود التي لم ينفذوها»، وتابع أن الروس لم يلتزموا باتفاق وقف إطلاق النار رغم التعهدات من أرفع شخصيات الوفد الروسي.

وقال علوش إن المعارضة تريد مناقشة الوضع الإنساني وتصر على أن محادثات جنيف يجب أن تركز على انتقال سياسي حقيقي. وقالت مصادر دبلوماسية ومن المعارضة إن وفد الهيئة العليا للمفاوضات سيجتمع مع نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف ومدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرجي فيرشينين في جنيف خلال الأيام المقبلة.

من جهة اخرى، أعلن مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف عن ضرورة تشكيل هياكل حكم تضم ممثلي الحكومة السورية والمعارضة الوطنية. وقال بوغدانوف في كلمة ألقاها في منتدى «فالداي» «يجب بالطبع تشكيل هياكل معينة تقوم بتحقيق النظام عموما في التسوية السياسية وكذلك هياكل حكم تضم ممثلي السلطات الحالية والمعارضة السورية الوطنية».

وأكد أن النظام في سوريا يجب أن يكون علمانيا، وليس سنيا أو علويا أو أي نظام آخر، وسيقام من خلال الانتخابات والإجراءات الديمقراطية، مشيرا إلى أن السوريين داخل البلاد وكذلك اللاجئين المتمتعين بحق التصويت يجب أن يختاروا قيادتهم.

ورفض بوغدانوف المخاوف بشأن سعي إيران إلى البقاء في سوريا وفرض سيطرتها عليها، قائلا: لدينا نتائج معترف بها دوليا في إطار فيينا لمجموعة دعم سوريا بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين وتركيا وإيران والعرب وتم تأكيدها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.