صحافة

أول امـــرأة رئيســة لجــهاز شـرطة لــندن

27 فبراير 2017
27 فبراير 2017

احتل خبر تعيين كريسيدا ديك مساحات لا بأس بها في الصفحات الأولى لكثير من الصحف البريطانية ووسائل الإعلام، باعتبارها أول امرأة تتولى قيادة جهاز شرطة العاصمة لندن (اسكوتلنديارد) عبر تاريخ الجهاز الممتد إلى 188 عاما، وستقود قوة قوامها نحو 43 ألفا من الضباط والموظفين، وستتحكم في ميزانية تبلغ أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني. حيث أعلنت الحكومة البريطانية عن تعيينها في أرفع منصب في جهاز شرطة العاصمة، لتخلف السير برنارد هوغان-هوي الذي أعلن تقاعده العام الماضي، وهو الذي يتنحى عن قيادة شرطة العاصمة هذا الشهر بعد 5 سنوات في المنصب.

وكانت كريسيدا ديك أمضت 31 عاما في خدمة جهاز شرطة العاصمة، حيث كانت قد انضمت إلى شرطة العاصمة المعروفة باسم «سكوتلاند يارد» عام 1983 برتبة كونستابل، وتدرجت في المناصب إلى أن وصلت إلى قائد الشرطة الوطنية لمكافحة الإرهاب في الجهاز. لكنها في العام 2014 تركت منصبها للعمل في وزارة الخارجية، ثم عادت للجهاز مرة أخرى بعد عامين.  وتقول هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن تعيين ديك يعني أنه للمرة الأولى تشغل المناصب الرئيسية الثلاثة في بريطانيا نساء: شرطة العاصمة، الوكالة الوطنية للجريمة، ورئيسة المجلس الوطني للشرطة. وأشارت الهيئة إلى بيان ديك الذي قالت فيه: «إنها مسؤولية عظيمة وفرصة كبيرة»، وأضافت «أتطلع بصورة كبيرة لحماية وخدمة سكان لندن، والعمل مجددا مع الرجال والنساء الرائعين في شرطة العاصمة».

وقد أثار تعيين كريسيد ديك جدلا واسعا، فتقول صحيفة «آي» البريطانية على صفحتها الأولى تحت عنوان: «هجوم منذ اليوم الأول على تعيين أول امرأة على رأس شرطة العاصمة». وذكرت الصحيفة أن الهجوم والجدل أثير بسبب تورط كريسيدا ديك في حادث مقتل البرازيلي جون تشارلز دي مينيزيس.

ففي 7 يوليو 2005م قادت كريسيدا ديك عملية أدت إلى قتل جان تشارلز دي مينيزيس (27عاما) على يد الشرطة في محطة ستوكويل لمترو الأنفاق في جنوب لندن بعد اعتقاد خاطئ أن الكهربائي البرازيلي كان أحد 4 متشددين شاركوا في محاولة فاشلة لتنفيذ تفجير في شبكة النقل بلندن، لكن تمت تبرئتها حيث خلص المحلفون إلى أن شرطة العاصمة آنذاك خرقت قواعد الصحة والسلامة، ولكن «لا يوجد خطأ شخصي من القائد كريسيدا ديك». وذكرت صحيفة «الجارديان» في تقرير كتبه فيكرام دود على الصفحة الأولى تحت عنوان «كريسيدا ديك المرأة الأولى التي تدير جهاز شرطة العاصمة» جاء فيه أن عائلة دي مينيزيس احتجت ضد تعيينها عندما تبين أنها مرشحة لهذا المنصب. وكتبت العائلة في رسالة إلى الصحيفة تقول: إنه «لا يمكن توقع أن نقبل أن تشغل أرفع منصب للشرطة في البلاد، وهو منصب يفترض أن يتطلب الالتزام به أعلى المعايير مهنية ... شخص فشل بشكل واضح في تلبية تلك المتطلبات».

صحيفة «ديلي تلجراف» وصفت كريسيدا ديك بـ«السيدة الأولى» عندما نشرت صورتها على الصفحة الأولى مع تقرير كتبه مارتن ايفانس تحت عنوان يقول «كريسيدا ديك السيدة الأولى في جهاز الشرطة»، ألقى فيه الضوء على أول مفوض شرطة اسكوتلنديارد من الإناث.

أما عن رأي المسؤولين فقالت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي: إن ديك «لديها صفات استثنائية» يتطلبها القادة في شرطة العاصمة، وأضافت: إن «مهاراتها ورؤيتها ستكونان ضروريتين في تشكيل شرطة العاصمة، مع استمرار إصلاحات الشرطة، لتنسيق الرد الوطني للتهديد المستمر للإرهاب والإجرام الخطر، إضافة إلى الحفاظ على أمن لندن».