966499
966499
شرفات

نصوص

27 مارس 2017
27 مارس 2017

طالب المعمري -

احتمالات

سحابةٌ أنتَ

في هذا السديم

بيدِكَ قلبُك

بشرايين مُتعبة

لا يُفارقُكَ الأمل

وأنت في المضيق

لأنك تملك قلبًا

وفيًا للمسافات

ذكرى جارحةً بالحنين

كورقةٍ غادرت

شجرتَها على الرصيف.

من عينيكَ ينبثق

رصاصُ الاشتياقِ

دمعة تتركها

على مقعدٍ فارغٍ

في حديقةٍ أو توْدعها

موجةَ بحرٍ برغوةٍ بيضاء

لا تمل من معانقة

شاطئٍ مهجور

استراح على

رملهِ ذات زمن

نسرٌ راكم عزلتَه

تنظر إلى الأشياء

كما ، لم تنظر إليها من قبل

كغريبٍ

يقف الكلامُ بينك والآخر

كصحراءِ الربع الخالي

ستأتي الريحُ

سيأتي اليبابُ

وأنا أنتظر

المطر.

الظاعن في السر

ضوء فنار، لا يرشد سمكةً

إلى صحن عشاء.

ركام يديكِ، موحشٌ على المائدةِ

لا سكين، تسْتودع شريانَ

دمٍ، وردة حمراء على مُحياكِ

يمكث جسدكِ، في الكلمات، كوديعةٍ

اذهب بعيدا، أيها الظاعن في السر

اذهب إلى منازل الحروف

شيّد حياتَك في العراء

لتكن، في قبضة الفأس من الشجرة.

اذهب بعيدا إلى مسكن الألم

ابتسم لتمْكث

فارق، لتحيا

بيدك أغنيةٌ

وقلبُكَ نبوءةُ عارف.

تخشاك العزلة

تخشاكَ العزلةُ

ككأسٍ مليءٍ، لأنك تفيض على الحياة

كنهرٍ لا يملّ من الجريان

تخشاك العزلة

وما تبقى من بياضِ الموجة

على شاطئٍ أنتَ فيه غريب.

تخشاك العزلةُ في نشيد الأغاني

أيها الأعزل إلا من

رأسِك

الحياة، تتراءى بعيدا.

جدار الحياة

يبْتسمُ الحرف حين يغفو

في حضن الكلمة

لنمضي معا

في اتساع الكون.

مصيرنا معا

في الوجود والتلاشي.

أيها النص..

أين تحيا، حين يشوبك الغموض

أو يُجْلِيكَ التأويل.

افتحَ كوةً في جدار الحياة.

ايْقظ الكلمة من سباتها

اترك عظمةً للكلاب الضالة.

اِمنح لنفسك سرَ التحليق

وكصقْرِ

المسافات كلها تحت جناحيك

تعبر البشر والمدن كلها

كأن لا أحد.

ألمس برقًا

كعاشقٍ مسْتوحِشٍ

استقْبَلتَ الأرضُ

قُبْلتك، بروق

الرعد.

كعاشقٍ، يُلامِسُك الغيث

وأنتَ طين، التكوين.

كعاشق، يدكَ

شمعةٌ تلمسُ بها طريقًا.

مُوحِشٌ، هو المطر في ندْرته

كْيقينِ.

قلبك، ساعة رمل، كْدم السيل.

والعالم جرح ينثال.

أيتها الأرض، في سِعَتها وضيقها

تتبعي النهايات

والأكمة لا تفي غرض الظلال،

في ليل العارف.

يا منازل الأحلام، في نهارات

الأمطار، تلك الطفولة العابثة

بماءِ السماء.

كم نحن شبيهي

نخيلِ الوطن في الصيف الحارق

يا سماء، حدقنا

بعيونِ الشموع الذابلة.

واستودعنا، معاطف الحب

أرض عُمان.

يد الدكتاتور

تبتسم كأن هناكأملا

أيُ أملٍ، يا هذا

حياتك، شجرة دون أغصان

ستُصْنعُ منك سِهامٌ

متى ما رغبوا

وحطبٌ لشتائهم

وعُصي في يد الدكتاتور.

فـي محبس الكلمات الماضية

يذهبون

كأنهم في الظلمة

مصابيحهم، نفدَ منها

ضوءُ البصيرة

البصر على غير هدى، والكلمات

ليست كلماتهم، كأن شيئًا

يغور في أعماقهم، الفكرة منْبجسة

في نفوسهم، لا تبوح بسرها

غارقون في تمائم الأفكار

أحذيتهم صغيرة على المسافات

لهذا، ينتعلون السرابَ

معتقدين، بالذهبِ اللامع

والحريرِ الأملس.

اذهبوا فأنتم، الرعية

في محبس الكلمات الماضية.