عمان اليوم

«الصحة» تطبق «الغرسة» كوسيلة للمباعدة بين الولادات

26 فبراير 2017
26 فبراير 2017

خفض نسبة مراضة ووفيات الأمهات والأطفال -

بدأت وزارة الصحة بتطبيق وسيلة جديدة للمباعدة بين الولادات وهي الغرسة في بعض المؤسسات الصحية بمحافظة مسقط، حيث تسعى الوزارة على تشجيع الأسرة على اتباع الوسائل الصحية والآمنة لتحقيق المباعدة المثالية ، والمباعدة بين الولادات بما لا يقل عن ثلاث سنوات له فوائد صحية للأم والطفل وكذلك يضمن الاستقرار الأسري ، وقالت الدكتورة سلوى جبار الشهابي طبيبة اختصاصية في طب المجتمع بدائرة المرأة والطفل: يأتي إدخال وسيلة الغرسة ضمن الخطة الخمسية الثامنة لوزارة الصحة وفي مجال صحة المرأة، وذلك لتعزيز وتوسيع الخدمات المقدمة ضمن برنامج المباعدة بين الولادات الذي تم تدشينه في عام 1994، حيث تقوم الوزارة بتقديم خمسة من وسائل المباعدة التي عرفت بفعاليتها العالية. وتلبية لحاجة المنتفعات من هذه الوسائل يجري العمل حاليا على إدخال هذه الوسيلة التي تعتبر إحدى الوسائل طويلة الأمد حيث تؤمن الحماية من الحمل لمدة ثلاث سنوات. وإن المباعدة بين الولادات هو أسلوب السلوك الإنجابي الصحيح لجميع أفراد الأسرة والمجتمع حيث يقوم الزوجان بالتعاون مع الطبيبة باختيار ما يناسبهما من هذه الوسائل والذي سيؤدي إلى خفض نسبة مراضة ووفيات الأمهات والأطفال الناتجة عن حدوث الأحمال عالية الخطورة التي تحدث نتيجة لتقارب فترة الولادات.

وأوضحت الدكتورة: الغرسة عبارة عن أنبوب رفيع من البلاستيك يغرس تحت الجلد في الجزء العلوي الداخلي من الذراع ويحتوي الأنبوب على مادة هورمونيه تشبه الهورمون الذي يفرزه جسم السيدة أثناء الحمل وتقوم بوظيفة منع الحمل لمدة ثلاث سنوات كاملة. تقوم الطبيبة المتخصصة المتدربة بغرس هذا الأنبوب بواسطة جهاز خاص معقم ولا يستغرق الإجراء سوى دقائق معدودة.

وعن بدء تطبيقها عملياً في المؤسسات الصحية في الدول العربية أو دول العالم عامة، أشارت: الوسيلة طرحت عالميا منذ الثمانينات من القرن الماضي وتطورت من 6 كبسولات إلى كبسولتين حتى طرحت الكبسولة الواحدة (إمبلانون) عام 1998، ولقد تم استخدامها في بعض الدول العربية مثل مصر، حيث تستخدم هذه الوسيلة منذ عام 2006، كما تستخدم في بلاد عربية أخرى.

وأضافت: الوسيلة تلاقي نجاحا واسعا ورضى من المستخدمات في مصر وهذا حسب رأي الدكتور محمد بهاء، استشاري نسائية وتوليد، خبير صندوق الأمم المتحدة للسكان وجدير بالذكر بأن الوسيلة معتمدة من الهيئات الدولية ومن الهيئة الأمريكية للأغذية والعقاقير وكذلك منظمة الصحة العالمية.

وقالت الدكتورة سلوى: تقدم وزارة الصحة بتوفير عدد من وسائل المباعدة التي تعرف بدرجة عالية من الحماية والأمان وهي كل من الحبوب أحادية وثنائية الهرمون واللولب والابر ومقارنة بهذه الوسائل فان وسيلة الغرسة كذلك تمنح المرآة هذه الدرجة من الامان. تصلح الوسيلة للسيدات اللاتي لا يستطعن تذكر موعد تناول الحبوب او اللاتي لا يناسبهن اللولب مع كونه من الوسائل الفعالة في الحماية من الحمل وهذا يحدده تقييم الطبيبة في عيادة المباعدة بين الولادات. وعند استخدام هذه الوسيلة لا تحتاج المرأة إلى زيارات متابعة متعددة أو زيارة المركز الصحي كل فترة للحصول على الوسيلة وتكفي الزيارة السنوية المعتادة للمركز الصحي طالما كانت السيدة لا تشكو من أعراض تستوجب العرض علي الطبيب. وفي النهاية يوفر هذا التنوع بالوسائل فرصة كبيرة للاختيار وبما يناسب ظروف كل اسرة على حدة.

وإذا تم غرس الكبسولة في التوقيت المناسب فإنها تمنع الحمل بنسبة أكثر من 99% تحقيق النتائج المرجوة منها وتعتبر من أكثر الوسائل فعالية ولا تستلزم من السيدة أي جهد أو عناية خاصة لتحصل على النتيجة المرجوة.

وسيلة آمنة

وهل تعتبر هذه الوسيلة وسيلة آمنة ولا تخلو من آثار جانبية خطيرة على المرأة؟ أوضحت الدكتورة سلوى جبار إن هذه الوسيلة آمنة تماما والآثار الجانبية الخطيرة نادرة الحدوث، أما الآثار الجانبية المعتادة فلا تتجاوز عن اضطرابات في الدورة الشهرية في الشهور الأولى من الاستخدام حيث تتراوح بين النزف المتقطع أو قلة كمية الطمث أو زيادته وأحيانا صداع خفيف أو غثيان أو زيادة في الوزن وتقل هذه الأعراض بمرور الوقت أو بتلقي علاج دوائي يصفه الطبيب المختص.

وحول ما قامت به الوزارة في تدريب الطبيبات على هذه الوسيلة الجديدة، وأشارت الدكتورة لقد سعت الوزارة على اتباع خطوات علمية ومدروسة لإعداد كوادر مؤهلة لتقديم هذه الخدمة في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، حيث تم ابتعاث مجموعة من الطبيبات الى جمهورية مصر العربية ليصبحن مدربات وطنيات في مجال التدريب على تركيب الغرسة. ومن ثم تم تنفيذ حلقات عمل تدريبية وطنية ولمدة خمسة أيام في مجمع الوطية لأمراض النسائية والتوليد بمسقط بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان بحضور خبير من جمهورية مصر العربية وهو الدكتور محمد بهاء، استشاري نسائية وتوليد حيث تم تدريب مجموعة من الطبيات من جميع محافظات السلطنة ليصبحن مدربات أساسيات في هذا المجال لتأهلين لتنفيذ ورش عمل مماثلة كل حسب محافظتها وخلال الورشة تم ايضا تعزيز المهارات التدريبية والعملية للمدربات الوطنيات.

وخلال حلقة العمل تم التدريب النظري من خلال إلقاء المحاضرات العلمية وبعدها تم تدريب المشاركات على المجسمات التدريبية ومن ثم قامت جميع المشاركات بتركيب الوسيلة لمجموعة من النساء ممن رغبن باستخدام هذه الوسيلة.

وبعد توفير الوسيلة ارتأت الوزارة بدء الخدمة في محافظة مسقط ولذلك تم تدريب المجموعة الأولى من الطبيبات العاملات في 12 مركز صحي في محافظة مسقط خلال الاسبوع الأخير من شهر يناير لهذا العام وسيتم تدريب المجموعة الأخرى لتغطية باقي المراكز بالخدمة الجديدة خلال الشهور القليلة المقبلة. ولقد نفذ التدريب كل من المدربات الوطنيات وهما كل من د. حنان المحروقية طبيبة استشارية اولى طب أسرة ومجتمع بمركز العذيبة الصحي، ود. فايزة الفاضل، طبيبة استشارية أولى، طب أسرة ومجتمع، رئيسة قسم صحة المرأة والطفل في محافظة مسقط، والمدربات الأساسيات لمحافظة مسقط وهما كل من د. هداب عبد الحفيظ، طبيبة اختصاصية ود. نعيمة الرواحي، طبيبة اختصاصية أولى، طب أسرة ومجتمع.وسيتم التوسع بإدخال الخدمة في المحافظات الأخرى وفقا للخطط الصحية المقبلة.

مواد تثقيفية الخاصة

أشارت الدكتورة لقد قامت الدائرة بالتنسيق مع دائرة التثقيف والإعلام الصحي بإنتاج مطوية تثقيفية تحتوي على جميع المعلومات العلمية الخاصة بالوسيلة حيث سيتم تزويد المستفيدات بهذه المطوية بعد جلسة المشورة التي ستقدم للمرأة في المؤسسة الصحية، كما يمكن استخدام المعلومات التي تضمنتها لنشر الوعي الصحي داخل وخارج المؤسسة الصحية حول هذه الوسيلة الجديدة.

وحول تقبل النساء لتجربة وسيلة جديدة، قالت: في اعتقادي سيكون هناك تقبل كبير لهذه الوسيلة وبشكل عام لان النساء يرغبن دوما باستخدام وسائل جديدة للمباعدة وخصوصا طيلة الأمد وهذا ما نسمعه دوما من مقدمي الخدمة في عيادات المباعدة بين الولادات وكذلك بسبب كل الامتيازات التي تنفرد بها هذه الوسيلة.

وهل تم إعداد أدلة تدريبية ليتم استخدامها من قبل المدربات الوطنيات والأساسيات؟

وتطرقت الدكتورة سلوى بهذا الخصوص قائلة: عند البدء بتقديم اي خدمة في مجال صحة المرأة يتم في البداية إعداد دليل عمل يضم جميع التفاصيل التي تخص هذه الخدمة مثل سياسات الوزارة في هذا المجال وكيفية تقديم الخدمة والمشورة التي تقدم للمرأة. وهذا الإجراء ايضا تم بخصوص تقديم خدمة تركيب وسيلة الغرسة حيث تم إعداد الدليل من الدائرة بالتنسيق مع الخبير المذكور أعلاه، علما انه سيتم توزيع هذه الأدلة على جميع مؤسسات الرعاية الصحية.

بالإضافة، إلى ذلك قامت دائرة صحة الأسرة والمجتمع بإعداد دليلي عمل تدريبيين. يستخدم الدليل الاول من قبل المدربات الوطنيات لتدريب مجموعة أخرى من المدربات الأساسيات في هذا المجال، والآخر يتم استخدامه من قبل المدربات الأساسيات لتدريب الطبيبات في المؤسسات الصحية التي سيتم تقديم الخدمة فيها.