938191
938191
عمان اليوم

مديحة الشيبانية: ثقتنا كبيرة في تضافر الجهود والاستفادة من نتائج الدراسة للارتقاء بمستويات الطلبة

25 فبراير 2017
25 فبراير 2017

938190

السلطنة تحتفل بيوم المعلم العماني -

تحتفل مدارس السلطنة اليوم بمناسبة يوم المعلم العماني الذي يصادف الرابع والعشرين من شهر فبراير من كل عام، والذي يأتي تكريماً واحتفاءً بجهوده المخلصة التي يقدمها لخدمة العملية التعليمية.

وبهذه المناسبة وجهت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم كلمة إلى الهيئة التدريسية والإدارية والعاملين في الحقل التربوي قالت فيها: يطيب لي ونحن نحتفي في الرابع والعشرين من فبراير بيوم المعلم أن أوجه إليكم كلمتي تقديرًا لدوركم في تربية الأجيال، وتعليمهم وإعدادهم لغد أفضل، ومستقبل أكثر إشراقَا لهم ولهذا الوطن العزيز، مثمنة جهودكم المخلصة، وتفانيكم في أداء رسالة التربية والتعليم، فكل عام وأنتم بخير، وبلدنا عمان ينعم بالتقدم والرخاء والأمان.

ارتفاع في متوسط الإنجاز عالمياً

وأكملت معالي الدكتورة الوزيرة قائلةً: إن النهوض بالمستويات التحصيليّة لأبنائنا الطلبة، وإعدادهم إعدادا عصريا يلبي الحاجات الوطنية والتوجهات المستقبلية، ويواكب مستجدات العصر سيظل على رأس أولويات الوزارة التي لن تدخر جهـدا لتحقيقها، ومتابعة مؤشراتها للارتقاء بها في ضوء ما يستجد من مواصفات جودة التعليم،وفي هذا السياق يسرني أن أغتنم هذه الفرصة لأوجه لكم جزيل الشكر على ما بذلتموه من جهود لرفع مستوى أداء الطلبة في مادتي الرياضيات والعلوم في الدراسة الدولية (TIMSS 2015)، حيث صُنّفت السلطنة خلال الدورة الحالية بأنها من الدول التي حققت ارتفاعا في متوسط الإنجاز عالميا، لذا فإن ثقتنا أيها الإخوة والأخوات كبيرة في تضافر جهـودكم، وحسن استفادتكم من نتائج هذه الدراسة ومعطياتها في تقييم الأداء لتحقيق الأهداف التربوية المرجوة، والارتقاء بمستويات أبنائنا، ومساعدتهم في اللحاق بأقرانهم لاكتساب المهارات والمعارف اللازمة، وتنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم، وتدريبهم على التفكير العلمي المنظم.

تطوير المعلم وتحفيزه

وحول تطوير أداء المعلمين وتحفيزهم أشارت معاليها: تقديرا من الوزارة لأصحاب المبادرات من المعلمين الذين يسهمون في تطوير أدائهم وتنمية قدراتهم، فقد ارتأت تطوير معايير تكريم المعلمين في الحقل التربوي، سعيا إلى تطوير ممارساتهم العملية، وتشجيع أفكارهم الإبداعية، ونقل تجاربهم الناجحة للآخرين من زملائهم، وخلق روح المنافسة والابتكار فيما بينهم، بما يعود بالنفع والفائدة على أبنائنا الطلبة والطالبات وينعكس إيجابا على مستوياتهم التحصيلية.

واستطردت معاليها: وفي إطار الخطط الهادفة إلى تطوير أداء المعلمين تبذل الوزارة جهودًا متواصلة وذلك عبر ما تنفذه من برامج التدريب والإنماء المهنيّ المستمرة، كما تسعى بالمُتاح من طاقاتها إلى تلبية حاجاتهم المهنية، فقد تم إقرار الإطار الوطنيّ العماني لمهنة التعليم في السلطنة بما يتسق مع التطلعات الوطنيّة الرامية إلى الارتقاء بمستوى التعليم في السلطنة، وتجويد عناصر منظومته وأبرزها تطوير أداء المعلم وفق أفضل الممارسات الدولية.

بدائل تربوية

وأوضحت معالي الدكتورة الوزيرة بأن التحديات الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الأنظمة التعليمية في العديد من دول العالم تتطلب منا خلال المرحلة القادمة بذل مزيد من العطاء المثمر، من خلال إيجاد طرق فاعلة وأساليب مبتكرة، واقتراح بدائل تربوية للتعامل مع جميع تلك التحديات، وتبني ثقافة الاعتماد على النفس، وغرسها في نفوس الطلبة، وتعزيز قيم التعاون والعطاء والعمل التطوعي؛ ليكونوا قادرين على مسايرة عصرهم، ومواجهة تحدياته وتحولاته.

غرس حب العلم

واختتمت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم كلمتها قائلة: لقد أثبت بعض أبنائنا الطلبة والطالبات بأنهم يمتلكون قدرات تؤهلهم لمنافسة أقرانهم على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويحدونا الأمل بأن تتواصل مسيرة التعليم في طريق النجاح من خلال دوركم الفعال بغرس حب العلم في نفوس أبنائكم الطلاب، وتدريبهم على البحث والاستقصاء والتعلم الذاتيّ المستمر، وتشجيعهم على المناقشة والحوار، وإكسابهم قيم المواطنة الصالحة القائمة على صدق الولاء والانتماء، والاعتزاز بالوطن وقيادته، والحفاظ على منجزات حاضره المشرق، ختاما أهنئكم مرة أخرى بهذه المناسبة العزيزة ، سائلة المولى عزّ وجلّ أن يعز بلادنا، ويحفظ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم - حفظه الله ورعاه-، وأن يطيل في عمره سندا لهذا الوطن العزيز،وفقنا الله جميعا وسدّد خطانا لما فيه الخير والصلاح، وكل عام وأنتم بخير.

معايير جديدة للتكريم

من جانبه تحدث سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج قائلا: نهنئ في هذا اليوم جميع المعلمين والمعلمات في أنحاء السلطنة بهذه المناسبة التي تعود أهميتها لكونها احتفاء وتكريماً للمعلم العماني الذي يمثل أساس مهنة إعداد الأجيال وبناء الكوادر المؤهلة لخدمة الوطن، ونحن اليوم نشعر بالفخر لما حققه المعلم العماني وكلنا ثقة في إمكانياته ومهاراته لإعداد جيل واعٍ متسلح بالعلم والمعرفة، والوزارة بدورها حريصة على توفير مختلف السبل في سبيل رفع إمكانياته في جوانب الإنماء المهني، بجانب إشراكه في تطوير المنهج المدرسي الذي يسهم من خلاله المعلم بخبراته وآرائه فهو الشريك الأساسي في عملية التطوير في المنظومة التعليمية.

وحول المعايير الجديدة التي وضعتها الوزارة لتكريم المعلم خلال هذا العام أشار سعادة الدكتور الوكيل قائلا: تم خلال هذا العام تعديل وثيقة تكريم المعلم،وفق أربعة محاور أساسية تقوم عليها عملية تقييم المعلم المستحق للتكريم، وهي: الأداء التعليمي، والرعاية الطلابية، والمشاريع العلمية والتقنية، وتطوير الأداء اللغوي، بحيث يتم تكريم المعلم من خلال المبادرات التي يقدمها في هذه المحاور، ويتم تقييم المبادرة من قبل اللجنة المعنية والتي تنظر لجوانب مختلفة منها: مدى الاستفادة من المبادرة وإمكانية تعميمها،وآلية منهجيتها وغيرها من المعايير؛ حيث حرصت الوزارة من خلال وضع هذه المعايير إلى تشجيع المعلم وتحفيز مهاراته بما يسهم في تطوير العملية التعليمية ليس على مستوى التحصيل الدراسي للطالب وحسب وإنما في جانب الرعاية الطلابية، وربط المدرسة بالمجتمع الخارجي، وابتكار وسائل تعليمية جديدة قابلة للتطبيق، كما تشمل فئات التكريم التكريم الشرفي للمعلمين ممن خدموا في التعليم لمدة طويلة وكانت لهم بصمة واضحة في هذا الجانب، وحرصت الوزارة على رفع مستوى الجوائز المقدمة للمعلم سواء على مستوى ديوان عام الوزارة من خلال الحفل السنوي الذي تعقده الوزارة احتفاء بهذه المناسبة، أو على مستوى مديريات التربية والتعليم في المحافظات؛ ليكون ذلك حافزاً للمعلمين لتقديم مبادرات تخدم الحقل التربوي.

الإنماء المهني

وللحديث أكثر حول الجهود المبذولة لرفع كفايات المعلم ودعمه بالبرامج التطويرية والإنمائية قال الدكتور بدر بن حمود الخروصي المدير العام للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بالوزارة: انطلاقا من عظم المهمة والدور الملقى على عاتق المعلم في سبيل تحقيق متطلبات،وغايات العملية التربوية، فإن الوزارة حرصت على وضع خطط خاصة بجانب الإنماء المهني لموظفيها بمختلف شرائحهم مع التركيز على المعلم باعتباره أحد أهم عناصر المنظومة التعليمية، فقد استهدفت البرامج التدريبية خلال العام 2016م حوالي (18808) معلمين ومعلمات من خلال البرامج التدريبية المختلفة التي وصلت إلى (508) برامج تدريبية، وتمثل برامج المعلمين النسبة الأعلى من إجمالي عدد المستهدفين بالتدريب في خطط الإنماء المهني؛ ويعود ذلك إلى أن المعلمين يشكلون الفئة الأكبر من العاملين بالوزارة، فضلا عن تعدد تخصصاتهم المختلفة، وتنوع فئاتهم سواء معلمين أو معلمين أوائل، مع الأخذ في الاعتبار كثرة أعداد التعيينات السنوية من المعلمين والحاجة الملحة لتدريبهم،وفقاً لإحصائيات العام 2016/‏‏2017 بلغ إجمالي عدد المعلمين العمانيين (47036) معلما ومعلمة.

مستويات التدريب

وتطرق الدكتور بدر بن حمود الخروصي بالحديث عن مستويات البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين،قائلا: يرتكز تدريب المعلمين في وزارة التربية والتعليم على ثلاثة مستويات، وهي: المستوى المركزي وذلك من خلال برامج تدريبية تطويرية تقدم لهؤلاء المعلمين وفق مستجدات النظام التعليمي وتنفذ في مركز التدريب الرئيسي التابع للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، أما على المستوى اللامركزي فيتم التدريب عن طريق برامج تدريبية تقدم في مراكز التدريب بمختلف مديريات التربية والتعليم في المحافظات، بهدف تمكين المعلمين من المعارف والمهارات اللازمة لتجويد العملية التعليمية، حيث يوجد (11) مركزا تدريبيا محليا في السلطنة، مجهزة بالكوادر التدريبية والغرف والأجهزة اللازمة للبيئة التدريبية ، فضلا عن ثلاثة مراكز تدريبية صغيرة في كل من ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، وولاية ثمريت بمحافظة ظفار وولاية سمائل بمحافظة الداخلية، أما المستوى الثالث لتدريب المعلمين فيتم على مستوى المدرسة حيث قامت الوزارة بانتهاج التدريب في المدرسة باعتبارها وحدة إنماء مهني، وذلك من خلال التركيز على المدرسة، وتحويل العديد من البرامج التدريبية؛ ليتم تنفيذها في المدرسة وذلك حسب الإمكانيات المتاحة لديها، ويهدف هذا التوجه إلى إيجاد بيئة تدريبية للعاملين بالمدرسة، وتقليل الفاقد التدريبي، كما تقوم إدارة المدرسة والمعلمين الأوائل (فريق التطوير والتحسين) بالعمل على تحديد الاحتياجات التدريبية لجميع فئات العاملين بالمدرسة، ووضع الخطط اللازمة لعملية تحويل تلك الاحتياجات التدريبية إلى برامج تدريبية حسب الإمكانيات المتاحة بكل مدرسة، إلى جانب الاستعانة بمراكز التدريب في مديريات التربية والتعليم في المحافظات، ومختلف المؤسسات التعليمية الموجودة بالمحافظة.

المؤهلات الجامعية

وحول فرص الدراسات والبرامج التأهيلية ،أشار الدكتور بدر الخروصي: توفر الوزارة فرصاً مختلفة وفق الأنظمة الدراسية المعمول بها؛ لدراسة الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وذلك داخل السلطنة، وخارجها؛ وقد حظي المعلمون بقدر كبير من الاهتمام في هذا الجانب التأهيلي؛ للحصول على مؤهل جامعي؛ أو درجة علمية في الدراسات العليا اللازمة لتطوير مستوى الأداء لديهم، وذلك من خلال عدة برامج ،منها: تمويل برامج تأهيلية بجامعة السلطان قابوس منها دبلوم معالجة صعوبات التعلم، ودبلوم التوجيه المهني؛ لتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة والحديثة في مجال تخصصاتهم ،كما يتم سنويا إيفاد عدد من العاملين للحصول على درجة البكالوريوس، أو الماجستير، أو الدكتوراه، وذلك وفق منح دراسية بجامعة السلطان قابوس، ويشارك فيها المعلمون وفق معايير التنافس التي تضعها الجامعة،وكذلك ضوابط الترشيح التي تضعها الوزارة،حيث بلغ عدد المعلمين الحاصلين على درجة الماجستير للعام الماضي حوالي (345) من الذكور،حوالي(481) من الإناث،بينما بلغ عدد الحاصلين على درجة الدكتوراه (7) ذكور،و(2) إناث،ويظل معيار إيفاد المعلمين في البرامج التأهيلية هو مراعاة مدى توفير البيئة التعليمية المناسبة للطالب، بما لا يؤثر على زمن تعلمه، ولا تحصيله الدراسي، وفق توازن تام لتحقيق رغبة المعلمين وسد احتياجاتهم التأهيلية.

الإشراف التربوي

واختتم الدكتور بدر بن حمود الخروصي المدير العام للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بالحديث عن أهم الخدمات المقدمة للمعلمين في جانب الإشراف التربوي خلال العام الدراسي 2016/‏‏2017م،قائلا: يتم تقديم الدعم الفني للمعلمين من خلال إعداد العديد من النشرات التربوية والعلمية في مختلف التخصصات للاستفادة منها وتوظيفها في المواقف التعليمية المختلفة،بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني اللازم لتطوير أداء المعلمين إثناء تنفيذ الزيارات الإشرافية التخصصية، والتشاركية للمدارس من خلال تنفيذ برامج تدريبية، ودروس تطبيقية، وحلقات نقاشية، وتقديم حلقات موجهة، بالإضافة إلى مراجعة وتقديم مقترحات تطويرية لخطط الإنماء المهني، وتنفذ خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي بالمديريات التعليمية في المحافظات.