938633
938633
العرب والعالم

القوات العراقية تتوغل غرب الموصل ومدنيون يفرون

25 فبراير 2017
25 فبراير 2017

الجبير يلتقي العبادي في بغداد -

الموصل - (رويترز): تقدمت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة داخل مزيد من المناطق في غرب الموصل امس ومنها العديد من الأحياء الجنوبية المأهولة بعد يوم من اختراق دفاعات تنظيم داعش في آخر معقل للمتشددين في البلاد.

وعبر نحو ألف مدني الخطوط الأمامية للمعارك في أكبر نزوح منذ بدء القتال قبل أسبوع بهدف توجيه ضربة قاصمة لتنظيم داعش.

وفي العاصمة بغداد اجتمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من عقد.

ويأتي الهجوم الجديد في الموصل بعد أن أنهت القوات الحكومية وحلفاؤها تطهير شرق المدينة من داعش الشهر الماضي محاصرين المتشددين في الشطر الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة لقسمين.

ويتوقع قادة عسكريون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها ويرجع ذلك جزئيا إلى صعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية.

لكن القوات العراقية حققت حتى الآن تقدما سريعا على عدة جبهات بالسيطرة على مطار المدينة الواقعة شمال العراق يوم الخميس إذ تعتزم القوات استخدامه كمنطقة دعم وتمكنها من اختراق ساتر ترابي طوله ثلاثة أمتار وخندق أقامهما تنظيم داعش.

والقوات المتقدمة تبعد حاليا أقل من ثلاثة كيلومترات عن المسجد الواقع في الموصل القديمة الذي أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من على منبره دولة «خلافة» في 2014 تضم أجزاء من العراق وسوريا مما أثار حملة دولية عسكرية لهزيمة التنظيم.

وقال العميد هشام عبد الكاظم إن قوات الشرطة الاتحادية ووحدة قوات خاصة في وزارة الداخلية تعرف باسم الرد السريع استعادت السيطرة بالكامل على هاوي الجوسق بجانب النهر وبدأت في تطهير حي الطيران إلى الشمال من المطار.

وأضاف ان داعش تقاوم من خلال قناصة وزرع قنابل على الطرق. وشاهدت مراسلة من رويترز جثتين لمتشددين خارج مسجد في الجوسق.

وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي وهو قيادي عراقي كبير إن قوات مكافحة الإرهاب تتقدم أيضا على جبهتين نحو حي وادي حجر وحي المأمون.

وقال لرويترز من على تل يشرف على المعركة إن عمليات التطهير جارية وإن القوات دخلت تلك المناطق. وأضاف الساعدي إنهم دمروا سيارة ملغومة لداعش صباح امس قبل بلوغها هدفها.

وقال أحد سكان حي المأمون تم الاتصال به عبر الهاتف إن المتشددين تدفقوا على المنطقة في الأيام القليلة الماضية وهم ينقلون عائلاتهم إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا في أحياء أخرى.

وذكر عدد من السكان أن تنظيم داعش تبث رسائل عبر مكبرات الصوت في المساجد في أنحاء غرب المدينة تحث فيها المحليين على المقاومة.

ويعتقد أن عدة آلاف من المتشددين من بينهم الكثير ممن جاءوا من دول غربية للانضمام لداعش متحصنون في المدينة دون وجود مكان يذهبون إليه بشكل فعلي مما قد يؤدي إلى مواجهة شرسة وسط سكان يبلغ عددهم 750 ألف نسمة.

وقال أبو ليث (49 عاما) إنه سمع بطريق الصدفة خلافات بين المقاتلين الأجانب والمحليين، وقال «(المحليون) قالوا «غدا ستنسحبون وسنكون نحن في وجه المدفع»، وقال (الأجانب) «هذه مشكلتكم. لسنا في القيادة الأمر جاء من الخليفة».

وفر نحو ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال من مناطق في جنوب غرب الموصل امس وأقلتهم شاحنات عسكرية إلى مخيمات تقع إلى الجنوب.

وقالت الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم الجديد وسط نقص في الغذاء والوقود. وحذرت وكالات إغاثة أمس الاول من أن المرحلة الأخطر في الهجوم على وشك أن تبدأ.

وقال بعض الفارين من حي المأمون إنهم أصلا من حمام العليل جنوبي الموصل لكنهم أجبروا على الانتقال قبل أربعة أشهر مع تقهقر داعش شمالا إلى داخل الموصل.

وقال أحد المدنيين ويدعى محمود نواف إن تنظيم داعش «بدأ في قصفنا بشكل عشوائي مما دفعنا للاختباء في دورات المياه. وعندما جاءت قوات الأمن ونادت علينا بدأنا في الفرار إليها». وتحث الحكومة السكان على البقاء في منازلهم قدر المستطاع كما فعلت في شرق الموصل مما أدى لفرار عدد أقل من المتوقع.

سياسيا، اتفق وزيرا خارجية العراق والسعودية ابراهيم الجعفري وعادل الجبير امس على أهمية التعاون والتنسيق لحلحلة المشاكل التي تعاني منها عموم المنطقة.

وذكر بيان صحفي امس أن الجعفري بحث مع الجبير «العلاقات الثنائية بين بغداد والرياض وسبل تعزيزها وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، واستعراض الجهود التي يبذلها العراقيون في حربهم ضد عصابات داعش والانتصارات الكبيرة المتحققة، والتأكيد على أهمية التعاون والتنسيق لحلحلة المشاكل التي تعاني منها عموم المنطقة».

وقال البيان «رحب الدكتور الجعفري بزيارة الجبير خصوصا وأنه أول وزير خارجية للمملكة العربية السعودية يزور العراق بعد عام 2003، وأن العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة وتفعيل المصالح المشتركة ومواجهة المخاطر المشتركة، وضرورة الاستمرار بالحوارات وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين لبناء علاقات قوية تكون مرتكزا استراتيجيا لمعالجة التحديات التي تواجه المنطقة».

من جانبه أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير أن «الروابط التي تجمع المملكة مع العراق كثيرة جدا، وهذه الزيارة تأتي لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح ، وأضاف ان «المملكة تقف على مسافة واحدة من المكونات العراقية وتدعم وحدة واستقرار العراق» ، داعيا إلى العمل على تبادل زيارات مسؤولي البلدين وتفعيل كل الملفات العالقة.

وأكد الجبير أن هناك رغبة للعمل على فتح منفذ جميمة بين العراق والمملكة وبحث ملف تشغيل الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين.