صحافة

الكرواتية: جديَّة المقاومة الألمانية للشعبوية

25 فبراير 2017
25 فبراير 2017

في الشأن الألماني، اعتبرت جريدة «يوتارنيي ليست» الكرواتية أن شعبية مارتن شولز المتنامية هي دليل على أنَّ المستشارة أنجيلا ميركل تفقد شعبيتها تدريجيا بفعل سياسة اللجوء التي اتبعتها وما زالت. بالواقع إن أوروبا باتت غير مكترثة إطلاقا بما سينجم عن الانتخابات الألمانية. تشير اليومية الألمانية إلى السرعة التي يتحوَّل فيها الرأي العام، فقبل مدة قصيرة لا تتجاوز السنتين لم يتخيَّل أحدٌ أن شعبية ميركل ستتناقص بفعل سياسة اللجوء التي اتبعتها، وأن اليمين المتطرف سينمو في ألمانيا وأوروبا خاصة بفعل سياسات اللجوء التي اتبعها الاتحاد الأوروبي. لفترة ليست بوجيزة اعتقد المراقبون أنَّ المعادلة باتت جلَّيةَ الوضوح: كلما تناقصت شعبية أنجيلا ميركل، كلما زادت شعبية اليمين المتطرف. لكن دخول مارتن شولز الى المعترك السياسي الألماني الداخلي غيَّر المعادلة بين ليلة وضحاها.

المتطرفون لا تتزايد شعبيتهم، بينما شعبية الاشتراكيين الديموقراطيين إلى ارتفاع مستمر.

من هنا تبدو المرحلة السياسية الألمانية المقبلة محكومة بالائتلاف الحكومي لأن المناهضين لأوروبا سيزداد عدد نوابهم في البرلمان الألماني، ولا مجال للدفاع عن السياسات الأوروبية وعن مصالح ألمانيا من خلالها، إلاَّ بالتضامن بين اليمين واليسار. جريدة «يوتارنيي ليست» الكرواتية تسجِّل في ختام تحليلها الملاحظة التالية: إنَّ سياسة اللجوء التي اتبعتها انجيلا ميركل ينادي بمثلها مارتن شولز كما أن الوحدة الأوروبية التي تتمسك بها ميركل هي السياسة ذاتها التي يريد اتِّباعها مارتن شولز. لذلك تبقى السياسة الاجتماعية الداخلية موضع خيارات متعددة و لذا جعلها مارتن شولز في مقدمة شعارات حملته الانتخابية لأن اللجوء لن يكون في النهاية مقرراً لوجهة ومصير السياسة الألمانية.