Untitled-1
Untitled-1
الاقتصادية

كف عن القلق واشعر بالتحسن الآن

24 فبراير 2017
24 فبراير 2017

سيطر على التوتر -

هل تريد أن تصبح قادرا على الاسترخاء والحفاظ على رباطة جأشك ؟

تأليف: بول ماكينا -

عرض وتحليل: إميل أمين -

937455

مستندا إلى أكثر من 20 عاما من البحث يشتمل هذا الكتاب على أحدث التدريبات النفسية التي ستخلق بداخلك تلقائيا شعورا بالانتباه الهادئ يمكنك اللجوء إليه متى احتجت إلى ذلك. سوف تتعلم كيف تغير حياتك معتمدا على شعورك بالسلام والثقة بعد تخلصك من القلق. مؤلف هذا الكتاب هو الكاتب البريطاني د.بول ماكنلي البريطاني الذي تشغل كتبه قائمة الكتب الأكثر مبيعا، وقد استخدم أساليبه الفريدة لتغيير الذات مع نجوم هوليوود، والفائزين بالميداليات الأولمبية الذهبية، ونجوم موسيقى الروك، ورجال الأعمال الناجحين، والأسرة الملكية، كما ساعد ملايين البشر على النجاح في الإقلاع عن التدخين، وإنقاص الوزن، والتغلب على الأرق، والتخلص من التوتر وزيادة الثقة بالنفس، وهناك ملايين من البشر في 42 دولة حول العالم يشاهدونه بانتظام على شاشات التلفاز.

بحسب المؤلف فأنت على وشك التمتع بحياة أفضل وأكثر سعادة ... ويضيف: ..... لقد كشف البحث الذي قمت به عن حقيقة مذهلة فعندما تتمتع بمزيد من السيطرة على التوتر الموجود في حياتك ستشعر بتحسن وتعيش لفترة أطول. كما أن جهازك المناعي سيصبح أقوى، وستزيد قدرتك على التحمل بشكل ملحوظ. وستتخذ قرارات أفضل. وما هو أكثر أهمية من ذلك أن حياتك بشكل عام ستتغير إلى الأفضل بدرجة كبيرة.

كل منا يعاني من قدر من الضغوط والتوتر، ولكن نادرا ما نجد لدينا من المهارات اللازمة للتعامل مع هذا الأمر. وقد تبين أن 50% من الأسباب التي تدفع الناس للذهاب للأطباء لها علاقة بالتوتر، كما أثبتت دراسة علمية حديثة أنه في ظل المناخ الاقتصادي الحالي يتزايد عدد الأفراد الذين يفقدون عملهم بسبب مشاكل ناجمة عن التوتر عن ذي قبل.

إن التقنيات التي يتضمنها هذا الكتاب ما هي إلا خلاصة الأساليب التي يقول العديد من أشهر أطباء العالم: إنها ستحسن من صحتك، وهي التي وصفها أيضا العديد من أشهر رجال الأعمال بأنها السبيل لزيادة كفاءتك وفعاليتك في مكان العمل. لكن هذا الكتاب ليس موجها فقط للأفراد الذين يعانون من توتر شديد ناجم عن صعوبات الحياة أو لأولئك الذين ينتابهم القلق كثيرا. بل هو يخاطب كل فرد يريد أن ينعم بمزيد من الاسترخاء والمرونة، ويرغب في الشعور بمستوى جديد تماما من السعادة الحقيقية! إنه ليس مجرد كتاب، فهو بمثابة نظام للسيطرة على التوتر، ومرفق معه أسطوانة تنويم مغناطيسي مهمة ستساعدك؛ كي تصل إلى حالة من الاسترخاء العميق، وتتمتع بمزيد من الطاقة. وتصبح أكثر كفاءة في حياتك اليومية. لقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن التنويم المغناطيسي هو أحد الطرق السريعة ودائمة الأثر في معالجة الأمراض الناتجة عن التوتر، ولقد قضيت ما يزيد على خمسة وعشرين عاما في البحث بالإضافة إلى أشهر قضيتها في الكتابة لأعد لك مرشدا يوميا سيسمح لك بالاتصال بقدرة جسدك الطبيعية من أجل التهدئة الفورية والاسترخاء العميق، فمن خلال تعلمك تغيير استجابتك للتوتر والقلق. ستقدر على الاحتفاظ بأفضل حالاتك لفترة أطول وستتغلب على الأزمات بشكل أسرع من ذي قبل.

ومن الممتع أنه عندما يحضر الناس ورش عمل التنويم المغناطيسي الخاصة بي فإنهم غالبا ما يصرحون أنهم لم يشعروا بتحسن فقط، بل وصل الأمر لدرجة أن من يعرفونهم جيدا أخبروهم أنهم يبدون أكثر شبابا. هذا الأمر لم يكن مفاجأة بالنسبة لي. فعندما أرى زبونا يعاني من مشاكل ناجمة عن التوتر لأول مرة. أجد عادة التوتر مرسوما على وجهه. وعندنا انتهى من علاجه. فإنه يبدو مختلفا تماما ـ فقد تحرر من الأعباء والتوتر الذي كان يحمله معه أينما ذهب. وهذا ما أتمناه لك ـ حياة أكثر سعادة، وهدوءا وثراء ومرحا.

الحياة على حافة الخطر

يقول: «بول ماكينا» . . . بعض الناس يقولون لي إنهم بحاجة للشعور بالتوتر لأنهم بدونه قد يفقدون المهارات والقدرات التي مكنتهم من النجاح، وردا عليهم أقول إن كل جزء بهذا النظام تم اختباره بعناية على بعض أكثر الشخصيات نجاحا في العالم، ويمكنني أن أؤكد لك أنه لن يقلل من قدراتك العامة بأي شكل من الأشكال. في الحقيقة، عندما تتعلم السيطرة على ما تشعر به من توتر، والتخلص من القلق غير الضروري، والاسترخاء على مدار حياتك اليومية، ستتمتع بمزيد من الطاقة، وستصبح أكثر كفاءة وفعالية، كما أن مستويات السعادة لديك سترتفع نسبتها لأقصى حد. إن القدرة على التحلي بالقدر المناسب من الانتباه الهادئ اللازم للتعامل مع أي موقف صعب هي السبيل للسيطرة على التوتر والقلق، وهي المهارة الأساسية التي ستنميها عندما تستخدم التقنيات الموجودة بهذا الكتاب.

ستظل تمر بمجموعة قوية من المشاعر، وتشعر بالغضب أو الحزن وتستجيب بشكل ملائم إلى أي موقف. لكن المشهد العام لمشاعرك ستتغير، حيث ستقل نسبة ما تشعر به من غضب وخوف وإرهاق بدني، وستجد أن هناك المزيد من السعادة والصحة يتوجان حياتك.

قوة التفكير السلبي

يشتمل أي يوم عادي من أيام حياتنا على متطلبات وأحداث معينة تسبب التوتر ـ مواجهة الزحام المروري عند قيادتك السيارة للعمل . أو الدخول في جدال. أو تسلم فاتورة غير متوقعة، أو إحداث الأطفال لفوضي عارمة أو قيام شخص ما بانتقادك. قد لا تمثل مثل هذه الأمور «تهديدا» بالنسبة لك على المستوى الواعي، لكن جهازك العصبي لا يميز بين التهديد المادي لجسدك والتهديد الذهني أو العاطفي لذاتك. لذا إذا ما أقدم شخص ما على انتقادك. فإن عقلك سيستجيب للموقف من خلال استجابة التوتر التي تعمل على إفراز الأدرينالين والكورتيزول في مجري الدم، نفس المواد الكيميائية التي ستفرز إذا ما تعرضت لتهديد بدني.

لقد لخص مؤسس علم أبحاث التوتر الحديث «د.هانز سيليا» هذه الفكرة في عبارة واحدة بسيطة: « رد فعلنا العاطفي ليس نتيجة للحدث، بل لكيفية تفسيرنا له».

لهذا السبب فإنك لست بحاجة إلى تغيير العالم، أو وظيفتك، أو علاقاتك أو حتى موقفك المالي كي تبدأ السيطرة على توترك. عندما يتغير إدراكك وتفسيرك لحدث ما، فإن قوة ومدة استجابة التوتر ستتغيران نتيجة لذلك. وستبدأ أيضا بشكل طبيعي في تفسير خبراتك بطريقة مختلفة وفي الاستجابة لأحداث حياتك بمزيد من الفعالية. بعد ذلك ستشرع في تغيير كل ما هو بحاجة للتغيير من الخارج معتمدا على الانتباه الهادئ الذي أصبحت تتمتع به داخليا. وكما اكتشفنا بالفعل نشأت استجابة التوتر في الأساس كشيء عملي ـ طريقة مكنت أسلافنا من الحصول على دفعة من الطاقة والقوة التي مكنتهم من مواجهة الحيوانات المفترسة أو الفرار منها. لكن في مجتمع اليوم ذي الإيقاع السريع نجد أن الهجمات التي يحمينا جهازنا العصبي منها خالية للغاية. إذا توقفت لدقيقة وفكرت في شيء تشعر بتوتر إزاءه، فعلى الأرجح لن تجد الأمر ينطوي على أي خطر بدني ـ مجرد الشعور بعدم الارتياح. لذلك فإننا نعد أنفسنا باستمرار للتعامل مع أحداث تمثل خطورة على أبداننا لكن هذه الأحداث لا تقع مطلقا. في الواقع، وغالبا ما يستجيب العديد من الناس لـ «قوة التفكير السلبي»، والمثير للدهشة أن الجهاز العصبي البشري لا يستطيع التمييز بين الحدث الواقعي والمتخيل. هذا يعني أنه حتى عند مجرد تخيلك لنفسك في حالة سيئة أو لمعاناتك من خطر ما يهدد ذاتك فإنك تفرز نفس المواد الكيميائية الخاصة بالتوتر التي يحتاج إليها جسدك للكر أو الفر. وبرغم أن هذه المواد الكيميائية قد تكون مفيدة وفي حالة وجود ضرورة حقيقية وخطورة على جسدك فإن الهدف منها هو أن يتم استخدامها والتخلص منها عن طريق النشاط البدني. تظهر المشكلة عندما يتم إفراز هذه المواد في جسدك كاستجابة للأفكار التي لا يمكنك مقاومتها أو حتى الهرب منها. وذلك لأن جسدك ليس لديه طريقة تمكنه من التخلص من هذه المواد. ومع مرور الوقت يؤدي تراكم هذه المواد إلى تحولها إلى سموم قد تسبب جميع أنواع الأمراض». إن أكبر خطر يهدد صحتنا في الحياة العصرية لم يعد خطرا خارجيا».

إنه خطر التعرض لهجوم من قبل جهاز الدفاع الكامن بداخلنا ـ استجابة الجسد للتوتر. لحسن الحظ هناك حل بسيط : عندما تتعلم السيطرة على التوتر وزيادة مستوياتك الطبيعية من الاسترخاء سرعان ما ستتحسن صحتك وتزيد نسبة سعادتك.

إيقاف الاسترخاء الطبيعي

منذ حوالي عشرين عاما قدم بحث في مجال القلب والأعصاب فكرة المخ القلبي الفعال. لقد اكتشفوا أن القلب البشري لديه جهاز عصبي خاص به وهو معقد جدا ويعمل تقريبا بمثابة مخ ثان.

هذا المخ القلبي لديه على الأقل أربعون ألف عصبون ـ نفس العدد الموجود بعدة أجزاء فرعية بالمخ. في الحقيقة، إنه لديه مثل هذه الشبكة العصبية المعقدة القادرة فعليا على التعلم والتذكر والشعور والإحساس بالأشياء بشكل مستقل عن المخ الدماغي. في كل مرة ينبض فيها قلبك فإنه يرسل معلومات إلى المخ القلبي الذي يؤثر على فهمنا، ومشاعرنا ووعينا بالإضافة إلى تأثيره دائما على العديد من إشارات الجهاز العصبي التلقائي. بما فيها استجابة التوتر. هذا يعني أن القلب البشري ليس مجرد مضخة للدم، بل إنه مركز التحكم البدني الذي يقرر إما إثارة الجهاز العصبي السمبثاوي أو الباراسمبثاوي ـ استجابة التوتر أم الاسترخاء الطبيعي.

هل تنتحر بالعمل؟

في اليابان أصبح الموت الناجم عن التوتر الذي يتسبب فيه العمل الشاق أمرا شائعا لدرجة أن هذه الظاهرة أصبح لها مسمى خاصة بها karoshi، ولسوء الحظ أصبح هذا الأمر أكثر شيوعا في الغرب أيضا، حيث يجد الناس أنفسهم منهمكين في أداء الكثير من الأعمال التي من الواجب الانتهاء منها لمجرد عيش حياة كريمة، ناهيك عن التقدم وتحقيق النجاح. منذ حوالي عشر سنوات كنت واحدا من هؤلاء الأشخاص، وكنت أعمل بأقصى جهد لدي في محاولة للنجاح والتقدم، وكنت دائما ما أشعر بالإرهاق الناجم عن التوتر. كان جسدي يصاب بالمرض وطوال الوقت كان ينتهي بي الأمر مضطرا لأخذ أجازة لاستعادة عافيتي. هكذا أدركت أن دفع نفسي بقوة شديدة كان استراتيجية خاطئة. رغم أنني قد أنجزت الكثير أثناء ثورات النشاط هذه. ففي كل مرة كنت أصاب فيها بالمرض كنت أخسر قدرا كبيرا من النجاح الذي حققته.

لذا قررت أخذ مزيد من الإجازات المنتظمة في محاولة لتحسين صحتي. إلا أنني كنت أقضي معظم وقتي في هذه الإجازات في قراءة الكتب المتعلقة بعملي وفي فحص الأوراق التي بحاجة لمراجعة ولم أكن أسترخي على الإطلاق، كنت أعمل بكد كما كنت فيما مضى، ولكن في مكان أفضل. عندما بدأت ألقي نظرة عميقة على سبب مواجهتي صعوبة شديدة في الاسترخاء. أدركت أن السبب في هذا يرجع إلى أنني كنت متعجلا للغاية لدرجة أنني لم أرد أن أخسر أية فرصة لإنجاز المزيد. كنت أشعر وكأنني في سباق مع باقي العالم ويجب على الفوز. وفي النهاية ظهر لي أنه ما لم أقرر القيام بشيء مختلف تماما فلن يكون هناك نهاية لذلك أبدا. من ناحية أخرى وجدت أنه بغض النظر عما أنجزه كل عام قد أحتاج لإنجاز المزيد من العام التالي. في إحدى الإجازات قرأت كتاب «ماريا نيميث» بعنوان The Energy of Money وقد ذكرت بهذا الكتاب عبارة لم أسمعها قط من قبل لكنها وصفت أسلوب حياتي بشكل دقيق جدا أعجبني للغاية ـ مدمنو الشعور بالانشغال» إنها الفكرة المتمثلة في أنه أحيانا ما يصاب الأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى العمل طوال الوقت لأنهم «يحتاجون للمال» أو «لا يقدرون على تحمل الشعور بالملل»، بإدمان الانشغال، ولمزيد من الدقة، يمكننا القول إنهم مدمنون للحالة أو الشعور الذي ينتابهم بسبب المواد الكيميائية التي يفرزها المخ كجزء من استجابة التوتر. بالنسبة لي يظهر ذلك في صورة الشعور بالذنب من أنني إذا ما أخذت بعض الراحة فإن ذلك سيؤخرني بطريقة ما ويعرقل تقدمي. ورغم أنني كنت متأكدا من عدم صحة ذلك الافتراض فإنني كنت أعرف أيضا أنني إن لم أجد طريقة لتجنب هذا الشعور بالذنب فإن جسدي سينهار بسبب الإرهاق. لقد وجدت الإجابة في حوار كنت أستمع إليه لعالم النفس الرياضي «جيم لوهر» الذي عمل مع العديد من أشهر اللاعبين الرياضيين في يومنا هذا. عند وصفه لطبيعة التوتر في الأداء التنافسي بمجال الرياضة، في المنزل أو مكان العمل، وضح «لوهر» أنه إذا ما أردت أن تحقق أ على مستوى أداء في أي مجال بمجالات حياتك، فعليك أن تجد طرقا لتجديد طاقتك. بدنيا، وعاطفيا، وذهنيا، وروحانيا. إن نظام الطاقة بجسدنا يعمل بشكل أفضل عندما نضغط على زر تشغيله ونعمل بأقصى جهد ثم نعود للضغط على زر الإيقاف لفترة.

السباقات الطويلة والقصيرة

لقد استخدم «لوهر» هذه الاستعارة: «الحياة ليست سباق مسافات طويلة، بل سلسلة من السباقات القصيرة». هذا هو مبدأ التأرجح ـ فترات إنفاق للطاقة يعقبها فترات استرداد الطاقة كي نعيش الحياة بكل جوانبها في الأوقات التي نحتاج فيها لذلك. نحتاج للتحلي بالقدرة على الانتقال إلى حالة استرداد الطاقة ومنح أنفسنا فترات راحة كافية كي نعيد شحن نظامنا ثم نستأنف بعد ذلك عملنا أيا كان ونحن نتحلى بقوة وتركيز أكبر من ذي قبل. وعن طريق التناوب ما بين فترات النشاط الشديد وفترات النشاط الخفيف والراحة، يمكنك زيادة قوتك وقدرتك على الاحتمال كما ستقدر أيضا على عيش الحياة بكل جوانبها.

وما أن وعيت أهمية دمج وقت لاستعادة الطاقة ضمن جدول أعمالي، بدأت أقضي المزيد من وقتي في الإجازات ومجرد الاسترخاء، كنت أجلس على الشاطئ في كل يوم وأشعر بدفء الشمس على جسدي، وأتخيل كل عضلة وهي تسترخي من أعلى رأسي حتى أصابع قدمي. وحتى بعد العودة للمنزل واظبت على ممارسة هذه التقنية ولكن هذه المرة كنت أتخيل نفسي آخذ حمام شمس في شاطئ رائع. وبما أن الجهاز العصبي لا يميز بين حدث حقيقي وآخر متخيل وجدت أنه في كل مرة أحاول تخيل هذا الأمر أشعر كأنني ما زلت في إجازة ـ وبالفعل كنت كذلك ـ طالما أن الحديث هنا يتعلق بالجهاز العصبي.

وكلما ازداد شعوري بالاسترخاء شعرت بتحسن وأصبحت أكثر كفاءة في عملي. ونظرا لأنني أضفت المزيد والمزيد من وقت الراحة إلى روتيني اليومي تمكنت من إنجاز الكثير في وقت أقل كما استطعت أيضا التخلص من جزء كبير من «إدمان الانشغال».

التمارين الرياضية مفيدة

يقول الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون . . . «قلة ممارسة التمارين الرياضية تؤدى إلى تدمير الحالة الصحية لأي إنسان، في حين أن الحركة والتمارين البدانية المنهجية تحمى الصحة وتحافظ عليها»

ويضيف د. ماكينا . . . تلقيت مؤخرا مكالمة هاتفية من صديق قديم يواجه أزمة الائتمان وكان بتعبيره الخاص: «يشعر بأقصى درجات التوتر» بعد أن أخبرني بمدى الصعوبة التي يواجهها في التغلب على الموقف سألته عن قدر التمارين الرياضية التي يؤديها. بدا مندهشا من السؤال ولكنه أخبرني أنه لم يمارس أي تمارين رياضية منذ ساءت الأمور في البورصة وذلك نظرا لأنه احتاج إلى كل دقيقة متوفرة من وقته «لإنجاز مهامه». طلبت منه أن يحاول القيام بأمر واحد فقط قبل أن نتحدث مرة ثانية؛ أن يستغرق على الأقل عشرين دقيقة في أداء التمارين الرياضية مرتين في اليوم على مدار الأيام الثلاثة التالية. وعندما تحدثنا معا مرة ثانية، وجدت أنه استطاع السيطرة على توتره مره ثانية كما أن طريقة تفكيره في عمله قد تطورت بشكل ملحوظ. نحن نعيش في عصر يسوده تقديم طبي مستمر لا يمكن تصوره. لقد أصبحت الأدوية والعمليات الجراحية أمرا مألوفا. حيث يتوقع العديد من الناس الحصول على علاج فورى من الأطباء لمرضهم كما يحملون الأخصائيين مسؤولية صحتهم مفضلين الحصول على وصفة طبية بدلا من الاتجاه لتغيير أسلوب حياتهم أو نظامهم الغذائي. على الرغم من ذلك فإن أحد أهم الأدوات التي نمتلكها بالفعل للتحكم في التوتر هو ممارسة التمارين الرياضية. والتمارين هنا أقصد بها أي نشاط بجعل قلبك يخفق بشكل أسرع من المعتاد ويجعل رئتيك تتنفسان بشكل أكثر عمقا. منذ عدة سنوات بدأ الأطباء يصفون التمارين الرياضية لمرضاهم كطريقة لعلاج التوتر العصبي. وقد أثبت البحوث أن هذه الطريقة لم تساعد على تقليل النشاط الكهربائي للعضلات المتوترة لدى المرضى فحسب، بل أدت أيضا إلى تقليل نسبة العصبية والنشاط المفرط فيما بعد. ويعمل هذا النوع من التمارين على زيادة تدفق الدم إلى المخ وأعضاء الجسم الرئيسية، وخلال هذه العملية فإنه يسرع من عملية طرد الأدرينالين والكورتيزول وغيرها من المواد الكيميائية التي تم إفرازها بمجرى الدم كجزء من استجابة التوتر. كما أنه يثير أيضا الاسترخاء الطبيعى، ويغمر الجسد بالإندروفين الذي يمكن أن يؤدى إلى الشعور بالسعادة الذي يعقب أداء التمارين الرياضية، وهو الذي يشار إليه أحيانا بالبهجة التي تنتاب العدائين المنتظمين على «رياضة الجري» إن السباحة أو الجري أو رفع الأثقال أو اليوجا أو حتى ركوب الدراجات سيسهل عليك عملية السيطرة على التوتر واختبار المزيد من المشاعر الإيجابية. على الرغم من ذلك، فإنه في معظم الحالات يمكنك الحصول على نفس فوائد التدريب الشاق عن طريق الذهاب في نزهة سيرا على الأقدام لمدة 15 دقيقة مرة أو مرتين يوميا. واحدة من قصص النجاح التي ذكرت في كتاب I Can Make You Thin in هي قصة «إيفون مينى» التي فقدت ما يشبه عدة أحجار من وزنها، وفى وقت تأليف هذا الكتاب كانت قد حافظت على وزنها لما يزيد على أربع سنوات. في البداية لم تكن تمارس التمارين قط، لذا بدأت من خلال اصطحاب كلبها في نزهة قصيرة كل صباح. وبالتدريج وصل الأمر الآن لاشتراكها في أربعة سباقات كاملة للعدو!

كل ما يتعلق بالقلق

«قال الرئيس الأمريكي الشهير توماس جيفرسون ذات مرة : «كم شعرنا بالألم من جزاء مشاكل لم يكن لها وجود إلا في خيالنا». . من هنا عليك أن تسال نفسك . . . ما أكثر شيء يثير قلقك حاليا؟

* هل هو شيء له علاقة بمواردك المالية أو وظيفتك؟

*هل أنت قلق بشأن أمر ما حدث في الماضي أو قد يحدث في المستقبل؟ كلمة «قلق» مشتقة من كلمة يونانية يمكن ترجمتها بمعنى «عقل منقسم». وهذا يعتبر وصفا دقيقا للشعور الناتج عن القلق في معظم الوقت- مجموعة من الأفكار تجذبك نحو عدة اتجاهات مختلفة في ذات الوقت. إن القلق ليس فقط أقل صور استخدام العقل إنتاجية لكنه أيضا أقلها إمتاعا. إذن لماذا نستمر في الشعور بالقلق؟عندما أطرح هذا السؤال على أشخاص بحلقاتي الدراسية، ينحصر الرد دائما في واحدة من هاتين الإجابتين:

1- الاعتقاد أن القلق يساعدهم بطريقة ما على أن يبقوا في أمان.

2- الاعتقاد أنهم لا يعرفون كيف يتوقفون.

لحسن الحظ كلا الاعتقادين يستندان إلى معلومات غير دقيقة وغير وافية. هل القلق يجعلك دائما في أمان؟ هل حدث من قبل ولم تتمكن قط من التخلص من فكرة مقلقة؟ نحن كبشر مبرمجين على الاحتفاظ بكل ما هو مألوف لنا وعلى التحكم بالأمور قدر الإمكان. لكن هناك فارق كبير بين الاهتمام بما هو داخل نطاق سيطرتك وبين القلق إزاء ما هو ليس كذلك. منذ سنوات قليلة توفرت لي الفرصة لإجراء مقابلات مع العديد من أكثر الشخصيات ثراء على هذا الكوكب من أجل كتابي «أستطيع أن أجعلك غنيا» من بين هؤلاء «السير ريتشارد برانسون» والسير «فيليب جرين» والسيدة «أنيتا روديك». أحد الأشياء التي أدهشتني بشأنهم هو شعورهم بالهدوء حتى في مواجهة قرارات من الممكن أن تكلف شركاتهم الملايين. عندما سألتهم عن ذلك حدثني كل واحد منهم عن نسخته الخاصة من عملية استخدموها تعرف باسم «التخطيط العكسي» وهي التي تعمل في الأساس كالتالي:

1- التفكير في حدث أو صفقة قادمة.

2- تخيل كل الأخطاء التي من الممكن أن تحدث.

3- التوصل إلى حل لكل خطأ محتمل.

الأمر المثير للدهشة هو ما يلى:

الشيء الذي يطلق عليه معظم الناس «قلق» هو ببساطة أي شيء يقاطع عملية التخطيط العكسي بعد الخطوة الثانية ! بمعنى أن الناس يتخيلون كل الأخطاء والمشكلات التي قد يواجهونها لكنهم لا يحاولون مطلقا العثور على حلول لها. لقد تعرضت مؤخرا لهذا الموقف بشكل مباشر عندما اقترب منى في أحد الأيام ممثل مشهور جدا عمل بأفلام عديدة وطلب مني تنويمه مغناطيسيا كي لا يشعر بالقلق بعد ذلك.

عندما طلبت منه مزيدا من المعلومات أخبرني أنه يتمرن على أداء دور بإحدى المسرحيات وأنه أصبح قلقا للغاية بشأن احتمالية عدم قدرته على حفظ الدور. وبالتالي أدى هذا القلق إلى مواجهة المزيد والمزيد من الصعوبات في حفظ دوره، وبما أن ليلة الافتتاح كانت تقترب بسرعة فإن القلق كان يتحول سريعا إلى نوع من الرعب. لكن عندما عرضت عليه مساعدته في حفظ دوره بسرعة أكبر، بدا مرتبكا.

وقال لي: «لا أريد منك مساعدتي في حفظ الدور- أريدك أن تجعلني أتوقف عن الشعور بالقلق». أوضحت له أن أمثل طريقة لاقتفاء أثر القلق وإيقافه هي بذل أقصى جهد لديك لحل المشكلة المسببة له أيا كان نوعها- تماما كما يحدث في التخطيط العكسي. إذا ما تسبب ذلك في إيقاف التوتر، في هذه الحالة ستعرف أنه كان مجرد رسالة من ذكائك العاطفي لتستعد بشكل أفضل للمهمة التي بين يديك.

أما إذا ما استمر القلق حتى بعد التوصل إلى حل مناسب للمشكلة، ففي هذه الحالة من المحتمل أن يكون بمثابة آلية حماية نشطة للغاية لها زر إعادة تشغيل به بعض الخلل. إن الاستماع إلى الأسطوانة بانتظام و/‏‏أو استخدام تدريب مروض القلق المذكور في الفصل التالي سوف يعيد تشغيل تلك الآلية ويسمح لك بتحديد الأمور التي تستحق بالفعل القلق بشأنها. وما ستكتشفه سريعا أن هناك الكثير من الأشياء لا تستحق القلق بشأنها. بالطبع ليست كل المشاكل تحتاج إلى حلول. فقد أظهرت دراسة رائعة أجراها المؤلف والباحث «جاي هيلي» على قوائم الانتظار من أجل العلاج أن ما يزيد على 50% من الأشخاص يشعرون بتحسن قبل أن يتمكنوا في النهاية من رؤية المعالج. وهذا يشير إلى حقيقة أن جزءا كبيرا من المشاكل التي يشعر الناس بالقلق إزاءها من الممكن أن تقوم بحل نفسها إذا ما منحها الناس الوقت والمساحة الكافية للقيام بذلك.

المشكلات الأكثر صعوبة

يقول صاحب الكتاب . . . . عندما كنت طفلا أدرس بالمدرسة، أخبرونا أن بترول العالم سوف ينفذ مع حلول عام 2000. على الرغم من ذلك، ما لم يوضع في الاعتبار حينها هو براعة العقل البشرى.

في غصون سنوات قليلة، أثبت تطور نظام حقن الوقود وعمليات الحفر والتكرير البديلة أنه لم يكن هناك المزيد من البترول متوفرا فحسب، بل إننا كنا قادرين على الحصول على ما هو أكثر من ضعف ما تم الحصول عليه من كل برميل. الآن، وأدت الابتكارات الحديثة لتطوير مصادر للطاقة أكثر تجددا ودواما. العقل البشري يعتبر أشبه بآلة لحل المشكلات، وقدرته التي لا حدود لها على الإبداع قد أدت إلى الابتكار المستمر والتطوير في مجالات عديدة منها الفنون والعلوم والعمارة والطب وغيرها الكثير. في الحقيقة يقول بعض الناس إن الشيء نفسه حيال ما هو ممكن. أحد أفضل الأمثلة المتعلقة بقدرة العقل على حل المشكلات عندما يتحرر من فكرة كانت مقيدة له هو قصة «جورج برناد دانتزيج» الطالب الذي وصل متأخرا عن موعد حصة الرياضيات وعندما دخل الفصل رأى مسألتين مكتوبتين على السبورة. مفترضا أنهما الواجب المنزلي لهذا اليوم، قام بتدوينهما، لكنه وجد أن حلهما استغرق وقتا أطول بكثير مما توقع . عندما قام بتسليم الواجب المنزلي بعد مرور أيام قليلة، بدا المعلم مندهشا للغاية، وأسرع «دانتزيج» بالاعتذار موضحا أن «المسألتين كانتا أكثر صعوبة عما هو معتاد» تلك المعادلتان التي أقدم «دانتزيج» على حلهما لم تكونا الواجب المنزلي - إنهما معادلتان شهيرتان مدرجتان بعلم الإحصاء تحت بند «لم يعثر على حل لهما». ولأن «دانتزيج» لم يكن على دراية أنه ليس من المفترض أن يقدر على حلهما تمكن من استجماع كل الطاقة الإبداعية لعقله من أجل إيجاد حل . فيما بعد تم نشر عمله هذا في بعض الصحف الأكاديمية وأصبحت قصته بمثابة أسطورة.

المغزى من هذه القصة هو:

عندما تعتمد على عبقرية وقدرة عقلك الإبداعية، يصبح حل حتى أصعب المشكلات أمرا ممكنا. إليك أهم خطوتين للوصول للأساليب الفعالة لحل المشكلات:

1. ضع نفسك في حالة ذهنية أكثر هدوءا واسترخاء وفكر في كل الأمور التي تدور من حولك من منظور جديد أمثر إيجابية.

2. ابدأ في ابتكار حلول!

هناك مبدأ علمي يسمى «قانون التنوع الضروري» وهو الذي يقول: إن «جزء المنظومة الذي يتصف لأكبر قدر من المرونة ينتهى به الأمر متحكما في المنظومة بأكملها». بمعنى أنه في أي بيئة سواء كنا نتحدث عن بيئة العمل أو المحيط الأسري أو الأحزاب السياسية نجد أن الشخص الذي يتحلى بأكبر قدر من المرونة في تفكيره وسلوكه سيكون أكثر الشخصيات أهمية. ولمزيد من التوضيح يمكنني القول:

كلما توفر لديك المزيد من الطرق للنظر إلى مشكلة تواجهها توفر لديك مزيد من الخيارات. وكلما توفر لديك مزيد من الخيارات زادت احتمالية قدرتك على السيطرة على الأمور. كل من أساليب حل المشكلات الفعالة التالية تمدك بطرق جديدة للنظر للمشكلات، مقدمة لك في النهاية اختيارات جديدة وقدرة عظيمة على التحكم بالأمور. فهي ستساعدك على التخلص من جزء كبير من قلقك من خلال صرف انتباهك عن «المشكلة» وتركيزه على إيجاد حل أو حلول. تأكد من التعامل على الأقل مع واحد من الأمور التي تثير قلقك من خلال كل واحد من هذه التدريبات حتى تصبح مطلعا على كيفية عمله. بعد ذلك ستصبح قادرا على استخدامها في أي وقت بالمستقبل.