22
22
عمان اليوم

«تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان».. تاريخ عُمان في أبهى صوره

22 فبراير 2017
22 فبراير 2017

أهدى أمير الكويت نسخة نادرة منه لجلالة السلطان -

كتب ـ عاصم الشيدي -

أعاد إهداء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله، نسخة نادرة من كتاب «تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان» للإمام الشيخ نور الدين السالمي إلقاء الضوء على واحد من أهم كتب التاريخ العماني، وتساءل الناس عن تاريخ طباعة هذا الكتاب الذي رحل كاتبه عن دنيانا قبل 103 سنوات، واستذكرت اليونسكو قبل أسبوع رحيله في ذكراه المئوية.

ومن خلال صور تبادل الهدايا بين جلالة السلطان وأمير الكويت يتضح أن النسخة المهداة لجلالة السلطان من النسخ القديمة التي كان طبع بها جزآ الكتاب في مجلدين وليس في مجلد واحد كما هي الكثير من طبعات الكتاب الحديثة. وحسب الصورة نفسها فإن الجزء الثاني من الكتاب مطبوع في عام 1928 بينما الجزء الأول مطبوع عام 1931 ما يعني أن الجزء الثاني طبع قبل الجزء الأول. وهناك طبعة واحدة من الكتاب وقفنا عليها صدر جزءُها الثاني قبل الأول وهي الطبعة التي حققها الشيخ أبو إسحاق محمد بن يوسف إطفيش وصدر جزءُها الثاني عن مطبعة السلفية، وجزءُها الأول عن مطبعة الشباب بالقاهرة.

وكان الكتاب قد طبع في الكويت عام 1974 كما ورد في الموسوعة العمانية.

ولا توجد نسخة مخطوطة من الجزء الأول من الكتاب في دار المخطوطات العمانية بوزارة التراث بينما توجد خمس نسخ مخطوطة من الجزء الثاني من الكتاب رصدها الباحث سلطان بن مبارك الشيباني في كتابه «تاريخ الطباعة والمخطوطات العمانية عبر قرن من الزمن».

وهناك نسخة مخطوطة من الجزء الأول من الكتاب بخط يد تلميذ المؤلف أبي الوليد سعود بن حميد بن خليفين يعود تاريخها إلى 26 محرم 1331هـ وهي موجودة في دار الكتب المصرية برقم (2353/‏‏ تاريخ/‏‏ تيمور) بحسب الباحث عامر العيسري.

ويرجح الباحث سلطان بن مبارك الشيباني أنها النسخة التي أرسلها المؤلف إلى القاهرة لطبع الكتاب ثم آلت إلى الشيخ أبي إسحاق إبراهيم إطفيش، الذي باعها على الأرجح إلى أحمد تيمور باشا، ثم آلت إلى دار الكتب المصرية مع جملة كتب المكتبة التيمورية. وهذه النسخة الوحيدة المخطوطة من الجزء الأول تحدث عنها كتاب الشيباني.

أما الجزء الثاني فتحتفظ دار المخطوطات العمانية بخمس نسخ مخطوطة من الكتاب.

النسخة الأولى مرقمة برقم «3743» وهي بخط مانع بن سالم بن حماد بن تميم بن أحمد بن ربيعة الحسيني. وقد فرغ من نسخها يوم 20 جمادى الأولى 1341هـ، ونسخها لمحمد بن سليمان بن سيف الرمضاني. أما المخطوط الثاني بدار المخطوطات العمانية فيحمل رقم «1871» وهي بخط سيف بن سعيد بن عامر بن عبيد الحبسي. وفرغ من نسخها عصر السبت 10 من ذي القعدة 1342هـ. وتليه تتمة للكتاب منسوبة إلى المؤلف أيضا، وعنوانها هكذا: «باب أحوال متفرقة من أمور عمان من السيرة، عن المؤلف أيضا». والنسخة الثالثة من نسخ دار المخطوطات العمانية فمرقمة برقم «1872» وهي بخط حمد بن عبدالله بن حميد الحارثي، نسخها لسعيد بن علي بن سعيد الدغيشي. وتاريخ تمام النسخ ضحى الأحد 11ذي القعدة 1342هـ. أما النسخة الرابعة فرقمها «2412» وهي نسخ مجهولة الناسخ لكن تاريخها يعود إلى 11 ذي القعدة 1345هـ، وقد نسخت لناصر بن سليمان بن حمد بن سليمان اليحمدي. أما النسخة الخامسة فمرقمة برقم «1869» ولكن لم يتسن الحصول على معلومات عنها. وطبع الجزء الأول من الكتاب فقط في حياة المؤلف سنة 1332/‏‏1914 في مطبعة القاهرة بمصر ومكون من 332 صفحة. وتعود الطبعة الثانية من الكتاب إلى عام 1938 وهو بتحقيق الشيخ أبي إسحاق يوسف بن محمد إطفيس وصادر عن المكتبة السلفية بالقاهرة ومكون من 316 صفحة.

وصدر الجزء الأول من الكتاب بتحقيق الشيخ إطفيش عام 1931 وهذا الجزء مكون من 352 صفحة وصادر عن مطبعة الشباب في القاهرة.

وهناك طبعة من الكتاب تعود إلى تاريخ 1961 عن دار الكتاب العربي بالقاهرة لصاحبها محمد حلمي المنياوي وهذه الطبعة صدر فيها الجزآن الأول والثاني في مجلد واحد ضم 324 صفحة من القطع المتوسط. وصدرت هذه الطبعة على نفقة أحفاد المؤلف سليمان وأحمد ابني محمد السالمي. وتضمنت هذه الطبعة تعليقات جديدة بقلم المحقق أبي إسحاق بحسب ما ذكر الباحث سلطان الشيباني في كتابه.

وهناك طبعة أخرى منتشرة جدا في عمان من الكتاب صادرة في عام 1961 عن مطبعة الإمام بالقاهرة وهي جزآن في مجلد واحد أيضا ويتكون من 259 صفحة.

وهناك طبعات أخرى حديثة من الكتاب الذي من النادر أن يخلو بيت عماني من نسخة منه.

وعرف أمير الكويت قيمة هذا الكتاب عن العمانيين فاختار أن يهدي جلالة السلطان المعظم نسخة منه باعتبار أهميته ومكانته عند العمانيين.

ويتحدث الكتاب عن تاريخ عمان قبل الإسلام وخلال المراحل الإسلامية ويقف في جزئه الأول إلى قبيل قيام دولة اليعاربة. أما الجزء الثاني فيغطي مرحلة الدولة اليعربية وما صاحب ذلك من حراك سياسي داخلي في عمان ومرحلة قيام دولة آل بوسعيد إلى عام 1910. وقدم الكتاب نقدا لبعض الروايات التاريخية التي نقلها واعتمد عليها في كتابه. ومن بين أهم من اعتمد عليهم السالمي في كتابه كان العوتبي والأزكوي وابن رزيق وابن عريق.