935557
935557
عمان اليوم

جامعة السلطان قابوس تدشّن البيت الصديق للبيئة

22 فبراير 2017
22 فبراير 2017

لتحقيق بيئة مستدامة -

كتب - محمد الصبحي -

دشنت جامعة السلطان قابوس أمس البيت العماني الصديق للبيئة، وذلك بكلية الهندسة، تحت رعاية سعادة نجيب بن على الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، وبحضور سعادة الدكتور علي البيماني رئيس الجامعة، وبعض ممثلي مجلس البحث العلمي وعمداء الكليات وأساتذتها وطلابها.

واستعرض البروفيسور عوني شعبان أستاذ بكلية الهندسة ورئيس الفريق المشروع، وعدد من طلبة كلية الهندسة المرافق ولإمكانيات التي يحتويها البيت، مثل التصميم الخارجي والداخلي للبيت، نظام التهوية والتبريد والمساحة الإجمالية له، ومصادر الطاقة الشمسية، وذلك في معرض مصغر في الكلية.

وأكد سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية «أن مشروع البيت الصديق للبيئة من المشاريع الهادفة التي تسعى العديد من المؤسسات في السلطنة إلى القيام بها، وذلك لما لها من أهمية بالغة في الحفاظ على النظام البيئية وتقليل النفقات البيئة مثل تقليل الإنفاق على الاعتماد على الطاقة الكهربائية، وذلك لأن البيت يصدر الطاقة داخليًا من خلال الطاقة الشمسية دون الاعتماد على مصادر الطاقة الأخرى».

وأضاف الرواس: «إن البيت يأتي تطبيقًا للسياسة التي تتبعها السلطنة في التوجه في بناء البيوت الصديقة للبيئة، ويوفر البيت العديد من المميزات التي تسهم بشكل واضح في الحفاظ على البيئة».

من جانبه قال الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس: «إن الفكرة جاءت منذ 2009 وجرت عليها مجموعة من الدراسات من قبل بعض المختصين في كلية الهندسة، وتقرر القيام بعمل البيت، وذلك لتوفر الإمكانيات الملاءمة للقيام بالمنزل، وكذلك توافر التخصصات المطلوبة من كافة الكليات بالجامعة».

وقال الدكتور عبدالله بن حمد البادي عميد كلية الهندسة: «إن البت في الفكرة كان في 2011، بعد أن كوّنا مجموعة من اللجان من مختلف الطلبة في تخصصات مختلفة بكلية الهندسة مثل اللجنة التسويقية واللجنة الكهربائية، والكيميائية، والذي تواصلت معه جهود الطلبة في التخطيط والدراسة لطرق عمل البيت».

وأضاف البادي: إن البيت سيكون حتميا في المستقبل القريب وذلك لما يوفره من استدامه للبيئة، والمحافظة عليها.

وقد حرص القائمون على استخدام مواد بناء تحقق الاستدامة، وتم استخدام مواد بناء تستهلك كميات قليلة من الطاقة، ويمكن إعادة تدويرها، كما أنها تساهم في تقليل الحمل الحراري بواسطة مميزات العزل التي تخفض النفاذ الحراري من الخارج إلى الداخل بنسبة 50%تقريبا لتقليل ضغط البيئة الحرارية.

واتسم نظام البناء في البيت بوجود غلاف للبيت يتصدى إلى الطاقة الشمسية، كما أن الجدران مبنية من سعف النخيل المحلي، ومن النباتات التي تنمو عموديا في البيت، والتي تساهم في كبح كبير للطاقة الشمسية على الجدران وخفض الحمل الحراري بشكل كبير.

يذكر أن النباتات المحيطة بالمبنى والمؤدية للبيت لم توضع عشوائيا فقد وضعت وفق خطة وقد اختيرت بعناية بهدف تقليل وتخفيف الانعكاس الشمسي على البيت، كما أن المنزل يستثمر التهوية الطبيعية خلال أربعة اشهر في السنة، ولا تحتاج إطلاقا إلى أجهزة التكييف فالتهوية الطبيعية مع طريقه تصميم النوافذ بارتفاعات محدودة تسمح بدخول الهواء البارد وتقابلها نوافذ صممت لطرد الهواء الحار، وبالتالي نظام التهوية في البيت يعتمد كليا على الطبيعة وعلى التصميم الهندسي المتميز للنوافذ التي تجلب الهواء البارد وتطرد الهواء الحار ولا تحتاج إلى التكييف.

تصميم خارج الإطار

وتم تصميم البيت على شكل حرف «H» ويحتوي على فناء شمالي وآخر جنوبي متصلان مباشرة مع غرفة المعيشة الرئيسية، كما تم تعزيز التفاعل بين الفضاءات الداخلية والخارجية. وتحتوي الجدران الشرقية والغربية على الحد الأدنى من النوافذ المحمية من الشمس بواسطة مظلات عمودية مسطحة موازية للجدران.

كما تم إنشاء نظام الخلايا الضوئية لإمداد المنزل بطاقة 20 كيلووات من خلال 80 من الألواح الشمسية التي تميل بمقدار 23.5 درجة للاستفادة القصوى من الإشعاع الشمسي. وتم تقسيم الألواح الشمسية إلى مجموعات يحتوي كل منها على 14 لوحًا ترتبط بمحولات كهربائية لتغيير التيار المباشر إلى تيار متردد متوافق مع الشبكة المحلية.

ويتم تصدير فائض الطاقة خلال النهار إلى الشبكة المحلية، بينما يتم استيرادها في المساء وفقًا لاتفاق مع شركة الكهرباء بحيث يتم حساب كميات التصدير والاستيراد من خلال عداد ثنائي الاتجاه والذي يتم تجريبه لأول مرة في السلطنة. وتشير عدادات القياس إلى أن الطاقة المصدرة إلى الشبكة المحلية نهارًا كانت أكبر من الطاقة المستوردة مساء.

وتعتمد وسائل ترشيد الطاقة الكهربائية في الإنارة وعموم الأجهزة المنزلية.

وتم استحداث مشروع مساعد بعنوان الحدائق الطبيعية المستدامة بالاشتراك مع طلاب وأعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم الزراعية والبحرية ومهندسين من حدائق عمان النباتية.

وبني البيت على مساحة 284 مترًا على أرض مساحتها 600 متر، ويتكون البيت من طابقين فقط و التقسيم وفقًا للمساحة الكلية والخارجية متوازنة من حيث الأداء الحراري، مما يسمح بتطبيق أفكار مبتكرة في تبريد الطاقة والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتبريد المياه، واستخدام النباتات الطبيعية لتحقيق بيئة مستدامة مستخدمة المواد المناسبة لتحقيق البيئة الحرارية الجيدة.

ويحقق البيت الراحة الحرارية في البيت بالاعتماد كليا على التهوية الطبيعية دون الحاجة إلى أجهزة التكييف من خلال الضغط الناتج من الفارق الحراري للهواء حيث يدخل النسيم البارد من الفتحات السفلية ويطرد الهواء الساخن من الفتحات العلوية. ووضع نافورة ماء تعمل على نظام التبادل الحراري في خزان مياه عميق يعمل على تبديد الحرارة من الماء إلى التربة العميقة المجاورة، و يتم ضخ المياه المبردة إلى النافورة والتي تعمل بدورها على تبريد الهواء المجاور الذي يتوجه إلى الفتحات السفلية في البيت.يذكر أن كلية الهندسة تشرف على المشروع بدعم من مجلس البحث العلمي، وقد استمر العمل فيه لسنوات منذ 2013 حتى الآن، وهو فكرة وتطبيق جديران بالتأمل في عالم يتجه بسرعة كبيرة صوب المدن الذكية والبيوت والمباني المستدامة صديقة البيئة، وحول هذا البيت وما يمثله من قيمة وإضافة للجامعة والمجتمع العماني.