نقلة نوعية في معرض مسقط الدولي للكتاب

تنطلق اليوم فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين، التي افتتحها امس معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، وذلك في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، بحي العرفان. وإذا كانت هذه الدورة هي الأولى في المبنى الجديد لمركز عمان الدولي للمؤتمرات والمعارض، بما يوفره ذلك من مساحات أرحب، وفرص أفضل لزيادة وتنويع الفعاليات الثقافية والأدبية المصاحبة للمعرض، فانه ليس من المبالغة في شيء القول إن الدورة الثانية والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، تشهد في الواقع نقلة نوعية واضحة وملموسة من خلال الفعاليات المصاحبة، والتي تضفي على المعرض، خلال أيامه الممتدة حتى الرابع من شهر مارس القادم، حيوية ونشاطا وطابعا ثقافيا وأدبيا وفكريا متعدد الجوانب، وهو ما يجعل من بيع وتسويق الكتاب، نشاطا يكاد يكون فرعيا.

ولعله مما له دلالة أيضا أن الدورة الثانية والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي أصبح واحدا من المعارض الهامة على المستويين الخليجي والعربي، تشهد مشاركة 750 دار نشر من 37 دولة. وفي حين زاد عدد دور النشر المشاركة في الدورة الثانية والعشرين بنحو 200 دار نشر، مقارنة بالدورة الماضية، فان المعرض يضم نحو 1200 جناح، ووصل عدد العناوين المتاحة فيها، على محرك البحث الخاص بالمعرض، نحو 450 ألف عنوان، في مختلف مجالات المعرفة، ومن هذه الكتب نحو 30% إصدارات حديثة، وهو ما يجعل من المعرض وزيارته والطواف بين أرجائه، أمرا هاما لكل مهتم بالثقافة والأدب ومجالات المعرفة العديدة، والتي لا يزال الكتاب مصدرا حيويا لها، برغم ازدياد إسهام التقنية والكتاب الإلكتروني بنصيب متزايد.

على أن الثراء الفكري لمعرض مسقط الدولي للكتاب الثاني والعشرين، لا يقتصر في الواقع على عدد العناوين، أو دور النشر، أو نسبة الإصدارات الحديثة والدول المشاركة، ولكنه يمتد إلى جوانب بالغة الأهمية، سواء من خلال الفعاليات الثقافية والفكرية المصاحبة، ومنها المقاهي الثقافية، والفعاليات المتعددة، التي يزيد عددها على 54 فعالية، بين ندوات عامة ومتخصصة وفعاليات تقوم بها بعض الأجنحة المشاركة في المعرض، يضاف إلى ذلك أن اللجنة المنظمة للمعرض دعت هذا العام عددا من المفكرين والكتاب والمثقفين العرب والأجانب ليكونوا ضيوف شرف في المعرض، من بينهم جاك لانج رئيس معهد العالم العربي بباريس، والروائي المعروف أمين معلوف، والدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية، والدكتور جابر عصفور رئيس المجلس الأعلى للثقافة في مصر، والأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية، والأستاذ طلال سلمان مؤسس جريدة السفير اللبنانية، والأستاذ جهاد الخازن من أبرز كتاب صحيفة «الحياة» التي تصدر في لندن، وهي مشاركة تعزز الطابع الفكري والثقافي للمعرض، كما انه من المعروف أن كلا من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، والنادي الثقافي، وجامعة السلطان قابوس، ووزارة الثقافة والتراث، على سبيل المثال، سيكون لها إصداراتها الجديدة ، وفعالياتها الثقافية، كما أن صحار هي ضيفة الشرف في معرض هذا العام، وهو ما يضفي على المعرض طابعه الخاص والمميز أيضا.