أعمدة

توعويات: نحو مجلس بلدي فعال

22 فبراير 2017
22 فبراير 2017

حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

انتهت مرحلة انتخابات أعضاء المجلس البلدي، ومن ثم أعقبها مرحلة تشكيل المجالس البلدية في مختلف الولايات، وباتت الآمال والأماني الخاصة باحتياجات المجتمع المحلي موضوعة في عمل هذه المجالس، إلا أننا وفي استطلاع مبسط مع عينة من أفراد المجتمع وجدنا أن البعض لديه بعض الانطباعات السلبية عن عمل المجلس البلدي، بل البعض يقول إن دورهم وتواجدهم يكون فقط عند عملية الانتخابات، وبعد تلك المرحلة تجد اختفاء تام لبعض تلك الأسماء، ولذلك فإن المسؤولية الإعلامية والاجتماعية تفرض علينا أن نكون جسر العبور بين المجتمع المحلي والمجلس البلدي، وأن نعمل على إزالة تلك الغمامة السوداء التي تحيط بأفكار بعض أفراد الوسط الاجتماعي، لذلك يجب أن يعلم كل فرد أن أعضاء المجلس البلدي، ليسوا جهات مشرعة ولا مؤسسة بيدها الحل السحري لكثير من الظواهر والقضايا التي تعيق الحياة العامة في المجتمع، كذلك يجب على الجميع أن يعي للمهام التي يختص بها عضو المجلس البلدي، ومنها أنه ليس من مهام العضو أن يوعد الأفراد بتوظيف أبنائهم، ولا في تحمل دفع فواتير الماء والكهرباء، لذلك عند زيارتك لمكتب بعض هؤلاء الأعضاء، ستجد كثير من الأفراد وقد تقدم برسائل تحتوي على مطالب شخصية، فهل هكذا تكون أعمال ووظائف المجالس البلدية، بعض ملاحظات أفراد المجتمع ربما يغلبها في بعضها الصواب فيما يخص غياب صوت المجلس البلدي من بعض القضايا، وخصوصًا التي يتناولها الإعلامي المحلي وشبكات التواصل الاجتماعي، ولي تجارب شخصية على مستوى الولاية عندما طرحت بعض المواضيع التي تخص ملاحظات واحتياجات المجتمع المتعلقة بالتنظيم البلدي، حيث أبدا الجمهور استغرابهم من عدم ظهور أي تعليق أو رؤية فيما تم طرحه من قبل أي عضو بالمجلس البلدي .

أما فيما يخص رسالتنا للأعضاء بالمجلس البلدي، فإننا من الوهلة الأولى كنا معكم، من خلال بث الوعي حول أهمية المشاركة المجتمعية في انتخابات المجالس البلدية، ونذكر المجتمع بأن مهامكم تتمحور حول تقديم الآراء والتوصيات بشأن تطوير النظم والخدمات البلدية، واقتراح المشروعات الخدمية كالأسواق والمدارس ..الخ، وكذلك دراسة القضايا الاجتماعية والظواهر السلبية، والتواصل مع المجتمع المحلي ومؤسسات القطاع الخاص لأجل خدمة وتطوير المجتمع، واقتراح البرامج الكفيلة بمساعدة ذوي الدخل المحدود، وإبداء التوصيات المتعلقة بالصحة العامة، كل ذلك يتم بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المختلفة.

ومع تلك المهام السابق ذكرها، فإننا نضع بعض المقترحات حول تفعيل دور المجلس البلدي، من خلال تخصيص لجنة إعلامية في الولاية تبث جميع أخبار المجلس البلدي، وتعمل على توعية المجتمع المحلي بكل ما هو جديد، وإن وجدت في الوقت الراهن اللجنة الإعلامية، إلا أنها غير فعالة بصورة واضحة، مع التأكيد ألا يكون النشر فقط للمناسبات والفعاليات التي يقوم برعايتها كل عضو، كما نقترح بأن يتم تشكيل لجنة الحوار المجتمعي، من خلال اختيار عضو واحد ممثل لكل منطقة من مناطق الولاية، يقوم المجلس البلدي بالاجتماع معهم بشكل ربع سنوي أو نصف سنوي، يتم من خلاله مناقشة مختلف القضايا وطرح الأفكار التي تخدم المجتمع، كذلك نتمنى تفعيل وتعزيز الدراسات والبحوث التي يقوم بها بعض الباحثين لبعض قضايا المجتمع، ومن ثم مناقشتها ووضع الحلول المناسبة لها بطرق علمية مدروسة، وواقعيا فإن الرؤى والأفكار التي يقدمها المجلس البلدي لا تخدم هذه المرحلة فقط، وإنما هي مستمرة بإذن الله لخدمة الأجيال المتعاقبة على المجتمع في قادم الوقت، لذا يجب أن يكون هناك تعاون بناء بين المجتمع والمجلس البلدي والمؤسسات الموجودة في أحضان هذا الوطن العزيز.