fatma
fatma
أعمدة

رأيها: تحت السيطرة

22 فبراير 2017
22 فبراير 2017

فاطمة الاسماعيلية -

في صفحات الحياة العديد من الدروس والمواقف والقصص، بعضها مؤلم ونستخلص منها الكثير من العِبر، وقصص المدمنين كثيرة، وعندما يصل المدمن لمفترق الطريق يجد أمامه اتجاهين إما الشوك أو الورد، وهنا يكون بيده قرار الاختيار، هناك من يتعثر كلما حاول النهوض حتى يصل إلى الهاوية، والبعض الآخر يستقيم وينهض مُشمرا عن ساعده يدفن الماضي وينفض من يديه غبار الإحباط ويحاول أن يتناسى تفاصيل الأمس المُظلم، ويكمل المسير تاركا الإدمان بكل عزم، منزلق الإدمان يثقل كاهل الوطن والأسرة، وأعداد المدمنين بالمجتمع باتت مخيفة ومؤلمة.

عندما يقع الإنسان في تجربة مريرة مثل الإدمان- والتي تبدأ عادة من باب التجربة والفضول السلبي- وقد تكون بدايتها بتجربة أول سيجارة طائشة أو (بريئة) كما يعتقد- قد تتعمق التجارب مع الوقت ومع تشجيع الأقران على أنه أمر سهل وممتع وأنه السبيل ليرتاح من الهموم ومن مشاكل الحياة الكثيرة، والحياة الأسرية المفككة وغير المستقرة تزيد الأمور سوءا، حتى يصل الشخص لمرحلة الإدمان متوهما أن الأمور (تحت السيطرة) بينما الأمور في الواقع تسير نحو منحدر خطير وتكون خارج السيطرة تماما، هنا تتخبط وتتوسع دائرة أصحاب السوء، ويستمر بالدوران في الحلقة المفرغة نفسها وفي دوامة تجذبه لحفرة مظلمة وعميقة إذا لم يجد المساعدة الحقيقية والجادة.

ويبقى حبل الأمل ممدودا لمن يرغب في تغيير حياته نحو حياة أجمل بعيدا عن الإدمان، لكن ما يثير القلق أنه عندما يعتزم المدمن التغيير قد تنتكس حالته لعدم وجود إرادة حقيقية، ولأن هناك من يساعده على إيجاد تلك السموم كلما ضعف بدلا من تشجيعه على الإقلاع، لأن بعض الضمائر بارعة في ارتداء الأقنعة ولا يهمها سوى مصلحتها.

الأهم أن يعرف المدمن عندما يقرر أن يقلع عن هذه الآفة أنه مريض وبحاجة لعلاج حقيقي ومساعدة من الجهات المختصة، ويجب أن يبحث عن الأشخاص الإيجابيين ويحاول إشغال نفسه بكل ما هو مفيد، ولا يوجد أحد سيساعده أكثر من نفسه، فيجب أن يتمتع بالإرادة لينتصر على نفسه أولا حتى لا تصبح الأمور خارج السيطرة.