omair-2
omair-2
أعمدة

التنمر المدرسي والتربية العسكرية .. !

21 فبراير 2017
21 فبراير 2017

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

لقد أدت ثورة الانفجار المعرفي والتقني إلى تطوير القطاعات التعليمية بصورة شاملة في السلطنة إلا أنها سرعان ما واجهت فجوات واسعة بين أولياء الأمور وأبنائهم الطلبة من ناحية وبين المؤسسات المدنية والمدارس التعليمية من ناحية أخرى الأمر الذي انعكس سلبا على سلوكيات الطلبة وفي ذات الوقت مهدت لظهور وتصاعد العديد من الظواهر السلبية .. كتصاعد ظاهرة التنمر المدرسي وهو عبارة عن أفعال سلبية متعمدة من فرد أو مجموعة من الطلبة تلحق الأذى بزملائهم عن طريق الابتزاز والترويع والتهديد وتسبب لهم آثارا نفسية وجسدية بل حتى تمنعهم من الذهاب إلى المدارس خوفا من هؤلاء المتنمرين الذين تسببوا في انتشار العديد من الظواهر السلبية كاستعمال المخدرات والتدخين وإدمان الكحول والألعاب الإلكترونية والهروب من الحصص والعبث بالممتلكات العامة والغش والاعتداء على الآخرين وإظهار عدم الاحترام والسلوك العدواني أمام المعلمين وقد تسببت هذه الظواهر في تخريب أخلاق العديد من الطلبة وتدمير مستقبلهم، حيث تم تسجيل الكثير من الحالات في مراكز الشرطة والأرقام المسجلة بجنح الأحداث مقلقة.. إن عدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم في المدارس وغياب مجالس الآباء وضعف العلاقات الأسرية والاتكال على المعلمين والمدارس في كل شيء وانشغال المرأة عن بيتها وضعف خبرة الطالب في الحياة.. كل هذه العوامل ساهمت في تزايد مشاكل الطلبة على الرغم من الجهود التي قامت بها وزارة التربية والتعليم لخلق أرضية مشتركة بين كافة الأطراف المعنية في هذا الجانب وآخرها قيامها بتأسيس البوابة التعليمية لتسهيل عملية التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة لمعرفة مستويات أبنائهم التعليمية عبر شبكات الإنترنت وهي عملية سهلة جدا لن تكلف نصف ساعة ومع هذا لم يستجب إلا قلة قليلة أما الآخرون فقد استكثروا هذه الدقائق على أبنائهم بيد أنهم مستعدون ليقضوا ساعات طويلة في التواصل مع أصحابهم عبر شبكات الإنترنت .. إنها حقا مصيبة اجتماعية إن لم يتم السيطرة عليها فإنها ستنذر بأجيال مهمشة غير قادرة على خدمة وطنهم في المستقبل.

لا شك أن بعض الجهات الرسمية والخاصة قامت بدور فعال للحيلولة دون تفاقم هذه الظواهر بينما كل هذه الجهود لم تحظ بنتائج مرجوة نظرا لعدم وجود آليات ميدانية ملزمة تقوم بتوجبه وإرشاد الطلبة مباشرة؛ لذا فإن الحل الذي من الممكن أن يعزز جهود الجهات المعنية هو تطبيق مادة التربية العسكرية في المدارس، وبات وجودها ضروريا لا مرية فيه، وذلك باعتبارها خطوة مهمة جدا في التأثير الإيجابي على سلوكيات الطلبة وتأهيلهم بدنيا ونفسيا ليكونوا درعا واقيا وحصينا للوطن ولأنفسهم، كما ستعزز فيهم الالتزام بالمسؤولية وستمنحهم مستقبلا الأسبقية للحصول على شرف الخدمة العسكرية.