الأولى

رأي عمان : باتجاه النموذج المحتذى

21 فبراير 2017
21 فبراير 2017

تحمل الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى السلطنة استجابة للدعوة الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، العديد من المعاني والدلالات العميقة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة ووشائج القربي بين البلدين الشقيقين، وتؤكد هذه الزيارة على ما هو قائم ومعروف من كافة أشكال التعاون المثمر والفاعل بين البلدين في كافة المجالات الإنسانية والحيوية.

وقد جاء طابع الاستقبال والترحيب الرسمي لسمو أمير الكويت، مصحوبا بالحفاوة والاستقبال على المستوى الشعبي ليعكس المكانة العزيزة لشعب الكويت الشقيق لدى الشعب العماني، كذلك التأكيد على الأواصر التي تربط بين الشعبين والتي ترعاها حكمة واهتماماً ونماءً قيادتا البلدين جلالة السلطان المعظم وضيف البلاد العزيز الشيخ الصباح.

ويظهر العدد الكبير من المشاركين في الاستقبال وفي مقدمتهم عاهل البلاد المفدى، ومن ثم كبار المسؤولين العمانيين، والمواطنين والمواطنات، حجم التقدير الذي تحظى به قيادة الكويت وشعبها لدى أهل عمان قيادة وشعباً، وهو ما ظل راسخا على مدى التاريخ، فطالما كانت العلاقات بين السلطنة والكويت نموذجاً يحتذى به على المستويين الرسمي والشعبي، تتجاوز مجرد الأخوة إلى ما لا يمكن التعبير عنه أو وصفه بمفردات اللغة والبيان.

كذلك فإن حجم الوفد الرسمي المصاحب لأمير الكويت يعكس مدى الاهتمام والتلاقي والرغبة في بناء المزيد من جسور التواصل المثمر والتعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي وفي كافة القطاعات للدولة، بما يصب في تنمية المصالح المشتركة.

وقد جاءت مشاركة الفرق التقليدية العمانية وما لا يقل عن 3 آلاف مواطن ومواطنة في مراسم الاستقبال الشعبي، لتلخص ما لا يمكن إيجازه من المشاعر الجياشة، فالمشاهد وحدها تعبر عن نفسها وترسم صوراً متعددة من التعابير التي تحمل مزيداً من رغبة البلدين في تعزيز التعاون الأخوي ليشمل أوسع مما هو راهن، فيما يؤدي إلى مضاعفة ثمرة التعاون في مختلف المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين العماني والكويتي الشقيقين.

إن حجم العلاقات الطيبة بين البلدين وفي إطار حرص القيادتين على تقوية هذه الوشائج وتعزيزها بما يواكب العصر والمتطلبات في كل مرحلة، كل ذلك يضع مصالح الأخوة مرتكزا ويصبّ في صالح البلدين والمنطقة كافة من حيث تحقيق السلام والأمن واستشراف آفاق الغد الإيجابي للأجيال الصاعدة، خاصة شرائح الشباب التي يعول عليها كثيرا في مسيرة البناء والتنمية والتطلعات.

كما أن المباحثات والمشاورات ذات الطابع الأخوي بين جلالة السلطان وأمير الكويت - حفظهما الله ورعاهما - تتسم بالعمق والصراحة والوضوح والسعي الحثيث إلى مناقشة القضايا الإقليمية والعربية والدولية، بما يترجم بإرادة القيادتين ودورهما ومكانتهما، إلى خطى ملموسة في دفع السلام والأمن الإقليمي، مع إيمان البلدين بالحوار البنّاء والطرق السلمية لحل كافة القضايا ويقينهما بعدم التدخل في شؤون الآخرين، ومع الوضع في الاعتبار في مقدمة ذلك سعادة شعبي السلطنة والكويت ودفع العلاقات للأفق الأرحب.

خلاصة فإن هذه الزيارة تعني الكثير بالنسبة للبلدين، قيادة وشعبا، وهي تاج فيما هو متوج من عرى الأخوة في إطار دائرة الأشقاء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي خصوصية العلاقة المتينة بين شعبين محبين لبعضهما ويعملان معا بكل الأحاسيس والمشاعر الصادقة لمزيد من دفق المحبة والسلام والعلاقات في كافة المجالات بما يحقق النموذج المحتذى.