مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية

في إطار ما يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - من رعاية كبيرة ومتواصلة بالتراث العماني، المادي وغير المادي أيضا، ليس فقط للحفاظ عليه، وترميم ما يحتاج إلى ترميم من قلاع وحصون ومخطوطات ووثائق وغيرها، ولكن أيضا للتعريف بها، على مختلف المستويات، محلية وعربية ودولية، تحظى الحرف التقليدية العمانية باهتمام كبير، باعتبارها جزءا أصيلا من التراث العماني من ناحية، وبحكم أنها كانت مجالا لعمل وإبداع الكثيرين من المواطنين على امتداد قرون عديدة، ولا تزال كذلك حتى الآن من ناحية ثانية.

جدير بالذكر أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وفي إطار دورها الحيوي في هذا المجال، قامت بعملية مسح وتسجيل للحرف والصناعات الحرفية في السلطنة، إلى جانب تطوير مراكز الصناعات الحرفية، وتحديث معداتها، وتنظيم دورات تدريبية للحرفيين العمانيين، من أجل نقل الخبرات إلى الأجيال المتتابعة من ناحية، والعمل على تطوير هذه الصناعات الحرفية، مع الحفاظ على طابعها العماني المميز لها من ناحية ثانية، وهو ما نجح في الواقع في اجتذاب مزيد من الشباب للعمل في هذا المجال، الذي تحول بالفعل إلى واحد من مجالات العمل والدخل لأعداد متزايدة من المواطنين، وإلى أحد عناصر تنشيط السياحة، عبر تقديم هذه المنتجات الحرفية بشكل يليق بأهميتها التاريخية والتراثية، وفي مختلف المواقع السياحية في السلطنة أيضا.

وإلى جانب إنشاء كلية الأجيال، لتخريج كوادر عمانية متخصصة في مجال الصناعات الحرفية، تنظم الهيئة العامة للصناعات الحرفية مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية، وهي مسابقة تتم كل عامين، ويجري الآن الإعداد لإعلان تفاصيل دورتها الخامسة ( 2017 – 2018 )، وهو ما بحثته اللجنة الرئيسية للمسابقة برئاسة معالي الشيخة عائشة بنت خلفان السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية في الأيام الأخيرة. ومما له دلالة كبيرة في هذا المجال أن الدورات السابقة للمسابقة، التي انطلقت عام 2004 بشكل سنوي، وتشرفت بحمل اسم المقام السامي عام 2009، وأصبحت تعقد كل عامين اعتبارا من عام 2011، تنافس في دوراتها السابقة 7535 حرفيا وحرفية، ويتزايد عدد المتنافسين باستمرار، خاصة مع إتاحة مجالات جديدة للتنافس والإبداع أمام الحرفيين العمانيين. ومن ثم فإن الدورة الخامسة لمسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية، التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا، ستكون إضافة على صعيد تشجيع التنافسية والإبداع بين الحرفيين العمانيين. ومما له دلالة أيضا أنه تم أمس تكريم الفائزين في مسابقة « حرفتي « التي تم تنظيمها خلال الفترة من 17 سبتمبر حتى 4 ديسمبر الماضي بالتعاون بين هيئة تقنية المعلومات والهيئة العامة للصناعات الحرفية وشركة تنمية نفط عمان وذلك لتطوير تسويق المنتجات الحرفية رقميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات البيع الإلكترونية، وبذلك تجمع الصناعات الحرفية بين الطابع التراثي الأصيل والتسويق الرقمي في أحدث صوره.