salem
salem
أعمدة

نوافـذ :زيارة الأمير.. دلالات ومعانٍ

20 فبراير 2017
20 فبراير 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

تحمل زيارة سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت للسلطنة التي بدأت أمس، عديد المعاني والدلالات، لتؤكد أولاً على عمق الترابط التاريخي بين البلدين، وثانياً تؤكد أن مسيرة مجلس التعاون ماضية في طريقها دون توقف وأن هذا المجلس به من الأقطاب التي تتمتع بالحكمة والبصيرة، وإن عصفت عاديات الزمن بمن حوله ليبقى منارة يهتدي بها الجميع إلى بر الأمان.

الزيارة التاريخية لها أكثر من معنى ودلالة في التوقيت، فهي تأتي بعد زيارة الرئيس الإيراني وفي ظروف تحيط بالمنطقة الكثير من التحديات الكبيرة أمنياً واقتصادياً، كما أنها تعبر عن حرص كويتي كبير في الاطمئنان عن قرب على صحة المقام السامي حفظه الله.

فالسلطنة والكويت تربطهما العلاقات الوطيدة والوثيقة والوشائج والقربى، وظلت الكويت وفية لعمان على امتداد تاريخها، وكذلك دافعت عمان عن مواقف الكويت في العديد من المحافل والميادين، إيماناً منها أن الرؤية الحكيمة تستحق أن تثبت للآخرين وأن تعطى الفرصة لتنجح، وأن المبادئ لا تجزأ طالما أنها تنشد خيرا للأمة.

فعمان والكويت يربطهما البحر منذ مطلع القرن الماضي، حيث عرف عن الكويتيين بأنهم ربابنته وأسوده، وتجارة وجنوده، وعرف عن العمانيين ثبات مواقفهم العسكرية التي دحرت الغزاة والطغاة، ليس عن حدود عمان فقط، بل عن حدود الكويت والخليج الذي طهروه في زمن اليعاربة، فهم يشتركون معاً في عشق البحر الذي زود البلدين بالخبرات وساهم في انفتاح الدولتين على العالم.

لذلك فالقواسم بين البلدين متعددة ومتنوعة ومشتركة، فمن كان يجمعهم البحر بالأمس، تجمعهم المودة اليوم والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تخدم أبناء البلدين.

الكويت كان لها دور مهم وكبير في إنشاء منظومة مجلس التعاون وكان لساستها وشعبها الرؤية المصيرية، التي ربطوا فيها مستقبلهم بمستقبل شعوب دول المجلس، وساهمت الكويت والسلطنة في تماسك هذا الكيان طيلة سنواته الثلاثين ونيف، رغم الظروف القاسية التي مرت بها المنطقة بدءاً من الحرب العراقية - الإيرانية على تخوم المجلس شمالاً، وغزو العراق للكويت الذي أوجد صدعاً في تاريخ الأمة ما زالت جراحه إلى اليوم،

ثم غزو الغرب للعراق الذي أطاح بالبوابة الشرقية للوطن العربي وأدمى قلب كل عربي، وما زال الجرح العراقي ينزف وتنزف معها كل الدماء العربية، والحال

اليوم يتكرر في سوريا واليمن وليبيا.

وكان لدور البلدين وما زال الأثر الواضح في تقريب الأسرة الخليجية فكانت عمان والكويت دائماً قريبتين من أشقائهم في دول المجلس والوطن العربي وكانت لمبادرات الزعيمين الأثر الأكبر في أبقاء البيت الخليجي متوحداً ومتحداً ضد كل الصعوبات.

ولأن الزعيمين يتقاربان في الفكر السياسي ويتفقان على أهمية أن الحوار أفضل الطرق لحل الخلافات في المنطقة بين الأشقاء وكذلك مع العالم الخارجي، فقد تقاربت السياسة العمانية والكويتية خلال السنوات الـ ١٦ الماضية في النظرة تجاه عديد من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية.

ومن هذا المنطلق فإن الزعيمين سيبحثان الملف الإيراني وضرورة إيجاد مخرج لعلاقات أفضل على شاطئ الخليج وملفات اليمن وسوريا وليبيا، وأهمية تفعيل الملف الاقتصادي بين البلدين وبين دول المجلس وكذلك بحث الرؤية الأمنية والعسكرية ودعم الاستثمار وتقليل آثار تراجع عائدات النفط.