أفكار وآراء

رائد أعمال ينتظر الموافقة

18 فبراير 2017
18 فبراير 2017

سالم بن سيف العبدلي/ كاتب ومحلل اقتصادي -

جهود تبذل من هنا وهناك وأخبار نسمعها ونتابعها يوميا من خلال وسائل الإعلام المختلفة ولقاءات مع مسؤولين تظهر بالأرقام ان هناك إنجازات كثيرة تحققت بعد ندوة سيح الشامخات والتي صدرت عنها قرارات هامة جلها يركز على تنمية ريادة الأعمال وعلى تشجيع الشباب على الانخراط في العمل الحر.

إلا أننا عندما نلتقي بالعديد من الشباب نسمع منهم قصصا عن معاناتهم والتي تستمر لسنوات فإننا نندهش ونسأل أنفسنا ونقول «ما هي الأسباب»؟ هؤلاء شباب البعض منهم أنهى دراسته الجامعية وبعضهم اكتفى بالشهادة العامة ويبحث عن عمل ولم يجده والبعض منهم لديه الرغبة الأكيدة في العمل الحر وريادة الأعمال.

جهات متعددة مسؤولة عن تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم المالي والفني للشباب الراغب في امتهان العمل الحر وريادة الأعمال، فيتشجع البعض منهم على تقديم طلبه للجهات المعنية حسب النظام لعل وعسى يجد من يسانده ويوافق على إقامة مشروعه الخاص، ومن هنا تبدأ المعاناة.

واليوم أسرد نموذجا لكم قصة شاب عانى كثيرا وطرق كل الأبواب حتى البث المباشر لجأ إليه وهو يقول عن نفسه إنه (رائد أعمال على الورق) لعل موضوعه يصل إلى من يهمه الأمر، معاناته بدأت منذ أكثر من أربع سنوات وسوف أنقل ما جاء في رسالته التي أرسلها لنا والتي تتحدث عن مشروعه الطموح ومعاناته والتي لم تنته حتى كتابة هذه الأسطر، يقول:

«أنا شاب عماني لدي حلم وطموح وهدف، وهو الاستثمار والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي وتنفيذ مشروع زراعي لإنتاج الخضار، أو سمها إن شئت (مشروع حاضنة للزراعة المتكاملة) وهذه قصتي .....!!؟

نبذه عن المشروع: -

لقد تقدمت في عام 2013م بدراسة جدوى اقتصادية لإنشاء مشروع في المجال الزراعي والذي يهدف لزراعة أنواع من الخضار في البيوت المحمية وعلى الحقول المكشوفة المسماة بالزراعة الخارجة مثل:-

الخيار والطماطم المتسلق والفلفل الرومي والباميا والملفوف والخس وأنواع أخرى ....

وأيضا الاستزراع السمكي، ويتم الري بأفضل التقنيات الحديثة المعمول بها بالسلطنة، بالنظام الري الحديث، حيث يقلل من استهلاك المياه ويوفر حوالي 80% من الري التقليدي (الري بالغمر) ويسترشد بنتائج وأبحاث بتنسيق مع مراكز البحوث والتنمية الزراعية والسمكية، ووزارة الزرعة والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وربط المهتمين بالزراعة المتكاملة من رواد الأعمال بنماذج تطبيقية (مشروع الحاضنات) بحيث يسهل عليهم الاطلاع والتدريب والتعرف على نتائج علمية على أرض الواقع وتكوين نماذج يمكن تطبيقها على نطاق أوسع ومدروس على كل المزارع القديمة والحديثة بسهل الباطنة وعلى كل محافظات السلطنة.

كما سيوفر فرص عمل لمواطنين آخرين، وسيسهم في تشجيع الموطنين الذين سلموا مزارعهم للوافدين، ويديرونها بأنفسهم وتكون تحت إشراف أيد عمانية، وبهذا سنسهم في محاربة التجارة المستترة في المجال الزراعي وبسياسة الترغيب بإدارة مزارعهم والعودة والإشراف عليها، وهذا سيفتح فرص عمل لهم ولمواطنين آخرين.

الأهداف: -

توفير منتجات عالية الجودة ومنافسة من حيث الأسعار.

المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي.

إيجاد فرص عمل لمواطنين آخرين.

دعم المبادرات الزراعية لرواد الأعمال.

تقديم برامج تدريبية مكثفة والاستشارات ومتابعة تطوير المزارعين بتعاون مع الوزارات المعنية بالاقتصاد.

نشر وغرس مفهوم الريادة لدى المجتمع عامة والشباب بشكل خاص.

إيجاد منافذ لتسويق المنتجات الزراعية لدى الشباب.

إحلال الشباب العماني بدل الوافد في إدارة المشاريع الزراعية.

إعادة خصوبة التربة للزراعة من خلال الزراعة العضوية.

إحداث نقلة نوعية وكمية في الإنتاج الزراعية المتكاملة بما يسهم في الأمن الغذائي.

إدخال الزراعة العضوية والري الحديث لتحقيق الزراعة المتكاملة والمستدامة.

ومنذ 2013م وحتى الآن 2017م وأنا أتردد إلى الوزارة المعنية بتنفيذ المشروع.

علما بآن جميع الجهات وبعد معاناة وافقت مبدئيا على إقامة المشروع، وقد أعطيت أرضا بحق انتفاع، عدا وزارة واحدة امتنعت عن السماح لي بحفر البئر، ولأسباب أرى أنها ليست صحيحة ولا مقنعة، وأنا متفرغ لهذا المشروع وتنطبق علي الشروط والقوانين ..!!؟ انتهت رسالة الشاب ....

هناك العديد من القصص نسمعها من هذا النوع ولا نعرف أين يكمن الخطأ؟ ففيما يخص حفر البئر فإن صاحب الطلب أبدى استعداده لتركيب عداد في مزرعته لتقنين استخدام المياه ورغم ذلك لم يحصل على الموافقة.