كلمة عمان

تحركات مؤثرة على مستويات عديدة

17 فبراير 2017
17 فبراير 2017

بالرغم مما هو معروف على نطاق واسع خليجيا وإقليميا ودوليا، فيما يتصل بجهود وإسهام السلطنة، في كل ما يمكن أن يساعد في تهيئة مناخ أفضل للسلام والأمن والاستقرار، وحل أية خلافات بالطرق السلمية، وعبر الحوار والتفاهم والتوافق بين الأطراف المعنية، خليجيا وإقليميا ودوليا، فإن التحركات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية قد سلطت الضوء مرة أخرى دون ترتيب ليس فقط على الصورة الطيبة للسلطنة، وللدور الإيجابي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – خليجيا وعربيا ودوليا، كقائد للسلام، ولكن أيضا على إدراك مختلف الأطراف الخليجية والإقليمية والدولية، لأهمية وحيوية ما يمكن أن تسهم به السلطنة لصالح دول وشعوب المنطقة، في الحاضر والمستقبل، ومع أن ذلك ليس جديدا غير أن التوقف أمامه يكتسب أهميته من طبيعة الظروف التي تمر بها المنطقة الآن، وكذلك من توفر الرغبة الحقيقية من جانب كل الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة للالتقاء والتوافق على سبل وأسس تجاوز الخلافات التي جرت، والتمهيد لبناء علاقات أفضل، تحتاجها كل دول وشعوب المنطقة، وتدرك أسسها وعناصرها الضرورية مختلف الحكومات والقيادات في دول الخليج، حيث لا خلاف في أهمية وضرورة الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعاون الصادق لبناء حياة أفضل لكل دول وشعوب المنطقة.

وفي هذا الإطار فإنه في الوقت الذي مثلت فيه زيارة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسلطنة ومحادثاته مع جلالة السلطان المعظم – أعزه الله - تحركا على جانب كبير من الأهمية والدلالة، على صعيد العلاقات الثنائية بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة، وعلى صعيد السعي للخروج بمنطقة الخليج من الحالة الراهنة التي لا تخدم أحدا، بقدر من تباعد بين شعوبها التي يجمع بينها الكثير من الوشائج وعوامل التقارب والمصالح الحقيقية أيضا فإن زيارة معالي انطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة للسلطنة الذي استقبله نيابة عن جلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه - صاحب السمو السيد فهد بن محمود نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء لمعاليه تعبر عن عمق تقدير المنظمة الدولية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، ولجهود ومساعي جلالته الدؤوبة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وتشجيع حل الخلافات بالطرق السلمية، ودعم جهود الأمم المتحدة أيضا للقيام بدورها ومهامها لزيادة التعاون بين دول وشعوب العالم في مختلف المجالات، وقد أشار جوتيريس إلى ذلك على نحو عميق المعنى والدلالة.

من جانب آخر فإن ما أعربت عنه الجمهورية الفرنسية الصديقة من شكر لجلالة السلطان المعظم، وتثمين لجهود حكومة جلالته – أعزه الله – فيما يتصل بدعم وتعاون السلطنة في نقل رعايا فرنسيين من الجمهورية اليمنية إلى بلادهم، يشير أيضا إلى تعدد وتنوع واتساع الإسهام العماني الإيجابي والمتواصل في كل ما يمكن أن يعود بالخير على شعوب ودول المنطقة والعالم من حولها أيضا، وأنها لا تدخر وسعا في هذا المجال السياسي والدبلوماسي والإنساني أيضا.