Untitled-1
Untitled-1
العرب والعالم

أمريكا تلوح بحل الدولة الواحدة وغضب فلسطيني على موقفها

15 فبراير 2017
15 فبراير 2017

غوتيريش: ينبغي الحفاظ على حل الدولتين -

عواصم - عمان -نظير فالح- (أ ف ب) -

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش أمس في القاهرة انه «ينبغي عمل كل شيء» للحفاظ على حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين غداة إعلان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية عدم التمسك بهذا الحل.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في أعقاب اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال الأمين العام للأمم المتحدة «ينبغي عمل كل شيء للحفاظ على هذه الإمكانية» ، وأكد انه «كان هناك اتفاق كامل» بأن التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل تحتاج الى «حل الدولتين».

وقد رد الفلسطينيون بحدة أمس على موقف البيت الأبيض المتعارض مع التزامات الإدارات الأمريكية المتعاقبة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي اثر إعلانه أنه لم يعد متمسكا بحل الدولتين قبل لقاء بين دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو.

وبعد ان شكل هذا الحل على مدى عقود مرجعية لكل مفاوضات السلام وللمجتمع الدولي في مساعي تحقيق السلام في الشرق الأوسط، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الإدارة الأمريكية لن تسعى بعد اليوم الى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أيا يكن.

وقال المسؤول الأمريكي «ان حلا على أساس الدولتين لا يجلب السلام ليس هدفاً يريد أي كان أن يسعى إلى تحقيقه»، مضيفا ان «السلام هو الهدف، سواء أتى عن طريق حل الدولتين، إذا كان هذا ما يريده الطرفان، أو عن طريق حل آخر إذا كان هذا ما يريدانه» ، وتابع «الأمر عائد إليهما، لن نملي ما ستكون عليه شروط السلام».

وردا على هذا الموقف، أعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أمس أن «هذه ليست سياسة مسؤولة ولا تخدم قضية السلام» ، وأضافت عشراوي متحدثة لوكالة فرانس برس أن الإدارة الأمريكية الجديدة «تسعى إلى إرضاء ائتلاف نتانياهو الحكومي المتطرف».

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان «إذا ما صدقت التسريبات الصحفية التي نسبت إلى (مصدر مسؤول) في البيت الأبيض، بتراجع إدارة ترامب عن تبني حل الدولتين، فهذا يعني نجاحا أولاً وفورياً لنتانياهو حتى قبل بدء المشاورات مع الرئيس الأمريكي وحاشيته، ما من شأنه أن يعزز وضع نتانياهو في تلك المحادثات».

من جهة قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن حكومة الاحتلال تسعى لدفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967، من خلال جملة من الاجراءات والسياسات المتمثلة بتوسيع المستوطنات وسرقة الأرض والموارد والمياه.

وأضاف عريقات خلال مؤتمر صحفي عقده أمس ، بمحافظة أريحا، أن البديل الوحيد لخيار الدولتين، يتمثل في دولة ديمقراطية واحدة، وحقوق متساوية للجميع، مؤكدا أن الطرف الاسرائيلي غير مستعد لتطبيق خيار الدولتين، من خلال محاولتها فرض واقع الدولة الواحدة « نظام الابارتهايد».

وقال عريقات: «كمنظمة تحرير ودولة فلسطين، خيارنا حل الدولتين على حدود عام 67 وقدمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة، وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كان مطلوب منا أن نعترف بدولة اسرائيل على حدود 1967 من مساحة 78% من فلسطين التاريخية، وقمنا بذلك، الآن 6 ملايين فلسطيني يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية، و6 ملايين في المنافي ومخيمات اللجوء».

وأضاف عريقات: «رغم ذلك ما زلنا نتمسك بخيار حل الدولتين وبالمسار السلمي والقانون الدولي، ونقول لجميع من يريد دفن خيار حل الدولتين أو من يريد مساعدة الحكومة الاسرائيلية في دفن خيار حل الدولتين، البديل لن يكون الدولة بنظامين».

وتابع: «بالأمس طالبنا من دول الاتحاد الأوروبي والدول التي لم تعترف بدولة فلسطين، القيام بذلك فورا، وطالبنا من بريطانيا بحكم مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والسياسية والظلم التاريخي الذي الحقه وعد بلفور بالشعب الفلسطيني تصحيح هذا الخطأ، والاعتراف بالشعب الفلسطيني ودولة على حدود 67 لتعيش بأمن وسلام على حدود 67».

من جهته اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، قيام حكومة الاحتلال بشرعنة بؤرة استيطانية جديدة بموجب قانون « شرعنة الاستيطان»، محاولة لفرض أمر واقع على الأرض، وتغير قواعد العملية السياسية التي كانت قائمة، والانقلاب على عملية السلام .

وقال مجدلاني في حديث إذاعي ، أمس ، إن حكومة الاحتلال ماضية في تحدي المجتمع الدولي، والمضي في مشروعها الاستيطاني، في سباق مع الزمن تحاول خلاله فرض أمر واقع، وتغيير الطابع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية.

وأضاف أن حكومة الاحتلال ترى الفرصة مناسبة للاستمرار بالاستيطان في ظل وجود ادارة امريكية لا ترى الاستيطان عقبة في طريق السلام.

من جهته اعتبر فوزي برهوم الناطق باسم حماس ان الموقف الأمريكي «تأكيد على أن ما يسمى بعملية السلام هو وهم إنه تأكيد على أن الدور الأمريكي هو دور مخادع هدفه تثبيت أركان الكيان الصهيوني مع طمس كل حقوق الشعب الفلسطيني أو تصفية كل حقوق الشعب الفلسطيني وهذا يحتاج الى إعادة تقييم كل المسار السياسي للقضية الفلسطينية والشروع في اعتماد استراتيجية وطنية فلسطينية ترتكز على برنامج المقاومة من أجل استعادة حقوق شعبنا المسلوبة».

وحل الدولتين، أي إسرائيل وفلسطين، «تعيشان جنبا الى جنب بأمن وسلام» هو ركيزة التسوية السلمية في الشرق الأوسط التي سعى للتوصل إليها كل الرؤساء الأمريكيين، ديمقراطيون وجمهوريون، على امتداد ربع قرن ونيف.

أبدى ترامب في مواقفه خلال حملته الانتخابية انحيازا لإسرائيل مع تأكيده أنه في حال انتخابه سيعمل على التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وسيتعين على نتانياهو الذي رأى في فوز «صديقه» ترامب فرصة «رائعة» بالنسبة لإسرائيل، أن يتحقق من مدى استعداده فعليا لتنفيذ وعوده في حين لا تزال سياسته الشرق أوسطية غير واضحة.

ورغم ضغوط اليمين المتطرف في حكومته اليمينية والمؤيد لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بدون اتفاق سلام، كان نتانياهو يعتزم أن يخبر ترامب بأنه لا يزال متمسكا بحل الدولتين.

وقال مستشاره الدبلوماسي مايكل اورين قبل التوجه إلى واشنطن انه «سيعرض حل الدولتين كرؤية ويعد في الانتظار اتفاقات انتقالية تجد قبولا لدى الفلسطينيين». تناول نتانياهو مساء الثلاثاء العشاء في وزارة الخارجية مع الوزير ريكس تيلرسون قبل لقائه مع ترامب امس ومع قادة الكونجرس.

ولدى مغادرته تل أبيب، أكد ان «التحالف مع الولايات المتحدة كان على الدوام قويا جدا» وانه «سيزداد قوة».

ورغم أن ترامب لم يعلن بعد عن موقف واضح من النزاع، إلا انه عبر بعد تنصيبه في العشرين من يناير، عن مواقف تتعارض مع مواقف كل أسلافه بقوله انه يفكر «بكل جدية» بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، ورفض اعتبار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عائقا أمام السلام. لكنه اعتبر في الوقت نفسه ان التوسع الاستيطاني لا يخدم السلام، في مقابلة مع صحيفة «هايوم» الإسرائيلية.

ولكن هذا «ليس كافيا»، كما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات. وأضاف عريقات قبل تصريحات المسؤول في البيت الأبيض الثلاثاء، أن على ترامب أن يقول لنتانياهو «كفى للاستيطان».

وقال روبرت ساتلوف المحلل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى انه في الوقت الحالي «لا تتوافر شروط للتوصل الى حل للسلام نظرا للهوة الهائلة بين الطرفين».

وقال الخبير أن على واشنطن أن تتبع سياسة الخطوة خطوة بين إسرائيل والفلسطينيين بدلا من «الدفع باتجاه استئناف المفاوضات الثنائية سعيا الى حل شامل»، علما أن المفاوضات مجمدة منذ قرابة ثلاث سنوات.

وسيبلغ نتانياهو ترامب بموقفه المتشدد ازاء ايران، ومعارضته للاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران والدول الكبرى الذي اعتبره ترامب نفسه «كارثيا» وتوعد «بتمزيقه» ، وقال نتانياهو الاثنين انه «والرئيس ترامب يتشاركان الرؤية ازاء المخاطر المتأتية من المنطقة».