928511
928511
المنوعات

لا أخشى العدو بل الصديق.. واقرأ ما بين السطور

15 فبراير 2017
15 فبراير 2017

نجدت أنزور في حوار فني لا يخلو من السياسة:-

العمانيون يقدمون تاريخهم بشكل متميز.. ودعيت للمشاركة في فيلم «السفينة سلطانة» -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة:-

928514

يتعاطى المخرج السوري نجدت أنزور مع الفن بشكل عام والإخراج خاصة بطريقة مميزة، وقد أوجد لنفسه مدرسة فنية بحد ذاتها منذ أن أمتهن الإخراج، ودخل عالم الدراما بعد أن حطم كل التابوهات التقليدية، وأعاد ترتيبها، وصنع له عالما منفردا، صاغه بنفسه، ولاقى حينها انتقادا واسعا، لم يلتفت له، وواصل مسيرته باجتهاد وتفرد، حتى وصل إلى ما وصل إليه، دخل البرلمان السوري من أوسع أبوابه، وتم تزكيته ليكون نائبا للرئيس ليحمل على عاتقه مهمة جديدة أضافها لمهمته الأولى وهي حمل القضايا الوطنية في مجمل أعماله التي أخرجها..صحيفة «$» التقته فكان هذا الحوار:  

• كيف تشاهد الواقع الفني في سلطنة عمان..؟

هناك تعاون وتشاور دائم في عدد من الأمور الفنية، وهم يكنون لي الاحترام، وأنا أكن لسلطنة عمان وحكومتها وشعبها كل التقدير والاحترام، وقد زرتها مرات عديدة، وظهرت في برامجها التلفزيونية، وأتوق للتعاون معهم، وهم أيضا يتناولون مواضيع وطنية مهمة ويقدمون تاريخهم بشكل متميز، ضمن أعمال محترمة، ولهم تاريخ مشرف وعلاقات وطيدة معنا، وتعتبر السلطنة من أعرق دول المنطقة وأقدمها، وقبل أن تكون هناك دول مثيلة، ويحملون فكرا متوازنا في كل شيء، ومؤمنين بالقضايا التي يتعاطون معها، ومحبين لسوريا..

• هل هناك تعاون قادم لإنجاز عمل خاص بهم..؟

زرتها مرات عديدة، وآخرها أنا ونور الشريف وظهرنا ببرنامج تلفزيوني.. وتم التواصل معي من أجل فيلم سينمائي عالمي أسمه «سفينة سلطانة» وهي أول سفينة تصل لأمريكا، ويتم التحضير له ومن الممكن أن يكون فيه تعاون فني بهذا الخصوص، ولكن أقدر دائما أن ظروفنا الصعبة لا تعينني على الالتزام بالموضوع قليلا، وهي التي يمكن أن تحدد هذا التعاون، ودائما تواق وبشوق للتعاون معهم.

• الدراما الخليجية كيف تراها؟ وهل أخذت دورها بين الدراما العربية..؟

في البدايات لم يكن هناك أصلا دراما خليجية، ونتيجة وجود رأس المال، والوجوه الجديدة، وجيل جديد، كانت مشكلة ان تظهر امرأة في عمل فني، تغير الوضع قليلا، أصبح هناك دراما، ولكنها جنحت إلى الأسلوب التجاري البحت، طبعا مع وجود الاستثناءات في البحرين والكويت نوعا ما، بعض المخرجين قدموا مواضيع لها قيمة، أما البقية فيقدمون أعمالا تجارية بحتة، وتقليد لباقي الأعمال العربية.

• تميل للتعاطي السياسي عبر أعمالك الكثيرة، هل تحاول أن تلعب دورا سياسيا من خلال الفن، وإلى أي حد تؤمن بترابط الفن مع السياسة؟

عبر مسيرتي الفنية، ومنذ بداياتي حاولت طرح قضايا عبر أعمال فنية مفيدة وليس للتسلية، تحمل الفائدة وتستند على ركائز وطنية، كون قضايا العالم العربي شائكة جدا، وتَعرضَ لكثير من الهجمات وتم تشويه تاريخه الجميل، وأحاول من خلال أعمالي التركيز على القضايا العربية والقومية بشكل عام، وأتيحت لي عدة فرص مهمة لتقديم أعمال مهمة عبر التلفزيون بدءا من «نهاية رجل شجاع» و«أخوة التراب»، واشتهرت على مستوى الوطن العربي، وغيرت منظور المشاهد للتلفزيون، ومنذ أكثر من عشر سنوات تبنيت القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر، وهي عادات دخيلة على المجتمع وليست من مكوناته، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب، وبدأت حينها بعمل «الحور العين»، والى يومنا هذا لا أتعاطى إلا الأعمال السياسية التي تمس مصلحة العالم العربي، وهذا اعتبرته نهجا بالنسبة لي. ولو لم ينجح هذا الشيء لما استمررت به طبعا، ولكنه نجح ولاقى قبولا عند المشاهدين، فما بالك بالأزمة السورية التي هي محور العالم هل من المعقول ان أترك قضايانا الوطنية وأذهب لإنجاز أي عمل آخر لمجرد التسلية.

• وجودك كنائب في البرلمان السوري، هل هذا سيمنحك مداً سياسيا أكبر للتعاطي مع السياسة أم أنه سيحد من أعمالك، وأنت القائل لا يمكن فصل الفن عن السياسة..؟

الموضوع السياسي موضوع شائك جدا، وببساطة المرحلة القادمة التي ستلي هذه الحرب القذرة بانتصارنا عبر جيشنا وحلفائنا وأصدقائنا الذين وقفوا معنا مواقف مشرفة مهمة جدا، بعدها ستأتي العملية السياسية، وأرى أن الفنان سيكون له دور مهم في هذه المرحلة القادمة بالذات في إعادة تشكيل هذا المجتمع، وإعادة اللحمة الوطنية، وهذا الشيء مارسته عمليا في أعمالي، وأنا أمارسه اليوم من خلال وجودي في البرلمان.

• منذ مملكة الرمال وما قبله، كان كل فيلم يحمل قضية ما، هل هناك تغير في المواقف حسب الزمان أو المكان أو التمويل ..؟

نهائيا لا تغير، تمويلنا وطني بالدرجة الأولى وفي البداية كان ذاتي مائة بالمائة، واليوم تمويلنا وطني، أتعامل مع التمويل الوطني، ومؤسسات وطنية داخل البلد، والمواقف لم تتغير، لأن المشاكل التي يتعرض لها العالم العربي، وتحديدا سوريا بالذات، هي مشاكل تمس سيادته ووجوده، وهذا الشيء يستفزنا ويستفز طاقاتنا، لمواجهته، وهذا الإرهاب هو آفة عالمية، وبرأيي الشخصي، هذا المد الإرهابي سيتوقف، وعمليا توقف.

• كان لديك عمل موسع مع القذافي «سنوات الظلم» وتوقف بسبب الصلح السياسي حينها، كما قلت، هل ما زالت تفكر بمثل هذا العمل..؟

لا أبدا، لا يعنيني الأمر إطلاقا، اليوم سوريا هي همي واهتمامي ومحور بوصلتنا، وهي قضيتي التي احملها للعالم.

• تعرضت للكثير من المقايضات بسبب أعمالك الفنية كونك تقوم بفضح المستور، وتلامس الممنوع، خصوصا الإرهاب، ألا تخشى من داعش وأخواتها والتنظيمات التكفيرية..؟

هذا عدو وأنت لا تخشى العدو، بل تخشى الصديق، وخوفي وقلقي ليس من العدو المباشر الذي يبدو واضحا وهو الإرهاب ومن يقف خلفه ومن يدعمه، وهذا ممكن أن يسبب خوفك وتأخذ حذرك، ولكن الذي تخشاه أكثر، الصديق الذي تعتقد انه صديق وقد ينقلب عليك، الخطر قائم 24 ساعة وإيماننا بقضيتنا كبير وان الذي أقوم به رسالة نبيلة، وهذا يجعلني لا اسأل عن هذا الموضوع.

• كونك صاحب فكرة وقضية ..هل تتوقع أن تدفع ثمن القضية كما دفعها غيرك..؟

هذا وارد دائما، وهذا لا يحد من طموحاتي، ومن شغلي، وتقديم رسالتي، لذلك لا أبالي، وحتى لو حدث، هناك من سيأتي ويكمل رسالتي، والبلد غنية بالطاقات البشرية والشرفاء الذين يمكن أن يكملوا في هذا الموضوع، ولا أقف عنده أصلا ولا أفكر فيه مطلقا.

• بعد الذي تقدمه، هل أصبحت الدراما السورية خارج حسابات نجدت أنزور..؟

ربما تقصد دراما الترف، وهذا سيكون له نصيب قريبا، بعد الانتصار الكبير لسوريا، اليوم حجم الدمار والخراب كبير، والدمار الاجتماعي أكبر، وهذا يستلزم أفلاما ومسلسلات كثيرة، وهذا يجب أن يخدم الأزمة أيضا، وأن لا يكون بعيداً عن واقع الأزمة التي تحيط بنا جميعا كعرب، كما تفعل بعض الدول التي تدعم هذا النوع من المسلسلات التي أصبحت أعمالها الدرامية بلا أي لون أو طعم أو رائحة، ولا تمت لأي عمل نخبوي بصلة، ولا تحمل هوية، وتستطيع أن تعملها في أي مكان بالعالم، في المكسيك مثلا، وتجمع ممثلين، من كل بلد واحد، وتقول أنا اعمل دراما. الدراما السورية قوتها في خصوصيتها، وهويتها، مثلا عندما تعمل عملا عن عُمان يجب أن تفوح منه رائحة عُمان مثلا، وعن دمشق ستكون له خصوصيته أيضا.

• هل تعتقد أن الدراما والفنانين تعاطوا مع الأزمة بالشكل الصحيح..؟

اعتقد أن الدور الإيجابي للدراما مطلوب في المرحلة الحالية والقادمة، بعض الفنانين كانوا متخاذلين، تركوا الوطن، لكي لا يفقدوا مكاسبهم الشخصية، هذا طرف، والطرف الآخر، كان طرف ومحرض، والذين بقوا هنا كانوا بلا حول ولا قوة، ليس لديهم الإمكانيات كي يعملوا شيئا، وبعض الفنانين يعملون على مبدأ العرض والطلب، إذا لم يأتهم عرض لا يشتغلون، هناك تقصير في ناحية دعم الفنان الذي التزم بالوطن، وفي القضايا الوطنية، تقصير تجاهه، ولكن رغم ذلك هناك محاولات خجولة لامست الأزمة بشكل حقيقي، ووضعت تصورات، بل وحذرت من قبل أن تقع الأزمة، وبصراحة هذا الخط الذي أؤكد عليه، بالنسبة لدور الدراما، فهي ليست مجرد تسلية في شهر رمضان ويجتمع الناس حول الشاشة، يجب أن تكون فيها رسالة للمشاهدين تُمرر عبر مشاهداتهم لهذه الأعمال، اليوم حربنا حرب وجود، ماذا تنفع الدراما إذا البلد راحت، وهذه بلادك يجب أن تدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة، ولا جدال في هذا الموضوع.

• ما نشاهده على الشاشات هو إعادة إنتاج الألم والأزمة من جديد، وما نشاهده تكرار للواقع والألم فقط بمشاهد مؤلمة للمتفرج..؟

صحيح ما تقوله، توصيف صحيح، وهذا نوع من الإثارة وشد الانتباه، ولكن الحلول غير موجودة لأن الفنان يفتقر لها، ونحن بالأصل ليس أصحاب قرار في الحل، وبالتالي هناك قلة في النصوص فيها عمق وتلامس الوجدان، وتطرح المشكلة بطريقة أنضج، قدمت فيلم «فانية وتتبدد» كان فيه طرح فكري، ونحن نطالب بفكر مقابل فكر، الفكر التكفيري يحتاج إلى فكر مضاد وهذا ما نسعى إليه إن شاء الله.

• كنت أول من أطلق الفانتازيا على الشاشة وقدمت أعمالا كثيرة نالت الاستحسان، وعملت عليها إسقاط تاريخي وواقعي، وتركتها، هل كانت هروب من الرقيب لا..أم محاكاة للواقع بطريقة ذكية..؟

دعني أقول أني أميل للتفسير الأول، وهو الالتفاف على الرقيب في ذلك الحين، كانت الفترة التي أنتجنا بها هذه الأعمال، سيف الرقيب مسلطا على كل الأعمال الفنية، أما أعمال تمثل إيديولوجيا الدولة التي تنتجها ومفاهيمها وأفكارها السياسية، أو تعمل عمل مفرغ من كل إسقاط سياسي، لذلك لجأنا إلى الفانتازيا كنوع من الالتفاف على الأفكار، ونقول هذا ليس واقعا، بل خيالا، لكن المشاهد بذكائه أسقطه على الواقع وفهمها كما يريد، وبالتالي مررت ما أريد قوله بطريقة لائقة فنيا.

• منذ «أخوة التراب» و«الموت القادم من الشرق» و«سقف العالم» وغيرها من الأعمال، كيف ينتقي أنزور أعماله، وماهي المعايير، وأنت القائل العمل الذي لا يحرك الماء الراكدة غير مجدٍ...؟

وما زلت مصرا على رأيي، وفي زمن الرخاء أنت قادر على أن تنتقي ما تريد، والصالح العام تأخذه بعين الاعتبار، وكذلك المزاج العام.. الناس اليوم تحب القصص الطويلة، والتاريخية وتحولت الى المعاصر، وهكذا، ولكن يجب أن لا تكون مفرغة من محتواها ..أهم شيء تكون ذات محتوى فكري وإنساني ووجداني بالدرجة الأولى ثم يأتي المفهوم والموقف السياسي، دائما ابحث عن المواضيع التي تثير الجدل، وبنفس الوقت يكون منها فائدة للمجتمع، وأكبر دليل على هذا الشيء مسلسل «وما ملكت إيمانكم»، قدمت فيه تصورا عما يحدث اليوم.

• هل كنت تتنبأ بما سيحدث..؟

كنت اقرأ ما بين السطور لهذا المجتمع دائما المقدمات تؤدي الى نتائج، كان هناك مقدمات تقول إننا يمكن أن نصل فيه لمرحلة خطيرة، وللأسف وصلنا لمرحلة أخطر، وكنت أول من تصدى لهذا الموضوع في الجانب الديني.

• كنت أول من ينتج أعماله، هل كنت تخاف من سيطرة رأس المال على العمل..؟

بالتأكيد، وأنا حذرت كثيرا من رأس المال الخليجي، مع احترامي لسلطنة عمان الدولة المحترمة والمحايدة بل وهي الدولة الأكثر عمقا في السياسة لأنهم أناس في الأزمة، ونقدر مواقفهم المشرفة، والجيدة وايديهم لم تلوث بدماء السوريين ونقدرهم كل التقدير..وأنا دعيت خلال الأزمة لعمان من أجل عمل «سفينة سلطانة» ودعوني الى هناك، وروابط الأخوة والعلاقات، لم تنقطع معها أبدا، وأقول رأس المال يكمن وراءه الهدف دائما من يقدم لك رأس المال سيطلب ما يريد، وأنا ابتعدت عن هذا الموضوع منذ البداية، والآن لا استطيع أن أنتج بنفسي كما كنت، ولكن هناك أناسا شرفاء ووطنيين، ومصادر تمويل وطنية أستطيع أن أحقق من خلالها أعمال توازي الحدث الذي يصير هنا على الأرض.

في أغلب أعمالك لا تعتمد على النجم الواحد، بل على وجوه جديدة ما هي معايير النجاح واختيار الممثل عندك..؟..

تطابق مواصفات هذه الشخصية مع مواصفات الفنان الذي اختاره، هل يستطيع بإمكانياته أن يؤدي هذه الشخصية أم لا..، ولا اعتمد على نجوميته بل ممكن ان يكون نجما من خلال هذا العمل، وهذا شيء طبيعي إعطاء الفرص، وعدم تكرار الوجوه، والبلد فيه خامات كثيرة ووجوه موهوبة والمعهد العالي للفنون المسرحية يقدم كل سنة وجوها جديدة وهؤلاء يجب أن يأخذوا فرصتهم في الحياة أسوة بغيرهم من النجوم الآخرين، واكبر دليل في فيلم «رد القضاء» استعنت بـ/‏‏‏86 /‏‏‏ شخصية جديدة من الشباب، والعمل نجح نجاحا باهرا، النجم ليس هو من يبيع العمل، بل من يسوقه هو الفكرة، والعمل ككل، وانا هنا أركز لأن يكون للعمل هوية ليكسب احترام الناس.

ماهو الجديد لديك هذا الموسم..؟

لدي موضوع مهم جدا أقوم بالعمل عليه، حول النفط ومن سرق خيرات هذا البلد في هذه الأزمة وهو موضوع شائك يفتح أبوابا كثيرة بدأت اشتغل عليه وادعوا الله ان يوفقنا وننجح فيه.

كيف ترى الدراما السورية قبل وبعد الأزمة..وهل تأثرت بها..؟

أكيد تأثرت، وهذا يعود إلى الفنان نفسه الذي يقدم هذا العمل الدرامي أما يتخاذل ويهرب لمصلحته الشخصية.. هناك أناس جبناء وهذا لا يعني أنهم غير وطنيين.. هناك وطني ويخاف على مصلحته، صار انقساما في الوسط الفني، هناك من غادر ولجأ لدول أخرى وقدمت لهم الدعم ليخرجوا ويشتغلوا.. والآن أين هم.. ضاعوا، دائما أنت قيمتك في مكانك..نجحنا لأننا عملنا أعمالا سورية وليس أعمالا خليجية أو مصرية، تنطلق من سوريا وتنجح من سوريا وبعدها ممكن تتعاون، التعاون كان قبل الأزمة كبيرا، كنا نأتي بفنانين عربا خصوصا في الأعمال التي تحكي بالفصحى والتاريخية، كان هذا ضرورياً ..وكنت أكثر مخرج دعا للتعاون العربي، وتعاونت مع ممثلين عرب، ولكن رغم ذلك أقول إن الأزمة اليوم فرضت عليك شروطا معينة، لتعمل بها بدافع وطني وليس بدافع آخر أو اقتصادي، بالعكس الاقتصادي خاسر بسبب الحصار فلم يعد هناك تسويق ولا اهتمام لأننا حوربنا في هذه الناحية، وما زلنا.

بالنسبة للدراما السورية، لم تكن هناك قضايا فكرية تعالج الواقع بصورة صحيحة بل أعمال مسطحة، هل هو قلة النصوص، أم ماذا..؟

الخوف هنا يلعب دوره، من ينتج عملا يقول لك أين استطيع أن أبيعه، والعمل الذي لا يحمل فكراً ومسطحا يشترونه بسرعة، وإذا كان يحمل فكرا وطنيا يمس الأزمة مثلا يبتعدون عنه، لأنه هناك من صرفوا ملايين الدولارات لتشويه صورة البلد والحكومة، وهذا من الطبيعي أن يتم رفضه. لذلك قلت لك لماذا ابحث عن رأس المال الوطني، لأنه يخدم الفكرة، وهذا الدور تقوم به وزارة الثقافة وهي لا تسأل ماهو المردود المادي، وتحاول تعويض الخسارة المادية بشتى الوسائل الأخرى من خلال المشاركة في المهرجانات العالمية، حتى يبقى لدينا شيء سوري يحاكي الواقع والأزمة، بعمق، اليوم نحتاج عشرات الأفلام والمسلسلات التي يمكن أن تحاكي الأزمة.