العرب والعالم

70 قتيلا في معارك بين فصائل متشددة شمال سوريا

14 فبراير 2017
14 فبراير 2017

يلدريم: «الباب» باتت تحت السيطرة.. و«المرصد» ينفي -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قتل نحو سبعين مقاتلاً خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في اقتتال داخلي بين فصيلين متشددين كانا متحالفين في وقت سابق في شمال غرب ووسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

ووثق المرصد مقتل «69 مقاتلاً على الأقل في قصف واشتباكات وتفجيرات واعدامات بين فصيل جند الأقصى وهيئة تحرير الشام» التي تضم كلاً من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحركة نور الدين زنكي، فصيل إسلامي في شمال سوريا.

واندلعت الاشتباكات أمس الأول بحسب المرصد، إثر توتر ناجم عن «حرب نفوذ» في المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين في محافظة ادلب (شمال غرب) وريف حماة الشمالي في وسط سوريا. وسرعان ما تطور الأمر ليشمل اعدامات وتفجيرات انتحارية وبعربات مفخخة من جانب جند الأقصى.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس « أنها تصفية حسابات بين أمراء حرب». وكان فصيل «جند الأقصى» المتشدد الذي تتهمه فصائل عدة بالارتباط بتنظيم داعش، انضم الى جبهة فتح الشام في أكتوبر الماضي، الا أن الأمر لم يستمر كثيراً بعد اعلان الجبهة الشهر الماضي فصله من صفوفها.

وتعكس تلك المعارك الانقسامات الكبيرة في صفوف الفصائل المقاتلة والإسلامية في سوريا، خصوصاً في ادلب.

ويزيد الاقتتال الداخلي بين الفصائل من تعقيدات النزاع الذي تنخرط فيه أطراف عدة إقليمية ودولية عدة، واسفر منذ اندلاعه في العام 2011 عن مقتل اكثر من 310 آلاف شخص وتشريد نحو نصف السكان داخل سوريا وخارجها. وفي شأن ميداني آخر، استعاد الجيش السوري السيطرة على حقل ومعمل حيان للغاز الطبيعي بريف حمص الشرقي، في إطار عملياته المتواصلة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وأفاد مصدر عسكري: «إن عناصر الهندسة في الجيش السوري تعمل حاليا على تفكيك الألغام والعبوات والمفخخات التي زرعها تنظيم «داعش» الإرهابي داخل معمل حيان للغاز». وأشار المصدر الى توسع مربع سيطرة الجيش السوري في الريف الغربي لمدينة تدمر، بعد عملية عسكرية انتهت بدخول الجيش محطة جحار الواقعة غرب معمل حيان، كما سيطر الجيش على عدة نقاط باتجاه حقلي المهر وجزل النفطيين وسط تقدم في البيارات الغربية، وأن وحدات الجيش تقوم بملاحقة فلول «داعش» الهاربة باتجاه منطقة الآبار.

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس إن مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا انتزعوا السيطرة إلى حد بعيد على مدينة الباب السورية من متشددي تنظيم داعش في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المتشددين ما زالوا يسيطرون على معظم البلدة.

واجتاح معارضون سوريون بدعم من قوات خاصة ودبابات وطائرات حربية تركية شمال سوريا في أغسطس في عملة أطلقت عليها أنقرة اسم «درع الفرات» لطرد داعش من الحدود التركية ووقف تقدم المقاتلين الأكراد.

وأضاف يلدريم متحدثا لمشرعين من حزب العدالة والتنمية الحاكم «الباب باتت إلى حد بعيد تحت السيطرة. هدفنا هو منع فتح ممرات من أراض تسيطر عليها منظمات إرهابية إلى تركيا». بيد أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا قال إن المتشددين لا يزالون يسيطرون على البلدة الواقعة في شمال سوريا.

وأضاف «تتواصل المعارك في الأطراف والمداخل الشمالية والغربية لمدينة الباب بين تنظيم داعش من طرف والقوات التركية وفصائل درع الفرات من طرف آخر وسط تقدم للأخير في المنطقة، «لا يزال التنظيم يسيطر على معظم مدينة الباب».

وفي موضوع اخر، أعلن عماد مصطفى، السفير السوري لدى بكين أن عدد الصينيين الإيغور الذين يقاتلون في سوريا من منطقة شينجيانغ في شمال غرب الصين، يقدر بـ 5 آلاف، وقال السفير السوري إن عدد الصينيين الذين يقاتلون في سوريا ارتفع بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن عددا كبيرا منهم تحولوا إلى سوريا صحبة عائلاتهم، وأنهم جميعا دخلوا إلى سوريا عبر تركيا. وعلى صعيد المفاوضات التي تعقد في أستانا، قال وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، إن اجتماع أستانا حول الأزمة السورية من المقرر أن يبحث آليات مراقبة وقف إطلاق النار، ومعاقبة الجهة التي تنتهك الهدنة. وأكد عبد الرحمنوف في تصريح للصحفيين، أن كلا من الوفد الروسي والوفد الممثل للحكومة السورية وصلا إلى العاصمة الكازاخستانية أستانا، في انتظار وصول الوفدين الإيراني والأردني، وأضاف وزير الخارجية الكازاخستانية أنهم ينتظرون من الجانب التركي، في القريب العاجل، تأكيد مشاركة وفد من المعارضة المسلحة السورية في اجتماعات أستانا من عدمها. وقال عبد الرحمنوف: «في الوقت الراهن لدي معلومات بأن الأمم المتحدة ستكون مُمثلة بخمسة أشخاص، ولم تصلنا بعد معلومات بشأن مشاركة الولايات المتحدة».

وأوضح أن صيغة «أستانا-2» ستكون على الأغلب مثلما كانت عليه لقاءات يناير، وأضاف أنه من المنتظر أن يتم الاتفاق على وثيقة لإنشاء مجموعة عمل لمراقبة وقف إطلاق النار.

من جهته، اعلن وزير الدولة الأردني لشؤون الاعلام محمد المومني أمس ان وفدا أردنيا رفيع المستوى سيشارك للمرة الثانية في المفاوضات المرتقبة بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة في استانا يومي 15 و16 فبراير الحالي. ولم يعط تفاصيل حول أسماء المسؤولين الأعضاء في الوفد الأردني.

والعاصمة الكازاخستانية أستانا استضافت، في أواخر شهر يناير، مشاورات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة السورية المسلحة في إطار وساطة من البلدان الضامنة لوقف إطلاق النار في هذا البلد (روسيا وتركيا وإيران). وأكدت موسكو مرارا أن مفاوضات أستانا ليست بديلا عن صيغة جنيف. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للمجموعة التقنية في إطار أستانا اليوم وغدا.