salem
salem
أعمدة

نوافـذ: الصحة تقود الازدهـــــار

13 فبراير 2017
13 فبراير 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

مر إنجاز السلطنة في تحقيق مركز متقدم في التنافس الصحي بمؤشر «ليجاتوم للرفاهية» أو ما يعرف بالازدهار على المستويين العربي والدولي مرور الكرام على السواد الأعظم منا قبل أسبوع، دون الالتفات إلى قيمة هكذا إنجاز يضع السلطنة في مراتب الدول المتقدمة وكأنه، لا يعني لنا قيمة مضافة للجهود التي تبذل في هذا المجال، سواء اتفقنا مع هذا الدور الذي تقوم به وزارة الصحة أو اختلفنا معها.

حيث حققت السلطنة المركز 26 دوليا والثاني عربياً في مجال الصحة الذي يعرف بـ «مرتكز» الصحة ويتألف مرتكزات أخرى على قائمة مؤشر «ليجاتوم» للرفاهية والتي تشمل النوعية الاقتصادية، بيئة الأعمال، الحوكمة أو القيادة، التعليم، الصحة، الأمن والأمان، الحرية الشخصية، رأس المال الاجتماعي، البيئة الطبيعية.

هذه المرتكزات كل واحد منها له مكونات ومعايير للاحتساب تتراوح بين ٣ و ٤ معايير والتي تسمى مكونات مجالات المؤشرات الفرعية.

في عموم المرتكزات التسعة جاءت السلطنة في الترتيب 70 دوليا بمعدل 58.34 وهو مركز متأخر، وفي المركز الرابع عربيا لعام 2016، فيما حلت الإمارات أولا عربيا و41 دوليا، وقطر ثانيا عربيا و46 دوليا، والبحرين ثالثا عربيا و67 دوليا، ثم السلطنة الرابع عربيا و70 دوليا والكويت الخامس عربيا و71 دوليا والسعودية السادس عربيا و85 دوليا ثم الأردن وتونس والجزائر ومصر وليبيا والعراق والسودان واليمن.

وحققت السلطنة تقدما في مركز الصحة بحصولها على أفضل مركز من عام 2007 الذي يعني بداية حساب مؤشر الرفاهية بهذا المعهد، وجاء مرتكز الأمن والأمان في المرتبة الثانية بعد الصحة، حيث حلت السلطنة في الترتيب 34 دوليا والثاني عربيا، وحل مؤشر الاقتصاد51 دوليا والرابع عربيا، وفي بيئة الأعمال 54 دوليا والخامس عربيا، وفي التعليم 77 دوليا والثالث عربيا.

وتراجعت في عدد من المرتكزات الأخرى التي بعضها افتقد إلى المبررات مثل مرتكز «البيئة الطبيعية» التي حل ترتيبها 137 على المستوى الدولي والترتيب الـ 11 عربيا، وهذا لا ينصف جهود السلطنة في الحفاظ على البيئة كأول دولة عربية في إنشاء أول وزارة للبيئة في الوطن العربي، ومن القلائل بين دول العالم ايضا في ذلك، إضافة إلى تخصيص جائزة دولية باسم حضرة صاحب الجلالة تمنح لأفضل الدول والمؤسسات التي تقدم إسهامات في مجال حماية البيئة، إلى جانب الاهتمام الحكومي في المحافظة على الطبيعة البيئية كالمحميات والحفاظ على الحيوانات النادرة كالنمر العربي والوشق العربي والمها ابن «سولع» كما أن هناك تراجعا في بعض المجالات أو ما يعرف بالمرتكزات كرأس «المال الاجتماعي» والحوكمة والأعمال والتعليم والحرية الشخصية.

السلطنة تحتل المرتبة 70 دوليا بمعدل 58.34 من بين 149 دولة على المستوى العالمي وهذا يعني أن موقعها في منتصف جدول الترتيب الدول تقريباً.

وهذا لا يتناسب ولا يوازي حجم الجهود التي تبذل في هذا الجانب ويحتاج إلى المزيد من المراجعة، وأن يؤخذ المؤشر الصحي كقياس للتنافس الدولي والاستفادة من التجربة الصحية في إمكانية تحقيق مركز متقدم، ليس فقط مؤشر «ليجاتوم» بل في المؤشرات الدولية الأخرى.

هذا المعهد «ليجاتوم» دوره البحث في محددات وعوامل نجاح الأمم والازدهار الشخصي ويهدف لقياس قدرة الدول والحكومات، لتوفير الرفاهية لمجتمعاتها، ولا يعتمد على مدى توفر الموارد المالية فقط في صورة قياس الناتج المحلي، وإنما اعتمد عدد المؤشرات الفرعية التي بلغت 104 مؤشرات تشكل 9 مرتكزات للرفاهية يتم جمعها بأوزان متساوية لحساب مؤشر «ليجاتوم» للرفاهية.

ما يهمنا أن مجالي الصحة والأمن والأمان على سلم هذا المؤشر، حققا نتائج متقدمة قياسا بالجهود التي بذلت وفي المرتكزات الأخرى التي تحتاج إلى مراجعة داخلية أولا إلى جانب مراجعة تصحيح مع المعهد المعني، فهناك بعض المرتكزات غير دقيقة وغير مقنعة في احتساب معاييرها، وهذا ما افقد السلطنة فرصة تحسين موقعها على الخارطة الدولية.