925977
925977
تحقيقات

مواقع سياحية بحرية «مهملـة».. تحتاج لخدمات ومرافــق!

13 فبراير 2017
13 فبراير 2017

بندر الخيران نموذجا -

توقيعات تذكارية تعود إلى 100 عام بحاجة إلى ترميم وتوثيق بـ«رأس مسقط» -

تحقيق – عامر بن عبدالله الأنصاري -

خيرات البحر لا تحصى .. وإذا كانت الأسماك تدر ذهبا، فإن شواطئه وخلجانه والجزر بمقدورها أن تدر الألماس، تبحر على ظهر قارب ويسير بك بين خلجان وشواطئ مسقط وتشاهد المدينة من البحر أو الإقامة في جزيرة فهي متعة يبحث عنها قبل المقيمين السياح القادمين من مختلف البقاع.

ولعل بندر الخيران واحدة من الأماكن الساحرة لهدوئها عن ضوضاء المدينة، والعيش في أحضان الطبيعة، بين صوت الموج، وقفزات الدلافين، وزغردة العصافير وأشجار القرم.. مكان في منتهى الروعة يمكنه أن يستقطب مئات السياح لقضاء يوم أو ليلة، ولكن الجزيرة ليست مهيأة لذلك في ظل غياب الخدمات الضرورية التي يحتاجها من يرغب في الإقامة بين أحضانها.

شباب يملكون مشاريع سياحية تصنف على أنها من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يعملون في البحر بسفنهم الصغيرة، ينقلون السياح إلى تلك الجزيرة بعد أن استأجروا مواقع فيها يأخذون معهم خيامهم ينصبونها لزبائنهم ومن ثم يأخذونها معهم حيث لا توجد مظلات ولا دورات مياه.

يقول سالم بن عبدالله المعشري صاحب مشروع “السنسول” للسياحة حول بندر الخيران: تتولى وزارة السياحة الإشراف على المنطقة وفقًا لمرسوم سلطاني صادر عام 2007، وحتى الآن لم نرَ تطورًا ملموسًا في بندر الخيران.

ويضيف لقد استثمرنا موقعًا في الخيران لغرض الاستعمال السياحي، نأخذ السياح إليه وفق برنامج محدد، سواء كان للجلوس لنصف يوم أو للمبيت، إلا أن الموقع تنقصه الخدمات الأساسية، مثل: الكهرباء ودورات المياه، وهي من أهم الأشياء التي تلبي احتياجات السياح.. نأخذ مظلاتنا وكراسينا الخاصة وتركيبها في الموقع وإزالتها حماية للممتلكات من السرقة.

تحدثنا إلى وزارة السياحة وطلبوا منا مقترحات ومخططات للتطوير، ومضت فترة ليست بالقصيرة، مع مراجعات متواصلة أرجعوا الأمر إلى شركة عمران.

لقد اقترحنا على الوزارة تطوير الجزر وبناء دورات مياه ومظلات، على أن تكون المنطقة تحت إشراف المستثمر، واقترحنا كذلك أن تكون هناك متابعة من قبل الوزارة، وفي حال تقصيرنا في الإشراف وعدم اهتمامنا بالمرافق نتحمل المخالفات المترتبة، ورغم ذلك للأسف لم نجد تجاوبًا.

علمنا أن وزارة السياحة لديها نية لوضع دورات المياه ذاتية التنظيف، ولكن تحتاج إلى وقت وتبلغ قيمة دورة المياه الواحدة قرابة 70 ألف ريال، ولكننا لا نطلب ذلك وكل ما نتمناه بناء مظلات ودورات مياه عادية تلبي الاحتياجات وتكون وفق الاشتراطات البيئية”.

جزيرة مسقط

سالم المعشري تحدث عن البرامج التي يحتاجها السائح ومنها البرنامج الساحلي مشيرا هنا إلى جزيرة مسقط، وهي أشبه بكتلة جبلية ضخمة، وتمثل هذه الجزيرة متحفًا تاريخيًا من صنع البحارة القدماء الذين مروا على مسقط، ومن مختلف الدول حول العالم، فقد عُرف هذا المكان كموقع لكتابة التوقيعات وبعض الكلمات ذات الدلالات المتنوعة، وبعض تلك الكتابات تعود لأكثر من 100 سنة، فمنذ أن عرفنا البحر ونحن نرى هذه الكتابات، ولكن للأسف بعض هذه الكتابات تعرضت لعوامل التعرية وأصبحت بلا أثر، والجاذب هنا أن كثيرًا من هذه الكتابات تعود إلى بلدان السياح الذين يزورون السلطنة، ومن تلك الكتابات كلمة (zulu) وهي اسم سفينة أمريكية كانت تبحر قبل أكثر من 100 سنة، والكثير من الكتابات وبعضها موثق بالتاريخ، وعلى وزارة التراث والثقافة أن تتبنى ترميم هذه الكتابات، وإعادة بعضها حتى توثق للأجيال القادمة، وتكون ذكرى ثابتة لحركة التجارية البحرية في السلطنة، فأغلب تلك السفن كانت تجارية وتدل على ازدهار التجارة قديما في مطرح ومسقط، كما نقترح توثيق هذه الكتابات وعمل دراسات حولها وإصدار كتاب مصور لها”.

يتابع الحديث: إن السياح يرغبون في المرور بميناء السلطان قابوس، والاستمتاع بالواجهة البحرية لمطرح، وهذا من أشد ما يعجب السياح الأجانب، إلا أننا نواجه بالمنع من قبل خفر السواحل، وقد تحدثنا مع وزارة السياحة والتي بدورها أحالت الموضوع إلى وزارة النقل والاتصالات، ولكن بعد قرار تحويل الميناء إلى ميناء سياحي رجعنا إلى وزارة النقل والشرطة لإعادة النظر في الموضوع، والغريب في الأمر أن القارب السياحي ممنوع من دخول المنطقة فيما يسمح لقوارب الصيد”.

يوضح أيضا أن جولة القارب مع السياح لا تحتاج لأكثر من عشر دقائق وهذا الوقت كفيل بأن نُعَرّفَ بمطرح وتاريخ السوق وقلعة مطرح، كما أن الوقت كفيل للسياح بالتقاط الصور التي هي محل منع كذلك”.

موافقة السياحة

أحمد اللمكي صاحب المشروع السياحي شركة شاطئ الجصة طالب وزارة السياحة بمؤازرة الشباب العماني للعمل في مجال السياحة، والوقوف مع الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في السياحة البحرية، من خلال إتاحة الفرصة لها بالاستثمار، كما هي شواطئ منطقة بندر الخيران وممارسة الأنشطة السياحية بها، وعدم التصدي بوضع عقبات للشركات السياحية.

وقال نحن على أتم الاستعداد بالمحافظة على الشواطئ والتقيد بالأنظمة واللوائح الخاصة بالوزارة والخضوع التام لإشراف الوزارة.

وتحدث عن مؤسسته شاطئ الجصة للسياحة البحرية بأنها تمارس نشاطها منذ أكثر من 16 عامًا، وبشهادة جميع من قام بزيارتنا ومشاركتنا في أنشطتنا البحرية وكذلك بشهادة وزارة السياحة والمشاركين في حدث وفعالية مسقط عاصمة السياحة بعام 2012 قمنا بعمل متميز، وفي حالة منحنا الموافقة، كما هو مذكور في لائحة وزارة السياحة بإمكانية منح التراخيص، فإن الوزارة ستساهم معنا بذلك في توفير فرص عمل جديدة للشباب بالمجال وأننا على أتم الاستعداد بتوظيف الكوادر العمانية الجديدة للعمل معنا.

يضيف: وزارة السياحة وضعت لافتة قبل الدخول إلى منطقة بندر الخيران، بأن المنطقة تخضع لوزارة السياحة وفقا للمرسوم السلطاني رقم (45 – 2007) بعدم السماح بإقامة أي نوع من الأنشطة السياحية أو الاقتصادية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من وزارة السياحة، ونحن بدورنا نسعى للحصول على الموافقة كوننا نملك سجلاً تجاريًا لممارسة النشاط السياحي البحري، كما أننا نقدم خدمات راقية، وتم تصوير حلقة من برنامج (وجهة) الذي يعرض على تلفزيون السلطنة ويروج للمواقع السياحية المتميزة، وتم اختيار موقعنا بالخيران بناء على ما نتميز به من جودة في الخدمة وتهيئة الموقع بطريقة راقية وجميلة.

لا بد من الاهتمام

عبدالله السباح مذيع هو من قام بتصوير حلقة وجهة قال: إن الخيران من أجمل المواقع السياحية البحرية في محافظة مسقط ولا أنسى أول زيارة لي لهذا المكان الجميل من عدة سنوات ومن لحظتها أصبحت الخيران من المواقع المفضلة وتأكد ذلك الإعجاب لحظة تصوير المكان من خلال شركة شبابية عمانية، قمة في الاحترافية والإتقان في شتى الجوانب السياحية والأمن والسلامة والاهتمام بالنظافة تتوجها الأخلاق الرفيعة.

يضيف: من لحظة انطلاق الرحلة من بندر الروضة حتى الوصول إلى الخيران مرورًا بمجموعة من المعالم التاريخية والحضارية والكنوز البحرية، أُبهرت بالبرنامج والجدول الترفيهي المنوع المكون من ألعاب بحرية ترفيهية وغطس سطحي والـ(جتسكي) وتجديف بالقوارب، ولا ننسى سترات النجاة لحماية السائح وإعداد وجبات الفطور والغداء تحضيرها بأسلوب نظامي فندقي على شط البحر. ويؤكد أنه يجب على كل جهة معنية بالسياحة وعلى رأسهم وزارة السياحية الاهتمام والتشجيع وتذليل الصعاب لهذه المشاريع العمانية التي تدار من قبل شباب عماني يحتذى به ونفتخر به”.

خالية من المرافق

أحمد بن عبدالله الكلباني أحد روَّاد منطقة بندر الخيران قائلاً: أقصد هذه المنطقة كثيرًا؛ لأنني من هواة الغوص والسباحة، وتتميز المنطقة بالشواطئ الرملية المتناثرة، بعضها يمكن الوصول إليه بسهولة، والبعض الآخر تصل إليه بصعوبة مشيا بين الممرات الجبلية، وبعض الشواطئ لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب”.

وأضاف الكلباني: “منطقة بندر الخيران تكاد تخلو من المرافق الحيوية والمشاريع السياحية مثل الأرصفة ومواقف السيارات والمرافق الحيوية وغيرها من أبسط الخدمات، بل حتى الطريق المؤدي إليها ضيق وشديد الصعوبة، ولا ننكر وجود سلات المهملات وبعض اللوائح الإرشادية التي تهالكت من أشعة الشمس في جميع الشواطئ المتناثرة، وحتى مع وجود سلات المهملات المكان يفتقد للنظافة والمتابعة.. هناك بعض الطيور والأسماك النافقة، ومخلفات الزوار، ويمكننا أن نستثني النقاط التي يستثمرها المواطنون لمشاريع سياحية، فأجد فيها تنظيما متقنًا ونظافة مقارنة بشواطئ بندر الخيران العامة، بل أن تلك المشاريع تحيي المنطقة بالفعاليات المصاحبة لجدول البرنامج السياحي، وهناك الكثير من الصور لتلك المشاريع تظهر مدى الفرق الشاسع بين وجود تلك المشاريع الخاصة من عدمها.

وزارة النقل

تواصلنا مع وزارة النقل والاتصالات والتي أبدت مع موضوع دخول أصحاب المشاريع السياحية إلى ميناء السلطان قابوس، موضحة انها قامت بالتنسيق مع إدارة الميناء وشرطة عمان السلطانية وعدد من أصحاب الشركات السياحية، وأصدرت لائحة تنظيمية، جاءت المادة الأولى منها بأنه يسمح لـ”اللنشـات” والقــوارب السياحية المحلية بتسيير الرحلات البحريـة إلى منطقـة مينــاء السلطان قابوس.

واشترطت المادة الثانية مـن اللائحة علـى “اللنشــات” والقـوارب السياحية استخدام خـط مسار محدد للدخـول والخروج وذلك بمحاذاة الشارع البحري، وفقًا لإحداثيات محددة، إضافة إلى توفير جهاز اتصال وجهاز تحديد المواقع في كل “لنش” أو قارب سياحي، مع شرط إخطار إدارة الميناء بموعد الدخول بمدة لا تقل عن نصف ساعة، وكذلك إخطار شرطة عمان السلطانية (قيادة شرطة خفر السواحل). كما نصت المادة الثانية على ضرورة توفير جهاز اتصال الراديو (VHF) في القوارب السياحية و”اللنشات” للتواصل مع برج المراقبة بالميناء، مع توفير مواصفات السلامة الأخرى. وجاء في المادة الثالثة أن تقوم شرطة عمان السلطانية ممثلة بشرطة خفر السواحل بمتابعة ومراقبة الدخول والخروج وضبط أية مخالفات تقع نتيجة عدم الالتزام بالمسار، وفي حالة ضبط المخالفة تصدر الشرطة بيانًا إلى وزارة النقل والاتصالات على ان تقوم الاخيرة بإصدار قرار بمنع دخول القارب أو “اللنش” أو القارب السياحي المخالف.

السياحة

وزارة السياحة ردت على استفسارات عمان بأنه “بناء على المرسوم السلطاني رقم 45/‏‏2007 القاضي بمنح منطقة الخيران صفة المنطقة السياحية البيئية العامة، وتولي وزارة السياحة إدارتها باعتبارها من المناطق السياحية التي تتميز بالعديد من المقومات البيئية المتمثلة في التنوع الإحيائي للشعاب المرجانية والأحياء البحرية إلى جانب المقومات الأخرى المتمثلة في التشكيلات والمكونات الصخرية في المنطقة. مع التأكيد على أن الحدود المرسومة لوزارة السياحة بموجب المرسوم السلطاني يحظر إقامة أية مشروعات سياحية أو اقتصادية أو غيرها من المشروعات بالمنطقة باستثناء إقامة المرافق وفقًا للمعايير البيئية وعليه قامت وزارة السياحة بإجراءات منذ عام 2007م منها الانتهاء من تنفيذ دراسة الأسس الاقتصادية والاجتماعية عام 2010، وكذلك تم الانتهاء من تنفيذ دراسة جيولوجية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، كما تم الانتهاء من إعداد دراسة الأسس البيئية، إلى جانب الانتهاء من إعداد خطة الإدارة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وفي عام 2015 تم إقامة حلقة العمل الخاصة بتطبيق معايير ومؤشرات السياحة المستدامة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية مع تضمين منطقة الخيران كدراسة حالة، وفي نفس العام تم الانتهاء من مشروع الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف لتركيب اللوحات المعلوماتية والإرشادية بمنطقة الخيران”. كما جاء في الرد: “من المشاريع التي قامت بها الوزارة مشروع اللوائح المعلوماتية والإرشادية، وذلك من منطلق الدور المنوط بالوزارة وفقًا لأحكام المرسوم السلطاني رقم 45/‏‏2007 بإدارة المنطقة وفقا للمعايير البيئية، ونظرًا لارتياد المنطقة العديد من السياح لممارسة أنشطة الغوص والتخييم والأنشطة البحرية الأخرى، إلى جانب أفراد المجتمع المحلي الذين يمارسون مهنة الصيد، مما أدى إلى وقوع بعض الإضرار بالبيئة البحرية والبرية، فقد انتهت الوزارة من أعمال تصميم اللوحات المعلوماتية والإرشادية بإجمالي 114 لوحة معلوماتية وإرشادية مقسمة على 55 لوحة برية معلوماتية وإرشادية وجيولوجية و 59 لوحة إرشادية عائمة على سطح البحر، سعيًا للمحافظة على الهوية البيئية وتنظيم الحركة السياحية ونشاط الصيد فيها، وحاليًا في انتظار موافقة المجلس الأعلى للتخطيط على طرح تنفيذ المشروع من الموازنة المخصصة لهذا الشأن، ومن المشاريع مشروع حملة تنظيف منطقة الخيران بمسقط فقد قامت الوزارة بتنفيذ حملة لتنظيف منطقة الخيران وبالتنسيق مع وزارة البيئة والشؤون المناخية لتنظيف الشواطئ والأخوار المحيطة بأشجار القرم (المنجروف) بمنطقة الخيران خلال شهر نوفمبر الماضي، ويأتي ذلك لأجل تعزيز الوعي والتثقيف البيئي والسياحي لمرتادي المنطقة بما فيهم المجتمع المحلي”.

وحول وعود وزارة السياحة بتطوير الجزر وتوفير مظلات ودورات مياه، أفادت الوزارة بأنه لم يسبق لها تقديم وعود لمستثمرين بتوفير أي خدمات متعلقة بالمظلات أو دورات المياه الثابتة، كما أفادت بأنه ليس هناك أية مشاريع تنفذها شركة عمران بمنطقة الخيران.

وأخيرًا أكدت الوزارة بإمكانية دراسة مقترحات المواطنين العاملين في مجال السياحة البحرية في مسقط، وذلك مستقبلا.

جدير بالذكر أن وزارة السياحة تستثني من المرسوم السلطاني من له موافقة مسبقة من الوزارة، ويتضح ذلك وفقا للائحة الإرشادية الواقعة على الطريق المؤدي إلى بندر الخيران، وجاء في نص اللائحة: “تخضع منطقة بندر الخيران -الموضحة بالرسم- لإدارة وزارة السياحة بموجب المرسوم السلطاني رقم (45 /‏‏ 2007) ولا يسمح بإقامة أي نوع من أنواع الأنشطة السياحية أو الاقتصادية أو غيرها إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من وزارة السياحة”.