المنوعات

البث التدفقي يغير المعادلة في جوائز «غرامي»

12 فبراير 2017
12 فبراير 2017

لوس أنجلوس، (أ ف ب): أحدثت خدمات البث التدفقي تغيرا جذريا في قطاع الموسيقى، في منحى تؤكده هذا العام الترشيحات لجوائز «غرامي» الموسيقية العريقة في لوس أنجلوس.

فهذه المرة الأولى التي تخوض فيها أعمال موسيقية متوافرة حصرا لمستخدمي منصات البث التدفقي عبر الإنترنت، غمار المنافسة لنيل هذه التكريمات الأهم في قطاع الموسيقى.

مغني الهيب هوب تشانس ذي رابر اكبر المستفيدين من هذه الثورة الرقمية اذ ان البومه «كولورينغ بوك» الذي صدر في مايو عبر خدمة «آبل ميوزيك» ثم على منصات منافسة بينها «سبوتيفاي» السويدية الرائدة في القطاع.

هذا المغني البالغ 23 عاما والذي يجمع في أعماله بين موسيقى الجوسبل والراب، يشارك في المنافسة لنيل 7 جوائز بينها أفضل اكتشاف فني للعام.

وأوضح تشانس ذي رابر أنه لم يعتزم يوما طرح أعماله للبيع افراديا (أقراص مدمجة أو تحميل) اذ أن مصدر دخله الرئيس هو من الجولات الموسيقية. وقال لقناة «ان بي سي» الامريكية «باتت هناك طرق كثيرة لصنع الموسيقى. اعتقد أن محاولة صنعها وفق نموذج بيع البومات بات من الماضي».

وأضاف: «هذا الأمر يعطيني هامش تحرك اكبر للإبداع والنشر».

وقدمت منصات الاستماع الإلكتروني جرعة دعم لقطاع الموسيقى في ظل النمو الكبير الذي يشهده للمرة الأولى منذ ظهور الإنترنت.

وفي الولايات المتحدة، أكبر سوق عالمية للموسيقى، سجلت الاشتراكات في خدمات البث التدفقي ازديادا بنسبة فاقت الضعف في 2016 بحسب شركة «باز انجل ميوزيك». وبالنسبة للاري ميلر مدير برنامج الاقتصاد الموسيقي في جامعة نيويورك فإن الانعطاف الذي سجلته هيئة «ريكوردينج اكاديمي» القائمة على جوائز «غرامي» والتي تتسم عادة بطابع محافظ، من شأنه التشجيع على تقديم مزيد من الأعمال الحصرية عبر خدمات البث التدفقي. وقال «هذا الأمر يمثل على الأرجح أحد أهم الأحداث على صعيد تثبيت بروز أن لم نقل هيمنة البث التدفقي كطريقة لإيجاد الموسيقى أو سماعها».

وقد عرفت الألبومات الثلاثة الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة، وكلها مشاركة في المنافسة على جائزة افضل البوم، استراتيجيات توزيع مختلفة.

ونشرت بيونسيه الأكثر ترشيحا هذا العام مع تسع فئات، في نهاية أبريل البومها غير المتوقع «ليمونايد» عبر منصة «تايدل» للبث التدفقي المملوكة لزوجها جاي زي.

وفي اليوم التالي، بدأ بيع الألبوم عبر متجر «آي تيونز» الإلكتروني التابع لمجموعة «آبل» ثم طرح في الأسبوعين التاليين للبيع في الأسواق على شكل أقراص مدمجة.

لكن العمل لم يطرح للاستماع عبر شركات منافسة لـ«تايدل».

كذلك طرح البوم «فيوز» لمغني الراب الكندي درايك بشكل حصري لمدة أسبوعين عبر خدمات «آبل» (البث التدفقي والمتجر الإلكتروني)، في ضربة موفقة بالنسبة للشركة العملاقة في اطار مسعاها للترويج لخدمتها للبث التدفقي.

وفي وقت لاحق طرح العمل عبر المنصات المنافسة وعلى شكل أقراص مدمجة وأقراص فينيل. في المقابل، امتنعت النجمة البريطانية اديل عن إتاحة البومها «25» على منصات البث التدفقي خلال الأشهر السبعة الأولى التي تلت طرحه.

فقد آثرت هذه المغنية وهي من الأكثر بيعا للألبومات في القرن الحالي طرح مجموعتها الموسيقية بالأشكال الثلاثة التقليدية أي الأقراص المدمجة وأقراص الفينيل والتحميل الإلكتروني.

وبحسب ميلر فإن هذه السياسة تعتبر الأكثر منطقية بالنسبة لمغنية بهذا القدر من الشهرة لكنها «استراتيجية نشر لا يمكن اعتمادها سوى من حفنة من الفنانين»، ولم تلق خدمات البث التدفقي استحسانا كبيرا لدى جميع الفنانين.

فقد أظهرت مغنية البوب الامريكية تايلور سويفت مقاومة لهذا المنحى وجعلت نفسها رأس حربة في مواجهة «سبوتيفاي» بحجة أن الشركة السويدية لا تدفع ما يكفي من المبالغ المالية المتوجبة عليها كحقوق للفنانين الذين تبث أغنياتهم عبر خدمتها.

وقد قامت في نهاية المطاف بطرح البومها «1989» عبر خدمة «آبل» للبث التدفقي بفعل المردود المالي الأكبر.

واحترم نجم الهيب هوب فرانك اوشن موجبات عقده مع شركة إنتاج أعماله مع نشر البوم بصري بعنوان «اندليس» بشكل حصري عبر «آبل ميوزيك». لكنه نشر في اليوم التالي بشكل مستقل البومه المنتظر الثاني «بلوند». وهذه الخطوة الشجاعة بحسب وسائل الإعلام أثارت سخط رئيس «يونيفرسال» اكبر شركة انتاج للالبومات الموسيقية.