المنوعات

إيراني ومصري يطوفان حول حلم النجومية 40 عاما

12 فبراير 2017
12 فبراير 2017

الأناضول: بقدر ما فتحت هوليوود أبواب النجومية لأشخاص من شتى بقاع العالم، بقدر ما كانت قاسية مع آخرين، فمنحتهم فرصة الظهور والعمل، لكن حلم النجومية ظل معبداً يطوفون حوله. فعلى مدى نحو 40 عاما طاف مصري وإيراني حول الحلم، من دون تحقيقه، رغم شعورهما بالرضا لما وصلا إليه من شهرة ونجاح.

المصري سيد بدرية، الذي اضطر للعمل «حمّالاً» لينام ليلة إضافية في القاهرة، قادماً من مسقط رأسه (بورسعيد/‏‏ شمال شرق)، ويتقدم للقبول بمعهد السينما، نجح بالفعل في الاختبارات.

غير أن والدته التي كانت ترفض هذا الطريق، أخفت عنه خطاب القبول، وأضاعت الفرصة لتحقيق الحلم، فقرر أن يتحدى الظروف، وينطلق من هوليوود بدلاً من القاهرة ليصبح نجما كما يريد. ادخر «بدرية» ألفي دولار من عدة مهن عمل بها، وانطلق إلى نيويورك أولاً، ثم هوليوود ومن يومها حتى الآن وهو يجاور حلمه.

أما الإيراني «علي فخر الدين» فقد سافر إلى باريس لدراسة الاقتصاد، حالماً بالعودة للعمل بالتمثيل في بلاده، لكن الثورة الإسلامية عام 1979، دفعته إلى عدم العودة، فقرر إعلان التحدي بدوره أيضاً، وانطلق إلى هوليوود، وفق ما رواه للأناضول. هوليوود، بدورها، استطاعت أن تمتص كل الدماء التي اقتربت منها وتعيد إنتاجها طبقاً لمنهجها فتحولت إلى قبلة سينمائية للعالم، والأدلة كثيرة، وبينها نجومية المخرج الصيني الأصل «جون وو»، تربع الإنجليزي «ريدلي سكوت» على عرش الإخراج السينمائي، وتألق الإيطالي الأصل «ال باتشينو»، وشهرة المصري «عمر الشريف»، وغيرها من أمثلة. وكما يصطف على القمة الهوليوودية أناس من كل بقاع الأرض، فإن الهوامش الهوليوودية استطاعت أيضاً أن تضم الحالمين بها، والذين دفعوا من أعمارهم عشرات السنين، وفي النهاية اقتنعوا بالطواف حول الحلم من دون التربع على القمة كما أرادوا وبينهم بدرية وفخر الدين. «علي فخر الدين»، الشهير بـ«علي دين»، في أوساط العمل الهوليوودي، يشير إلى أنه «ما من استثناءات في الحلم بهوليوود حتي للإيرانيين». لا يتحدث «فخر الدين»، من العربية إلا جملة أو اثنتين، ويبدو مرحاً بمسحة شجن ورغبة في الفضفضة، وقد ترك خلفه 60 عاماً لم تكن بالسعادة التي يحلم بها.

يقول «فخر الدين» للأناضول: «جئت من أجل هوليوود كنت أحلم بالنجومية، قبلها كنت طالباً أدرس الاقتصاد في فرنسا ثم اندلعت الثورة الإسلامية في إيران فقررت ألا أعود». ثمة أسباب كثيرة دفعت «فخر الدين» إلى التوجه نحو الولايات المتحدة، بينها النجومية التي طمح إليها في هوليوود، لكنه أيضاً أراد أن يكون بعيداً جداً عن «الملالي»، كما يقول: يدافع الممثل والسائق المحترف (لبعض الوقت) عما حققه قائلاً: «أنا ممثل معروف في العالم وأقدم عرضا أسبوعيا عن الملالي في إحدى الفضائيات الأمريكية». ويضيف: قدمت شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في فيلم كوميدي من إنتاج أسترالي، غير أن أكثر ما يميزني تجسيد شخصيات رجال الدين في إيران ببرنامج أسبوعي يعرضه على موقع مشاركة مقاطع الفيديو (يوتيوب)». وعن حياته الآن قال «أغلب أفراد عائلتي لأبي رحلوا، إخوتي وأبناء أعمامي وعماتي، لم يبق لي سوى ابنتي التي تدرس بالجامعة، وهي أمريكية طبعاً، وتسافر إلى إيران أحيانا - باعتبارها أمريكية - وأنا لم أسافر إليها منذ 1979». يفضل علي كتابة اسمه «علي دين»، لأن نطقه بالانجليزية أقل صعوبة لذا يستخدمه في أعماله، كما حدث في حلقة من الموسم الرابع لمسلسل «لعنة بتاح حتب» حيث قدم شخصية الدكتور«جمال» مساعد عالم الآثار.

ظهر الممثل الإيراني الأصل في عدة أفلام أبرزها «في الظلام» 2008، «خذني الى الجحيم» 2009، «اسمي خان» 2010.

وجاء المصري «سيد بدرية» إلى أرض الأحلام في سبعينات القرن الماضي أيضاً ليبدأ من الصفر ويحقق بعضاَ من أحلامه، منها الفوز بأدوار في أعمال كبري مثل «ثلاثة ملوك»، و«يوم الاستقلال»، وغيرهما.

درس «بدرية» في مدرسة السينما في نيويورك، ثم انتقل الى هوليوود وعمل أولاً كمساعد للممثل والمخرج أنطوني بيركنز، ثم جيمس كاميرون مخرج «تيتانيك»، بحسب ما قاله للأناضول.

وتولي أمر الخلفيات الصوتية العربية للأفلام، التي تحتاج الي ذلك من خلال شركة خاصة به، وأخرج وأنتج فيلماً وثائقياً عن تراث السينما المصرية، كما فاز عنه بجائزتين من مهرجاني بوسطن وسان فرانسيسكو. ويبلغ مجمل أعمال «بدرية» 43 فيلماً، أنتج 9 منها وكتب 5 وأخرج 3.

وكان العام 2008 مميزا لبدرية، حيث شهد، مشاركته بدور تاجر سلاح خسيس في فيلم «الرجل الحديدي»، ولعب بطولته روبرت داوني جونيور، وشارك النجم الكوميدي «ادم ساندلر» في فيلم «لا تعبث مع زوهان».

كما قدم دورا كوميديا لسائق فلسطيني. وعمل أيضا كمدرب للهجات العربية، والمستشار الفني الإسلامي لسلسلة «على الطريق إلى 11/‏‏9»، التي أنتجتها محطة ABC.