كلمة عمان

الاحتفاء بالعلامة نور الدين السالمي

10 فبراير 2017
10 فبراير 2017

إذا كان من المعروف على نطاق واسع أن الإسهام الحضاري العماني، إسهام واسع وعميق ومتعدد الجوانب، وضارب بجذوره في عمق الزمن، وذلك من خلال قدرات ومهارات العمانيين، وإسهامات المفكرين والفقهاء والعلماء والنابهين من أبناء الشعب العماني، في مختلف مجالات الحياة، الثقافية والفكرية والبحرية والتجارية والعلمية والدينية وغيرها، على مدى القرون الماضية، فإن النهضة العمانية الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وما تحققه من خطوات وإنجازات في مختلف المجالات، لا تشكل فقط نجاحا في تحقيق أهداف النهضة المباركة في مختلف المجالات وتحقيق حياة أفضل للمواطن العماني، في حاضره ومستقبله، ولكنها تشكل أيضا استمرارا عصريا للإسهام الحضاري العماني، وهو ما جسدته الندوة الفكرية التي نظمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، بالتنسيق مع مكتبة السالمي الأهلية بولاية بدية، احتفاء بالشيخ العلامة «نور الدين عبد الله بن حميد السالمي».

وفي الوقت الذي تزامنت هذه الندوة الفكرية، مع نشاط واسع ومتعدد الجوانب، سياسي ودبلوماسي، وتجاري صحي، وإعلامي وعلمي، وتشريعي وفني، وغيره، من خلال العديد من الفعاليات على الصعيد الوطني، وفي علاقات السلطنة الوثيقة والراسخة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة وعلى امتداد العالم، فإن الندوة «الشيخ العلامة نور الدين السالمي المصلح الاجتماعي والموسوعي»، التي رعاها صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة تكتسب أهميتها الفكرية والثقافية المحلية والدولية من حقيقة أن العلامة نور الدين السالمي، بإسهامه ومكانته وموسوعيته في الثقافة والتاريخ العماني، هو وأحد من علماء ومفكري وفقهاء عمان، الذين أدرجتهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة- اليونيسكو- ضمن برنامجها للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية والشخصيات المؤثرة عالميا، وذلك ضمن قائمة الشخصيات العالمية الرفيعة، باعتباره مصلحا اجتماعيا وموسوعيا. وتضم هذه القائمة شخصيات عمانية بارزة أخرى منها الخليل بن أحمد الفراهيدي مؤسس علم العروض، والطبيب والصيدلاني راشد بن عميرة الرستاقي، والطبيب والفيزيائي عبد الله بن محمد الأزدي الصحاري، المعروف بابن الذهبي.

وبينما تناول عدد من المفكرين والباحثين والمتخصصين، العمانيين والعرب والأجانب، في أوراقهم التي قدموها خلال الندوة، جوانب مختلفة من حياة وإسهامات الشيخ العلامة نور الدين السالمي، سواء في بعدها الموسوعي، أو في بعدها الاجتماعي والفكري، فإنه من المؤكد أن التعرف على مختلف جوانب وأبعاد الإسهام الفكري والعلمي الموسوعي للعلامة نور الدين السالمي، وغيره من مفكري عمان وفقهائها وعلمائها، في مختلف الميادين، تحتاج إلى جهد علمي، وإلى خطة متكاملة تتعاون في وضعها وتنفيذها وزارة التراث والثقافة وجامعة السلطان قابوس ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وغيرها من المؤسسات والجهات المعنية، لبحث إسهامات مثل هذه الشخصيات العملاقة وتجميع إنتاجها، وإلقاء مزيد من الضوء عليها لتستفيد منه الأجيال والشباب العماني في الحاضر والمستقبل، وما تقوم به وزارة التراث والثقافة يظل جهدا طيبا، حبذا لو تم توسيعه وتعزيزه.