923930
923930
العرب والعالم

ترامب يغير موقفه ويدعم سياسة «الصين الواحدة» في اتصال مع شي جين بينغ

10 فبراير 2017
10 فبراير 2017

اقتراب بين مقاتلتين أمريكية وصينية فوق منطقة متنازع عليها -

923931

عواصم - (وكالات): غير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه ووافق على احترام سياسة «الصين الواحدة» وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ في دفعة دبلوماسية كبيرة لبكين التي لا تتغاضى عن أي انتقاد لمسألة السيادة على تايوان.

وكان ترامب قد أثار غضب الصين في ديسمبر حينما تحدث هاتفيا مع رئيسة تايوان وقال إن الولايات المتحدة ليست مضطرة للتقيد بسياسة «الصين الواحدة» التي تقر واشنطن بموجبها بموقف بكين بأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.

وذكر بيان للبيت الأبيض أن الرئيسين تحدثا طويلا مساء امس الاول بتوقيت واشنطن، وأضاف البيان «وافق الرئيس ترامب بناء على طلب الرئيس شي على احترام مبدأ الصين الواحدة.»

وكان رد فعل تايوان فاترا، وقال متحدث باسم رئيسة تايوان تساي إينج وين في بيان امس إن من مصلحة تايوان الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة والصين.

وقال المتحدث باسم المكتب الرئاسي أليكس هوانج في بيان «تواصل تايوان والولايات المتحدة الاتصال عن قرب» لتفادي الإضرار بالعلاقات، وأضاف «الحفاظ على علاقات طيبة بين تايوان والولايات المتحدة وعبر المضيق (مع الصين) يحقق مصلحتنا الوطنية وهو أمر مهم للسلام الإقليمي والاستقرار».

وهذه أول مكالمة بين الزعيمين منذ تنصيب ترامب يوم 20 يناير. وقالت مصادر دبلوماسية في بكين إن الصين كانت قلقة من إحراج رئيسها إذا سارت المكالمة على غير ما يرام وسُربت تفاصيلها لوسائل الإعلام.

وفي الأسبوع الماضي توترت علاقات واشنطن مع حليفتها القديمة أستراليا بعد أن نشرت صحيفة واشنطن بوست تفاصيل مكالمة هاتفية وجه فيها ترامب عبارات قاسية لرئيس وزراء أستراليا مالكوم ترنبول.

وأشار الجانبان أيضا إلى أن العلاقات يمكن أن تكون أكثر طبيعية مع تسوية مسألة «الصين الواحدة».

وذكر البيان «سينخرط ممثلو الولايات المتحدة والصين في مناقشات ومفاوضات بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك»، وفي بيان منفصل نشرته وزارة الخارجية الصينية قال شي إن بكين تقدر حفاظ ترامب على سياسة «الصين الواحدة».

ونقل البيان عن الرئيس الصيني قوله «أؤمن بأن الولايات المتحدة والصين شريكتان في التعاون ومن خلال الجهود المشتركة يمكننا دفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد تاريخي»، وأضاف شي أن الصين تريد التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية إلى جانب توثيق التعاون في القضايا الدولية لحماية السلام والاستقرار في العالم.

ووصف البيت الأبيض المكالمة بأنها «ودية للغاية» عبر خلالها الزعيمان عن أفضل الأمنيات للشعبين.

وقال بيان البيت الأبيض «كما تبادلا الدعوة لزيارة بلديهما. الرئيس ترامب والرئيس شي يتطلعان لمزيد من المحادثات ذات النتائج الناجحة جدا.»

وفي بكين قال المتحدث باسم الخارجية الصينية لو كانغ إن مبدأ «الصين الواحدة» هو الركيزة السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية، وأضاف «ضمان هذه الركيزة الأساسية ضروري لنمو العلاقات الصينية الأمريكية بطريقة سليمة ومطردة».

من جهة اخرى، قال مسؤول أمريكي لرويترز امس الاول إن طائرة تابعة للبحرية الأمريكية طراز بي-3 ومقاتلة عسكرية صينية اقتربتا من بعضهما البعض فوق بحر الصين الجنوبي في واقعة تعتقد البحرية أنها غير متعمدة.

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه أن الطائرتين اقتربتا لمسافة 305 أمتار من بعضهما يوم الأربعاء في محيط سكاربورو شول بين الفلبين والبر الرئيسي الصيني.

وقال المسؤول إن من النادر وقوع مثل هذه الحوادث بين المقاتلات الصينية والأمريكية إذ لم تحدث سوى واقعتين من هذا القبيل في 2016.

وفي شأن مراسيم ترامب حول الهجرة، أيدت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو امس الاول تعليق مرسوم مناهض للهجرة اصدره دونالد ترامب، ما يشكل احراجا للرئيس الأمريكي الذي وعد بأن يواصل الدفاع امام القضاء عن مرسومه الذي جعل منه احد الوعود الأكثر رمزية ابان حملته الانتخابية.

وكتب القضاة الثلاثة في محكمة الاستئناف في قرار اتخذوه بالاجماع ان الطعن الذي تقدم به البيت الابيض «مرفوض»، مشددين على ضرورة حماية «المصلحة العامة».

وخلص القضاة في قرارهم الذي كان متوقعا، إلى أن الإدارة الامريكية لم تبرهن أن استمرار تعليق مرسوم ترامب قد يؤدي الى انتهاكات خطيرة لأمن الولايات المتحدة.

وكتب ترامب على تويتر بعد قليل من اعلان هذا القرار «سأراكم في المحكمة، أمن بلادنا على المحك!».

ولاحقا وصف في حديثه الى صحفيين، قرار المحكمة بأنه «سياسي»، وقال «هذا فقط قرار صدر للتو، لكننا سنكسب القضية» بحسب ما نقلت شبكة «ان بي سي».

ويحظر المرسوم الذي وقعه ترامب في 27 يناير وعلقه الجمعة الماضي قاض في سياتل، سفر مواطني سبع دول اسلامية هي ايران والعراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال الى الولايات المتحدة، وذلك لمدة ثلاثة اشهر، بينما يمنع دخول اللاجئين من اي دولة لمدة اربعة اشهر في حين يمنع دخول اللاجئين السوريين لأجل غير مسمى.

وكان ترامب قدم طعنا في قرار قاضي سياتل ووصفه بأنه «شبه قاض» واعتبر حكمه بأنه «فضيحة»، وأكد القضاة وليام كنبي وريتشارد كليفتون وميشيل فريدلاند أيضا أن الإدارة الأمريكية «لم تقدم دليلا على أن أجنبيا (متحدرا) من احدى تلك البلدان... قد ارتكب هجوما في الولايات المتحدة» في السابق.

وقال حاكم واشنطن جاي انسلي الذي رفع قضية تطعن في مرسوم ترامب «لا أحد فوق القانون، ولا حتى الرئيس».

ورحب النائب العام لولاية واشنطن بوب فيرغسون بـ«انتصار كامل»، مضيفا أن «على الرئيس سحب مرسومه» الذي اعتبر انه «خاطئ ومتسرع وخطير».

واعتبرت جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية امس الاول أن رفض محكمة الاستئناف اعادة العمل بمرسوم ترامب هو قرار «صحيح»، ووصفت المرسوم بأنه «حظر للمسلمين».

وأضافت ان المحاولات «الفوضوية من جانب الحكومة لإعادة فرض حظر غير دستوري، كان لها تأثير رهيب على الأفراد الأبرياء وعلى قيم البلاد وعلى وضعنا في العالم». ومن الجانب الجمهوري، أصر السناتور توم كوتون مجددا على أن مرسوم الرئيس ترامب «قانوني تماما»، واصفا بـ«الطائش» الموقف الذي اتخذته محكمة الاستئناف التي قال إنها غالبا ما يتم «كسر قراراتها من جانب المحكمة العليا».

وأضاف «لا يملك أي أجنبي الحق الدستوري بالدخول الى الولايات المتحدة، والمحاكم يجب ألا تشكك بالقرارات الحساسة للرئيس حول الأمن القومي».