العرب والعالم

إيران تحتفل بالذكرى الـ 38 للثورة الإسلامية

10 فبراير 2017
10 فبراير 2017

روحاني يرفض لغة التهديد الأمريكية -

طهران - عمان - سجاد أميري - (أ ف ب):-

نزل ملايين الإيرانيين الى الشوارع امس للاحتفال بالذكرى الـ38 للثورة الإسلامية، وللتنديد بالمواقف الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهضة لإيران.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني امام مئات آلاف الاشخاص الذين تجمعوا في ساحة ازادي في طهران «يجب مخاطبة الشعب الايراني باحترام. الشعب الإيراني سيجعل من يستخدم لغة التهديد أيا كان يندم على ذلك».

وشارك ملايين الاشخاص في كافة انحاء ايران في تظاهرات مماثلة، حسب الصور التي نقلها التلفزيون الرسمي الايراني.

واعتبر روحاني «ان مشاركة ملايين الايرانيين في التظاهرات دليل على قوة ايران الاسلامية... ورد على اكاذيب المسؤولين الجدد في البيت الابيض».

وأضاف روحاني في كلمته، أن إيران تقدمت بشكوى لمحكمة لاهاي، وذلك بسبب «الحظر الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية» حسب تعبيره، وقال الرئيس الإيراني إن «الحق النووي هو حق طبيعي لنا وقد اعترف به كل العالم»، مشيرا إلى أن مفاعل «آراك» «سيستأنف عمله بتصميم أفضل وتوصلنا إلى أحد أكثر أجهزة الطرد المركزي تطورا».

وأوضح روحاني أن طهران تمكنت من استعادة 1.7 مليار دولار من الأموال التي جمدتها أمريكا في مصارفها.

بدوره حذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، المسؤولين الامريكيين من المساس بالاتفاق النووي، والا فإن ايران في المقابل لن يكون لديها أي التزام امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني قال في كلمة ألقاها في كرمان (شرق ايران): «ان ايران راسخة في سياساتها بالحفاظ على تقنياتها النووية السلمية، ولا تغفل عن القضايا الإقليمية لا سيما الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومحاربة الإرهاب».

وأضاف لاريجاني: «ان اعداء ايران يتذرعون بعد الملف النووي بموضوع حقوق الانسان»، وفي نفس الاطار قال مساعد السلطة القضائية الايرانية للشؤون الدولية أمين لجنة حقوق الانسان محمد جواد لاريجاني، ان الحقوق النووية الايرانية والامريكية متساوية، ونرفض تصنيف الدول درجة اولى وثانية.

ورفع المتظاهرون صورا لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي الذي دعا الثلاثاء الايرانيين الى «الرد» على تهديدات ترامب بالتظاهر امس من اجل الاحتفال بالثورة التي اطاحت شاه ايران حليف الولايات المتحدة في عام 1979.

ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ عام 1980 اي بعد اشهر قليلة على الثورة الايرانية وقيام طلاب اسلاميين باحتلال مقر السفارة الامريكية.

وقال النائب الاصلاحي مصطفى كواكيبيان الذي شارك في التجمع في طهران «ان مشاركة الشعب هي رسالة الى ترامب: اذا ارتكب خطأ فإن الشعب سيجعله يندم». كما شوهد قائد العمليات الخارجية للحرس الثوري قاسم سليماني في التظاهرة.

الا ان بعض المتظاهرين حرصوا على الاعراب عن تقديرهم للكثير من الامريكيين الذين وقفوا ضد مرسوم ترامب الاخير الذي حظر على مواطني سبع دول ذات غالبية اسلامية بينها ايران دخول الاراضي الامريكية لمدة ثلاثة اشهر. وكتب على احدى اللافتات «ليسقط النظام عاش الشعب الامريكي».

وكان زعيم الاصلاحيين الرئيس الاسبق محمد خاتمي (1997-2000) الذي يخضع نشاطه لقيود، دعا الايرانيين الى المشاركة بكثافة في التظاهرات «لإفشال المؤامرات».

وقال خاتمي «بمواجهة اي تهديد يستهدف النظام او وحدة الاراضي او المصالح الوطنية لن نتردد لحظة في المقاومة»، داعيا الى «المصالحة الوطنية».

وتشهد العلاقة بين ايران والولايات المتحدة تصعيدا متزايدا منذ تولي ترامب مهامه في 20 يناير.

وإثر قيام ايران بإطلاق صاروخ بالستي اعلنت الولايات المتحدة قبل اسبوع فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية، دفعت طهران الى اتخاذ اجراء مماثل استهدف «اشخاصا وشركات امريكية» تدعم مجموعات «ارهابية».

وسبق ان طبقت ايران مبدأ المعاملة بالمثل ازاء الامريكيين بعد قرار الادارة الامريكية منع الايرانيين من زيارة الولايات المتحدة لمدة ثلاثة اشهر. ووصفت ايران مرسوم ترامب هذا بـ«المهين والمعيب». ولم يوفر ترامب ايران بتغريداته ووصفها بأنها «تلعب بالنار».

وفي محاولة للتخفيف من حدة التوتر قال الرئيس روحاني الخميس ان القوة العسكرية الايرانية هي «محض دفاعية».

بالمقابل تؤكد ايران تمسكها بما تعتبره حقا في اختبار صواريخ تحمل «اسلحة تقليدية» فقط الهدف منها دفاعي بمواجهة «الاعداء».

واذا كان ترامب حتى الان قد نفذ الوعود التي اطلقها خلال حملته الانتخابية بتشديد الموقف من ايران، فهو لم يعمد بعد الى المس بالاتفاق النووي الايراني مع القوى الكبرى كما كان وعد بذلك.