ahmed-ok
ahmed-ok
أعمدة

نوافـذ :فيتامين «د» يتسلل إلينا بصمت

10 فبراير 2017
10 فبراير 2017

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

نشعر بالصحة، ونحمد الله يقينا، وننسى أنفسنا؛ حيث مشاغل الحياة، والاهتمام بالأسرة والوظيفة، والحياة العامة المتشعبة هنا أو هناك، ويمر العمر، ونحن في هذه الدوامة اليومية التي لا تنتهي إلا بطارق لم نتوقع قدومه «عندك نقص في ...»، «عندك زيادة في ...»، «عندك الـ ... مرتفع»، و«الـ ... ناقص عن معدله الطبيعي»، وتتقاذف عليك الأوامر والنواهي من الأطباء والمتخصصين، وتعيش منها في حالة طوارئ دائمة، فالضيف الجديد الذي حل عليك، سوف يربك حياتك، وبرامجك، والكثير مما كنت تفكر فيه، حيث يفرض عليك «خط رجعة» لم تكن لتفكر فيه، أو تسلكه، أو يحل عليك بأي صورة من الصور، وهكذا تبدأ حياة جديدة، بها الكثير من الالتزامات الغذائية على وجه الخصوص، فـ «المعدة، بيت الداء» كما هو النص، وأغلب الأمراض التي تصيبنا، كما يؤكد ذلك المتخصصون في المجالات الطبية، سببها سوء التغذية كثرة أو نقصا، ولأننا مرتهنون دائما بنمط حياة غير صحي، تجدنا عرضة لكثير من الأمراض؛ التي لو وصلنا إلى شيء يسير من الوعي لكنا في حال أحسن بكثير مما هو عليه، فـ «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

نشرت قبل أيام إحدى الصحف التي تصدر من إحدى الدول المجاورة تقريرا مهما في صفحتين متقابلتين تداعيات نقص فيتامين «د»، وأشار التقرير إلى أن «(80% من سكان هذه الدولة، يعانون من نقص فيتامين «د») على الرغم من أن كل دول الخليج العربي لا تعاني من غياب أشعة الشمس – وهي المسبب الرئيسي لنقص هذا الفيتامين - طوال أكثر من نصف يوم في بعض أشهر السنة، ومع ذلك، كما أشار التقرير، أن أغلبية سكان دول الخليج يعانون من نقص هذا الفيتامين، والحقيقة لا أملك المعلومة الحقيقية لوضع هذا الفيتامين لدى سكان السلطنة، حيث إنني لم أقرأ قريبا، على الأقل، أن هناك برنامجا توعويا يذهب إلى توعية سكان السلطنة إلى تجنب الإصابة بهذا الداء، وإن كان هناك؛ فهذا هو المطلوب، لأن تداعيات نقص هذا الفيتامين خطيرة جدا كما بينها التقرير، فهذا الفيتامين كما جاء في التقرير أيضا انه «مهم جداً في المحافظة على نسبة الكالسيوم والفوسفات في الدم، وترسيب عناصر الكالسيوم والفوسفات في العظام مما يعمل على تقويتها ونموها الطبيعي، وإنضاج خلايا العظام، وتنشيط جهاز المناعة ومقاومة نشاط الخلايا السرطانية وغيرها، وأن هناك عدة أسباب لنقص الفيتامين منها عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس كما أن التقدم في العمر يقلل من المادة الأساسية المكونة لفيتامين (د) في الجلد».

ومن المصادفة أنني قبل يومين كنت استمع الى مقطع صوتي تم تداوله عبر «الواتس آب» يقول فيه ناشره، إن ابنه كان يعاني من نقص هذا الفيتامين، وانه توصل الى علاج، يصفه، في غاية السهولة، وهو أخذ كل يوم قبل الإفطار ثلاث حبات من التين المجفف منقعة في زيت الزيتون ولمدة أسبوع، حيث شفي – بفضل الله – ابنه وابن جيرانه بهذه الوصفة» مع أن التقرير لم يتطرق الى شيء من هاتين المادتين للعلاج، فـ «سبحان الله من أودع سره في أضعف خلقه»، وعن تجربة شخصية فقد أجريت قبل شهر من الآن فحوصات شاملة، والحمد لله لم يخبرني الطبيب بشيء غير عادي إلا نقص عند هذا الصاحب فيتامين «د» فلا تنسوا أنفسكم في زحمة مشاغلكم، وتأكدوا من هذا الزائر الذي يتسلل إلينا بهدوء تام من غير ما ندري.