أعمدة

توعويات: تعليم قيادة السيارة .. تحت المجهر

08 فبراير 2017
08 فبراير 2017

حميد الشبلي -

إن اختيار المواضيع والكتابة عنها ليس المقصد منه أنها كتابة من أجل الكتابة ولا منبر يهدف للنقد فقط إنها عملية يتم من خلالها طرح قضية معينة ومن ثم المؤسسة المعنية بالأمر تقوم بدراسة الموضوع ووضع الحلول المناسبة له حسب الإمكانات المتاحة لديها.

حديثنا اليوم سيكون حول عملية تعليم قيادة السيارات، ولأجل ذلك سوف أضعكم مع بعض المشاهد التي تحدث ونراها فيما يخص هذا الموضوع وتعاني منها بالأساس شركات التعليم وكذلك الذين يتدربون، كثيرا ما نشاهد حلقات رجالية وأخرى نسائية مفترشة (الحصر) تنتظر أدوارها إما تحت الأشجار أو على كراسي انتظار الحافلات، وأحيانا أمام المقاهي والمطاعم، والبعض يجلس ينتظر في مواقف الحدائق والمنتزهات، وأصعب هذه المناظر هو ما يحدث في فصل الشتاء حين تتأخر الشمس في الشروق، وسترى مجموعة كبيرة من السائقين المتدربين تنتظر دورها في هذا الفصل البارد، فكيف سيكون الأمر عندما يكون من ضمن هؤلاء المنتظرين مجموعة من الأخوات مع أن الشمس لم تبدأ بالشروق، والسبب في تواجدهن باكرا هو من أجل الحصول على أدوار متقدمة لإجراء اختبار فحص قيادة السيارة أو لتعلم قواعد القيادة مع المختصين بهذه الإجراءات.

إن ملخص المشكلة يكمن في عدم توفر منطقة مخصصة لتعليم السياقة أو لإجراء اختبار قيادة المركبة، نقول ذلك لأننا نعيش في الألفية الجديدة والتي يفترض أن تكون فيها الخدمات في كل المجالات تتناسب مع هذا العصر ومن ضمنها عملية تدريب واختبار فن قيادة السيارة خصوصا بالمدن المزدحمة وذات الكثافة العالية، إن المشاهد السابقة تعتبر مشاهد غير حضارية في هذا الزمن المتطور والحديث في الخدمات، بل هو في حقيقة الأمر يعتبر (مشهد من الماضي)، اليوم أطرح هذه القضية لأنني والمجتمع الذي أسكن فيه نعاني أشد المعاناة من شدة الزحام مع ذهابنا للدوام أول الصباح، وكذلك تعاني منه المؤسسات التي حولنا، ولن ننسى الحديقة العامة التي أحسنت البلدية في إلغاء الحواجز التي حولها، مما جعلها مزار دائم للعائلات والزوار، إلا أن محاصرة سيارات تعليم القيادة لها، جعلها مكان غير آمن للأطفال وعائلاتهم.

دعونا الآن نتحدث عن الحلول والمقترحات المناسبة لهذه القضية أو الظاهرة، إن ما يطالب به هولاء السائقين المبتدئين هو تخصيص مكان أو منطقة خاصة للتعليم والتدريب على قيادة المركبات، ولهذا المطلب فوائد إيجابية حيث إنها سوف تساعد على تقليل الزحام بالشوارع الداخلية للمدن والمحافظات، كما أنها سوف تساعد على إظهار عملية تدريب السائقين بمنظر حضاري يوحي على نوع من التنظيم، وأيضا فان هذه المواقع المخصصة لتعليم السياقة سوف تتوفر بها أماكن خاصة للصلاة وأخرى لتناول الوجبات الغذائية وأيضا للانتظار في بيئة نظيفة بعيدا عن الضوضاء ولا تتأثر بعوامل الطقس. مواقع تعليم قيادة السيارة في كثير من الدول يعتبر من الاستثمار المربح، حيث يمكن تطبيق هذه التجربة في مجتمعنا المحلي، وذلك من خلال طرح مشاريع استثمارية في هذا الخصوص، وخصوصا في الولايات ذات الكثافة المرتفعة ومن بعدها يمكن التقييم لهذه التجربة في حالة حققت الربح المادي وجودة التنظيم، ومدى الخدمة والتسهيلات التي سيحظى بها الأخوة والأخوات المتدربين.

وفي الختام نؤكد أن هذه الملاحظات والمقترحات الخاصة بعملية تعليم السياقة لا تقلل من الدور الكبير الذي تبذله شركات تعليم القيادة وكذلك المختصين بفحص واختبار السائقين بشرطة عمان السلطانية، وإن ما تم طرحه إنما يهدف إلى التطوير، فهل المرحلة القادمة تنبي عن هذا التغيير؟.