920756
920756
المنوعات

«شدن طبيب» للدكتور عمر المحرج.. رواية الحب والألم

07 فبراير 2017
07 فبراير 2017

دخل الطبيب الشاب عمر بن عبدالله المحرج إلى عالم الكتابة من باب الرواية، فمضت روايته «شدن طبيب» الصادرة حديثًا في عمّان عن «الآن ناشرون وموزعون»، في خطوط متعرجة منذ البداية إلى النهاية ليلتحم مضمونها وشكلها، فتغوص الرّواية في أعماق النّفس البشريّة، وتأرجحها بين الشّكّ واليقين، التصديق والتكذيب، الإخلاص والخيانة، والصّمود والانهيار.

أظهر الكاتب قدرة فائقة على الوصف الوثير بجُمَل أنيقة مُنتقاة بعناية، لتضـيء في ذهن القارئ صورًا مسكوتًا عنها، وتترك له الأمر ليرى برؤيته دون تدخُّل في التأويل، وليبقي السؤال يتردد في ذهن القارئ: هل الحب مصدر كل ما هو مؤلم؟ وهل الأنثى، التي نعطيها دومًا رداء القدسية في كل علاقة، هي الذئب فعلاً؟ وأن الرجل ليس إلا حملا وديعا؟ وهل الطبيب يشعر بما يشعر به غيره؟ أم إن ما يملكه من معلومات عن الأمراض تقيهِ شرَّ أصحابها؟

ومما جاء على الغلاف الأخير للرواية، ما نصه للدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي: «توارى «حمد» ولم يبدُ «جابر»، وانشغلتْ «نوف»، ولم يأبَه «الشيخ» وبقي «خالد» بطلاً دون بطولة؛ يشجو فيشدو، ويغترب ليقترب، وتتخيله صامتاً فيُفصح، ومكتئباً فيبتهج، وحين يسعد يبتئس، ويغيب فيحضر الشخوصُ دون نصوص. أهيَ صورة وعيٍ مُصادَرٍ، وسلطة متصدّرة، وأسئلةٍ يزداد توالدُها، وإجاباتٍ يتعذّرُ تبريرُها، أم هو واقعٌ نحياه، وخيالٌ نفرّ منه، ومعادلةُ حياةٍ لا تدينُ لمن دانَ لها، ولا تدنو لمن يودُّها؟

الطبيب الشاب عمر بن عبدالله المحرج مبدعٌ قادم بثقة ورؤيةٍ مختلفة في نتاجه الأول؛ فللمرأة في روايته السيادةُ في وسطٍ اعتادَ على ظلمها، وللرجل ضعفُه الذي سعى إلى إخفائه، وللحبّ كلماتُه التي تغتاله، وللماء امتزاجُه الذي يرفض فصلَ ذراته، وكذا يبدو «شدنُ طبيبٍ» لم ينفصل عن أمِّه التي اختارت له غدَهُ وتركته وحيدًا.»