salem
salem
أعمدة

نـوافــذ : تجديد الفرح

06 فبراير 2017
06 فبراير 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

يكمل مهرجان مسقط العام القادم ٢٠ عاماً على انطلاقته، بعد أن بلغ عامه هذا ١٩ دورة، وشكل المهرجان أيقونة شتوية في دوراته الأولى وكان قبلة للكثير من الناس من الداخل والخارج واستقطب الملايين من الزوار في أعوامه الماضية، وكان للجهود الإعلامية بالذات التي رافقته دور مهم في التعريف بهذا الحدث السنوي الذي أصبح وجهة العديد من الناس ومحط أنظارهم ومقصدهم، وقدم المهرجان نموذجاً فريداً لتعريف الأجيال والزوار بالتراثيات، وعصر ما قبل النهضة والحياة الاجتماعية ومصاعبها وأبرز الفنون المغناة، وكذلك قدم نمط الحياة اليومية، وشمل التعريف عبر المعارض التصورية والتاريخية والمشاهد المتعددة كل تلك الحزم التي قدمها المهرجان ركيزة هامة في استمراره، وحددت معه سنوياً ما يمكن تجديده في استضافة العديد من الدول لإبراز وجهها الحضاري والثقافي والتراثي والسياحي، وشكلت سنواته الماضية انطلاقه متميزة. ولأن مهرجاني مسقط وصلالة يشكلان محطات مهمة في الرفد الاقتصادي والسياحي، فإنه من الأولى أن يكون هناك تحديث على برامجهما سنويا، فليس من المنطق أن تتكرر نفس المشاهد طيلة السنوات وفى كل عام، فمن المهم أن نتوقف كمنظمين للمهرجانين لضخ المزيد من الأفكار والإبداع على فقراته والخيارات أمامنا متعددة ويمكن أن يكون مهرجان مسقط أكثر تألقا، وقدرة على توفير تلك الخيارات وأن يدعم بالعديد من البرامج والفعاليات لاسيما الدولية.

فنجاح طواف الدراجات الدولي يمثل إنجازاً كبيراً للتعريف بعمان خلال فعاليات المهرجان، فمثل هذا الحدث هناك من الأحداث العالمية المشابهة الكثيرة التي علينا أن نبحث عنها وأن نقدمها كمشاهد حضارية تضيف قيمة أخرى، فرياضة المحركات هي اليوم واحدة من نقاط الجذب مثل الانجراف والانجراف الثنائي والسباقات الصحراوية وتحدي الرمال وعروض السيارات التقليدية إلى جانب السباقات البحرية المختلفة وسباقات الهجن والخيول والطائرات الشراعية والاستعراضات الجوية وغيرها من الأحداث الجاذبة.

كل الفعاليات الدولية علينا أن نفكر فيها بعقلية اقتصادية وهذا يعنى أن يتم جذب تلك الفعاليات الدولية لزيادة المساحة النشاطية للمهرجان عبر الرعايات الداخلية والخارجية دون تحميل ميزانية المهرجان أي مبالغ إضافية.

اليوم أوجد المهرجان سمعة جيدة في المنطقة لأنه لديه ما يقدمه تميزا وفرادة عن الآخرين، لكن علينا أن نجدد ابتكاراتنا وقدراتنا الابداعية من خلال إقامة ندوة تساهم في بلورة أفكار جديدة تتلقى كل ما هو جديد وتختار منه الأفضل، بل وأن ندفع الإبداعات الشبابية لتقديم فعالياتها بمساندة المنظمين ودعمهم بتوفير الإمكانيات لهم وتقييم أعمالهم في أكثر من دورة لأن الاستماع إلى المقترحات الجديدة والإضافة عليها سوف توجد مناخاً أفضل أكثر جذبا لتلك البرامج الجديدة وأن نبسط الاجراءات ونجعلها اكثر انسيابية للمشاركات الدولية، لنقدم في النهاية مهرجاناً متميزاً ذا طابع محلي ودولي جاذب قادر على التنوع والإقناع.