918862
918862
العرب والعالم

منظمة أمريكية بين المرشحين لجائزة نوبل للسلام

05 فبراير 2017
05 فبراير 2017

بعد تصديها لقرارات ترامب -

أوسلو - (أ ف ب): في وقت تواجه خطوات دونالد ترامب في البيت الأبيض بتنديد في صفوف المدافعين عن الحريات، هل تأتي جائزة نوبل للسلام هذه السنة بمثابة طعن في سياسة زعيم «أكبر ديموقراطية في العالم»؟

فمن الترشيحات النادرة التي عرفت عند انتهاء مهلة تقديم الاقتراحات للجنة النرويجية لجوائز نوبل الأربعاء الماضي، اقتراحات تحمل شعار التصدي للرئيس الأمريكي الجديد المرشح هو أيضا لهذه الجائزة المرموقة.

وفي هذا السياق، يأتي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في طليعة توقعات مدير معهد أوسلو للأبحاث حول السلام كريستيان بيرغ هاربفيكن، أحد كبار مراقبي جوائز نوبل، ولو أن توقعاته كانت مخطئة في أحيان كثيرة في السابق.

وتصدرت المنظمة التي تأسست قبل حوالي قرن، هذا الأسبوع الحملة ضد ترامب بتقديمها طعنا في قراره المثير للجدل بفرض حظر مؤقت على الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة من سبع دول ذات غالبية مسلمة، وقد حكم قاض فدرالي الجمعة بتعليق العمل بهذا الحظر ورفضت الأحد محكمة استئناف فدرالية طلبا قدمته وزارة الدفاع لمعاودة العمل فورًا بقرار الحظر.

وكتب هاربفيكن على موقعه الإلكتروني: إن «منح جائزة السلام إلى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية سيفسر بالتأكيد على أنه انتقاد للرئيس ترامب» لكن «الأهم أنه سيكون تكريمًا لنشاط (المنظمة) القضائي بمواظبة وثبات وكفاحها من أجل الحقوق المدنية، في الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، إنما كذلك ضمن كفاح عالمي».

وإلى الجدل حول هذه القيود على الهجرة والسفر، طبع الأسبوعان الأولان من ولاية ترامب بتصعيد هجمات الإدارة الجديدة على وسائل الإعلام، وإصدار الرئيس مرسوما يقضي ببناء الجدار الذي وعد به على الحدود مع المكسيك، وفق خط يثير مخاوف دعاة الحريات والحقوق.

وما يزيد من صعوبة التوقعات فيما يتعلق بنوبل السلام، أن معهد نوبل يُبقي قائمة المرشحين سرية طوال ما لا يقل عن خمسين عاما، ولا تعرف منها سوى أسماء الذين تفصح عنهم الجهات التي تطرح ترشيحهم.

وثمة آلاف الأشخاص في العالم، من برلمانيين وأساتذة وحاملي جوائز نوبل، مخولون طرح ترشيحات، غير أن لجنة نوبل غير ملزمة بالأخذ بأي منها بالضرورة، بل يمكن أيضا لأعضائها الخمسة تقديم اقتراحاتهم الخاصة خلال اجتماعهم الأول المقرر في 16 فبراير.

شيراك وبوتين بين المرشحين

وتم ترشيح البابا فرنسيس مجددًا هذه السنة تكريما لجهوده من أجل السلام والمصالحة.

وقال نوت اريلد هاريدي زعيم حزب نرويجي صغير طرح ترشيحه «إنه من الأشخاص النادرين الذين يتحدون دونالد ترامب»، متحدثا لشبكة «تي في 2» التلفزيونية. وكان البابا حذر يوم تنصيب الرئيس الأمريكي في 20 يناير الماضي من «التيارات الشعبوية» ومن الاتجاه إلى انتخاب «منقذين» وإقامة «أسلاك شائكة» من حولنا، متحدثا لصحيفة «إلباييس» الإسبانية.

وبحسب هاربفيكن، فإن ترشيح ترامب طرحته كما في السنة الماضية جهة أمريكية، سعيا منها للإقرار بـ«إيديولوجية السلام بواسطة القوة» التي يدعو إليها.

وفي مؤشر إلى الرهانات الجيوسياسية خلف هذه الجائزة، يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضًا مرشح مدعوم من مكتب دراسات فرنسي هو «مركز الشؤون السياسية والخارجية».

وكشف التلفزيون العام النروجي «إن ار كاي» الأسبوع الماضي أن السلطات الروسية نظمت حملة تضليل إعلامي في 2015 استندت فيها إلى رسالة مزورة، لتقويض حظوظ الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في الفوز بجائزة نوبل للسلام.

ونفت روسيا هذه الاتهامات منددة بـ«بارانويا»، وقد منحت الجائزة في نهاية المطاف العام الماضي إلى «رباعي الحوار الوطني التونسي» تكريمًا لجهودهم في عملية الانتقال الديموقراطي في تونس عبر الحوار.

ويعتقد أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أيضا بين المرشحين هذه السنة، وكذلك «الخوذ البيضاء»، متطوعو الدفاع المدني في سوريا الناشطين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، والمدون السعودي المعتقل رائف بدوي والأمريكي إدوارد سنودن الذي كشف مدى برامج المراقبة الإلكترونية التي تطبقها وكالة الأمن القومي الأمريكية.

ويرجح إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام في 6 أكتوبر القادم، وقد فاز بها العام الماضي الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي توصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع متمردي حركة فارك لإنهاء نزاع مستمر منذ أكثر من خمسين عامًا.