918662
918662
الاقتصادية

عدسات المصورين تعكس جمال القرية التراثية بالمهرجان

05 فبراير 2017
05 فبراير 2017

10 فبراير.. معرض للمصورات الخليجيات بمتنزه العامرات -

كتب – عامر الأنصاري -

يكتسب مهرجان مسقط أهمية كبيرة عند البعض، فأصبح حدثا منتظرا لدى فئة كبيرة، ولا شك أن هواة التصوير يمثلون شريحة كبيرة ممن يرى في المهرجان مادة دسمة وغنية بالجمال والروعة.

جنة المصورين

وفي هذه الأسطر كانت لنا وقفة مع عدد من المصورين الحريصين على المشاركة في المهرجان في كل عام، وكانت من محاسن الصدف الالتقاء بمدير الجمعية العمانية للتصوير الضوئي أحمد البوسعيدي بأروقة المهرجان، حيث حدثنا بقوله: “المهرجان جنة للمصورين، وخاصة في القرية التراثية، فالمصور العماني عندما يجد تراث بلده ومن أغلب المحافظات في مكان واحد فهذا بالنسبة له كنز، فيبرزون معالم التراث بشقيه المادي وغير المادي، فليس بغريب أن يتعطش المصور إلى هذا الحدث الذي يقام كل سنة بما يحويه من صناعات تقليدية وفنون وأزياء ومظاهر متنوعة تعكس الحياة القديمة”.

وحول دور الجمعية قال: “في كل الاعوام السابقة يكون للجمعة فعالية ضمن الفعاليات الثقافية للمهرجان، وفي هذا العام ارتأينا أن نستضيف (ملتقى عمان للمصورات الخليجيات) وهدف هؤلاء المصورات نقل ما تزخر بها عمان من مخزون سياحي وتراثي إلى بلدانهم وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لديهم، وكان للمصورات جولات متعددة في معالم السلطنة منها زيارة إلى قرية (وكان) وولاية نزوى وكذلك مهرجان مسقط والعديد من المواقع السياحية في السلطنة”.

وتابع: “سيتم اليوم تجميع الاعمال الفنية للمصورات الخليجيات على أن تُعرض الأعمال في معرض بأحضان متنزه العامرات يوم الجمعة 10 من فبراير”.

واختتم: “الصورة رسالة تغني عن 1000 كلمة وهي توثيق للتاريخ وللحظة، وفهذا التراث من الواجب أن يُوثق لتسهم الصورة بالمحافظة على هذا التراث”.

نافذة لـ «عمان»

وبدوره قال المصور عبدالرحمن الهنائي الحاصل على درجة الماجستير في التصوير الضوئي: “مهرجان مسقط له مكانة كبيرة عندي، أحرص على المشاركة فيه منذ انطلاقته، هناك علاقة كبيرة بيني وبين القائمين على المهرجان تفوق مسألة التصوير، علاقة أخوة بيننا وبين كبار السن المشاركين منذ سنوات، وأحاول أن أبرزهم بطريقة مشرفة، كما أن تعلقي بالقرية التراثية ينبع من افتخاري بكوني عمانيا، حتى أن اسمي في مواقع التواصل الاجتماعي (أنا عمان)”.

وتابع: «قد لا تختلف القرية التراثية بما تحويها عن الاعوام السابقة، ولكن يجب على المصور أن يبتكر زوايا جديد ويخرج عن المألوف ليقدم شيئا جميلا ومختلفا عن الآخرين، وهذا لا يتأتى إلا من خلال المشاركة المستمرة، فالمدارك تتسع عاما بعد عام».

وتختتم حديثه: «المهرجان شيء سيادي للبلد، وهو نافذة للتعريف بالبلد، والكثير من الصور التراثية التي نالت جوائز عديدة انبثقت من مهرجان مسقط، سواء في محور البورتيره، أو حياة الناس، أو الفنون التقليدية، أو الحرف، ونتمنى من اللجنة المنظمة للمهرجان أن تطور القرية التراثية أكثر، فالملاحظ هذا العام قلة المشاركات التراثية مقارنة بالاعوام السابقة، لذلك من المهم الاهتمام أكثر بهذا الجانب لأنه- كما أشرت- مرآة تعكس صورة عمان للخارج، وأكثر ما يجذب زوار المهرجان والسياح، كما أقترح أن تكون القرية التراثية ثابتة لستة أشهر خلال الفترات الباردة وليس في فترة المهرجان فقط».

مئات الصور

وقال المصور طالب الوهيبي: «القرية التراثية تجذب عدسات المصورين المحترفين وغيرهم، فليس بغريب أن ترى الزوار يبرزوا هواتفهم لالتقاط صورة مبهرة لأمهاتنا المشاركات وآبائنا الحرفيين، وحتى الفنون التراثية، أما المصورون المحترفون فيجدون في القرية التراثية متعة خاصة محاولين أن يتلقطوا صورا تعكس طبيعتهم ومهاراتهم، وحتى وإن تشابه الموقع إلا أن زوايا التصوير لن تنتهي، وليس بغريب أن تخرج من هذا المهرجان بمئات الصور تختلف كل واحدة عن الأخرى»”.

وأضاف الوهيبي: “هناك جهود كبيرة من القائمين على المهرجان وهي جهود مشكورة، ونتمنى أن تتطور القرية التراثية أكثر ويكون لها مساحة أوسع، فتركيز الزوار ينصب في هذا المكان”.

مظاهر التراث

أما المصور عامر التوبي فقد قال: “الكل يساهم في المحافظة على التراث العماني، وكل في مجاله وهوايته، والمصورون مساهمون في حفظ التراث من خلال توثيقه لذاكرة الوطن، لذلك أسعى شخصيا بالمشاركة في المهرجان برفقة كاميرتي” .

وتابع: “هذا العام نلحظ نقصا في المشاركة التراثية، إلا أن ذلك النقص غير مؤثر كثيرا، فأقوم بتصوير المتاح من الموروث، على أمل أن تضم السنوات المقبلة مزيدا من المشاركين، وحبذا لو يكون لكل محافظة مشاركة في موروثاتها المتنوعة، سواء من ناحية الفنون أو الصناعات التقليدية وجميع مظاهر التراث”.

موروثات حقيقية

وأخيرا حدثنا المصور خالد المعولي قائلا: “أوجه الشكر لبلدية مسقط لاهتمامها بإقامة المهرجان والجهود المبذولة في القرية التراثية تحديدا، وكوني مصورا أجد متعتي في القرية التراثية حيث تنجذب عدستي نحوها، فيه غنية بالمحاور، منها البورتريه (الوجوه)، وحياة الناس، إضافة إلى الحرف من الفخاريات والنسيج، وكل ذلك تشكل مادة غنية للمصورين ويمكن أن يخرجون بصور مناسبة للمشاركات الدولية، وتكون بلا شك صور متقنة وجديرة بإظهار صورة مشرقة عن السلطنة”.

وتابع: “القرية التراثية مطابقة للأصل، فالمشاركون لا يتصنعون أو يمثلون، فهم من بيئات مختلفة لا تزال تتعامل مع تلك الموروثات بالواقع، فالصناعات حية تستخدم إلى اليوم من فخاريات ونسيح وبراقع وغيرها، والفنون كذلك حية في كثير من المناسبات، وكذلك امتطاء الجمال والحمير، والأكلات العمانية، أي أن الحياة هنا تراثية واقعية”.