العرب والعالم

اعتداء بـ«الساطور» على عسكريين بالقرب من متحف اللوفر بباريس

03 فبراير 2017
03 فبراير 2017

رئيس الوزراء الفرنسي يصف الهجوم بـ «الإرهابي» -

باريس - (أ ف ب): هاجم رجل صباح أمس دورية عسكرية بالساطور بالقرب من متحف اللوفر في باريس، قبل أن يصاب بجروح خطيرة عندما اطلق جندي النار عليه، في اعتداء وصفه رئيس الوزراء الفرنسي بالـ«إرهابي».

وأصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة في الرأس، بينما أصيب المهاجم «في البطن»، حسبما أوضح قائد شرطة باريس ميشال كادو الذي أضاف انه تم «التحقق من محتوى حقيبتين كانتا بحوزته، وتبين أنهما لا تحتويان على متفجرات».

وصرح رئيس الوزراء برنار كازنوف أن الهجوم تم في موقع سياحي شهير في العاصمة الفرنسية «في ما يبدو محاولة اعتداء إرهابي»، وأضاف خلال زيارة إلى غرب فرنسا «علينا توخي الحذر»، مشيرا إلى أن هذا العمل يأتي في وقت يبقى «التهديد في مستوى عال جدا».

وشهدت فرنسا في 2015 و2016 سلسلة من الاعتداءات غير المسبوقة التي تبناها جهاديون وأوقعت 238 قتيلا ومئات الجرحى. كما تم إحباط سبع عشرة محاولة اعتداء هذه السنة، بحسب الحكومة.

وتأثرت السياحة بشكل مباشر وسجلت تراجعا العام الماضي خصوصا في باريس. ويأتي الاعتداء في يوم تطلق المدينة خلال المساء حملتها من أجل استضافة الألعاب الأولمبية في 2024، وستتم إضاءة برج إيفل بالمناسبة.

ووقع الاعتداء الساعة 09:00 ت غ عند مدخل المتحف الذي يقصده أكبر عدد من الزوار في العالم.

وروت موظفة في مطعم داخل المتحف لوكالة فرانس برس «رأينا الزبائن في القاعة يركضون، عرفنا فورا أن الأمر خطير. هرعنا إلى الخارج، رأينا الموت بأعيننا، في ظل كل ما يحصل هذه الأيام . لقد خفنا كثيرا».

وقال كادو أن المهاجم الذي كان يحمل «ساطورا على الأقل وربما سلاحا ثانيا» اندفع نحو دورية من أربعة عسكريين ووجه تهديدات، فاطلق احد العسكريين «خمس رصاصات» وأصاب المهاجم في بطنه.

وقال مصدر عسكري إن أحد الجنود حاول في البدء السيطرة على المهاجم مستخدما تقنيات الدفاع عن النفس لكن دون جدوى. وعندها فتح عسكري آخر النار.

وتابع كادو أن الشرطة أوقفت المهاجم وشخصا آخر «اشتبهت بسلوكه»، لكنه امتنع عن القول ما إذا كان هذا الشخص متورطا في الاعتداء.

وفتحت النيابة العامة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في باريس تحقيقا حول «محاولات اغتيال على ارتباط بتنظيم إرهابي وتشكيل عصابة إرهابية إجرامية».

وأبعدت السلطات الحشد الذي كان في المتحف ويقدر عدده بـ 250 شخصا إلى مكان «آمن» في المتحف خلال الاعتداء، بحسب قائد الشرطة.

وفرض طوق أمني حول المتحف الذي يقصده يوميا عشرات آلاف الزوار وانتشر العديد من الشرطيين المزودين بسترات مضادة للرصاص في المكان، بحسب صحفية في وكالة فرانس برس، كما تم إغلاق محطات المترو الواقعة على مشارف المتحف. وقالت السائحة البريطانية جيليان سيمز «الأمر محزن ومروع. لا يمكننا أن نتركهم يربحون».

وأشاد كل المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة يومي 23 ابريل و7 مايو بقوات الأمن. ويقوم نحو 3500 عسكري بدوريات يومية في العاصمة وضواحيها.

وفرضت حالة طوارئ في فرنسا منذ اعتداءات نوفمبر 2015 التي أوقعت 130 قتيلا في باريس. وتشمل دوريات العسكريين شوارع العاصمة والمواقع السياحية. وتعيش البلاد في حالة خوف وترقب من وقوع اعتداءات جديدة رغم تعزيز الانتشار الأمني.

ويهدد تنظيم داعش الذي يتراجع ميدانيا في سوريا والعراق، فرنسا بانتظام بالرد على مشاركتها في التحالف الدولي الذي يقصف مواقعه في هذين البلدين.

ومن الاعتداءات التي شهدتها فرنسا خلال الفترة الأخيرة، إقدام تونسي داخل شاحنة على مهاجمة حشد تجمع للتفرج على حفل الألعاب النارية في نيس (جنوب شرق) لمناسبة العيد الوطني في 14 يوليو، ما أوقع 86 قتيلا. وفي أواخر يوليو، قتل كاهن في كنيسة صغيرة في شمال غرب فرنسا بأيدي شابين قالا انهما ينتميان إلى تنظيم داعش . ويشكل الشرطيون والعسكريون هدفا للمتطرفين، وغالبا ما تم استهدافهم في فرنسا في السنوات الأخيرة.