909748
909748
مرايا

له أسباب وراثية ونفسية وجسدية - «التبول في الفراش» غير متعمد ولا يجوز معاقبة الطفل عليه

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

909749

كتبت: مروة حسن -

يستمر بعض الأطفال أحيانا في التبول في الفراش حتى يبلغوا الخامسة من العمر أو أكثر. ومن الممكن تفسير ذلك أحيانا بأن مثانة الطفل تكون صغيرة جدا، أو بأن كمية البول التي ينتجها جسمه في الليل تتجاوز حجم مثانته. كما أن هناك من الأطفال من يكون نومهم عميقا جدا، أو من يستغرقون زمنا أطول من غيرهم لتعلم السيطرة على المثانة. ويشير أخصائي جراحة بولية وتناسلية ومعالجة العقم وأمراض الذكورة بمجمع البشرى التخصصي الطبي د. حكمت حمد جمال أنه من غير الجائز معاقبة الطفل عندما يبول في فراشه، لأنه لا يفعل هذا عامدا، علما أن معظم الأطفال يتخطون هذه المشكلة بعد أن يكبروا. وإلى أن يكبر الطفل، يمكن أن يكون استخدام «أجهزة إنذار التبول» وأساليب «تدريب المثانة» وبعض الأدوية أمرا مفيدا.

الأسباب

ويضيف د.حكمت أنه في معظم حالات التبول في الفراش، يكون السبب جسديا ولا ذنب للطفل فيه. ويجب اعتبار التبول في الفراش مشكلة طبية، وليس مشكلة سلوكية. ومن أكثر أسباب التبول في الفراش شيوعا هي:

• صغر حجم المثانة.

• شدة عمق نوم الطفل.

• عدم القدرة على ضبط المثانة.

قد يكون التبول في الفراش مشكلة وراثية؛ ففي حالة وجود أب وأم كانا يتبولان في الفراش في الطفولة، فمن الممكن أن يعاني طفلهما من المشكلة نفسها. أما إذا كان أحد الوالدين فقط قد مر بهذه المشكلة في طفولته، فإن احتمال معاناة الطفل منها ينخفض إلى النصف. لكن هناك من الأطفال من يبول في فراشه حتى إذا كان أبواه لم يعانيا من هذه المشكلة في الماضي. ومن الممكن أن يكون التبول في الفراش ناجما عن عدوى أو عن مرض عصبي. وقد يعاني الطفل المصاب بمرض عصبي من التبول النهاري أيضا. يحدث أحيانا أن يتوقف الطفل عن التبول في الفراش، ثم تمر عدة أشهر أو سنوات فيعود إلى التبول في فراشه من جديد. قد يكون السبب في هذه الحالة هو مرور الطفل بمعاناة أو شدة عاطفية من قبيل فقدان شخص يحبه أو مشكلة في المدرسة أو وجود طفل جديد في الأسرة. ومن الممكن أحيانا أن يؤدي تدريب الطفل على استخدام النونية (مبولة الطفل) في وقت أبكر مما يجب سببا لعودة الطفل إلى التبول في فراشه من جديد.

نصائح لتجنب التبول في الفراش

هذه بعض النصائح لمساعدة الطفل على عدم التبول في الفراش. يجب عدم إعطاء الطفل شرابا قبل النوم. كما يجب تجنب المشروبات التي تحوي الكافيين، مثل الصودا والشاي؛ فهذه المشروبات تزيد من سرعة إنتاج البول في الجسم. يجب إعطاء الطفل مشروبا واحدا على العشاء، مع توضيح أنه المشروب الأخير له قبل النوم. يجب الحرص على ذهاب الطفل إلى المرحاض قبل النوم. قد يشعر الطفل بالذنب لأنه يبول في فراشه. لذلك، يجب أن نجعله يفهم أنه ليس مذنبا في ذلك. كما يجب أن نقدم له الدعم، وأن نثني عليه عندما لا يبول في الفراش. من الممكن أن يستمر الطفل في التبول في فراشه رغم اتباع هذه النصائح كلها. ليست هذه النصائح إلا نقطة البداية في التعامل مع المشكلة. ولابد من التحلي بالصبر، لأن معظم الأطفال يتمكنون من تجاوز الأمر بعد أن يكبروا قليلا. كل ما في الأمر هو أن هناك أطفالا يحتاجون إلى مزيد من الوقت.

متى يصبح الذهاب إلى الطبيب ضروريا ؟

وهنا يقول د.

حكمت أنه إذا كان عمر الطفل أقل من خمس سنوات، فلا موجب للقلق بسبب التبول في الفراش؛ فهناك من يستمر في ذلك حتى سن السابعة. لكن معظم الأطفال يستطيعون تجاوز هذه المشكلة بعد أن يكبروا قليلا. كما أن مرور الطفل بمرحلة التبول في الفراش لا يستدعي أي قلق، حتى إذا كان عمره كبيرا بعض الشيء. إذا استمر الطفل في التبول في فراشه بين الخامسة والسابعة من العمر، إضافة إلى عدم تمكنه من ضبط التبول في النهار أحيانا، فإن الذهاب إلى الطبيب يصبح ضروريا. وإذا كان عمر الطفل سبع سنوات أو أكثر، واستمر في التبول أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، فقد يتمكن الطبيب من المساعدة. يطرح الطبيب أسئلة عن صحة الطفل وعن تفاصيل مشكلة التبول. ومن المرجح أن يأخذ عينة من البول للبحث عن أية علامات دالة على وجود العدوى. يستطيع الطبيب أن يتحرى عن وجود ضرر في الأعصاب من خلال اختبار ردة الفعل في ساقي الطفل وقدميه. يكون التبول في الفراش علامة على مرض السكري أحيانا، وهو مرضٌ يسبب كثرة التبول. أما إذا كان الطفل مصابا بعدوى، فإن الطبيب يستطيع إعطاءه أدوية من أجل ذلك. في معظم الأحيان، يتوصل الطبيب إلى أن الطفل سليم ومعافى. وإذا كان الطفل معافى، فإن هناك عددا من الطرق لمساعدته على التخلص من مشكلة التبول.

المعالجة

ويذكر أخصائي الجراحة البولية والتناسلية أن هناك طرقٌ كثيرة لمساعدة الطفل الذي يواجه مشكلة في ضبط مثانته. ومن الأفضل أن يقرر الطفل بنفسه الوسيلة التي تناسبه. يمكن لتدريب المثانة أن يعين الطفل على جعل مثانته تتسع لكمية أكبر من البول، بحيث يمتنع عن التبول لمدة أطول. ويجري هذا التدريب بأن نسجل أوقات تبول الطفل خلال النهار كله، ثم نحسب الوقت الفاصل بين «رحلتين» إلى المرحاض. وبعد يوم أو يومين، يمكن أن نجعل الطفل يحاول الانتظار مدة ربع ساعة إضافية قبل الذهاب إلى المرحاض. إذا كان الطفل يذهب إلى المرحاض عادة عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، فمن الممكن أن نجعله ينتظر حتى الرابعة إلا ربعا؛ ثم نزيد المدة تدريجيا وعلى نحو بطيء؛ وهذه الطريقة مخصصة للأطفال ذوي المثانة صغيرة الحجم ، وهي تساعد على توسيع المثانة بحيث تتسع لمزيد من البول. يجب التحلي بالصبر، لأن هذا التدريب قد يستغرق عدة أسابيع، بل يمكن أن يمتد شهورا في بعض الأحيان. كما يمكن أيضا استخدام جهاز إنذار البول. وهو جهازٌ صغير يوضع في ملابس الطفل الداخلية أو في السرير. ينطلق الإنذار عند أول قطرة من البول، فيصحو الطفل ويتوقف عن التبول، ثم ينهض ويذهب إلى المرحاض. إن الاستيقاظ في هذه اللحظة مفيدٌ أيضا في جعل الطفل يتعلم كيفية الإحساس بامتلاء المثانة. وتتوفر أيضا أدويةٌ لمعالجة مشكلة التبول في الفراش. يعمل بعض هذه الأدوية على إبطاء سرعة إنتاج البول في الجسم. كما يعمل البعض الآخر على مساعدة المثانة على الارتخاء حتى تتسع لمزيد من البول. تحقق هذه الأدوية نتائج جيدة غالبا. ويمكن سؤال الطبيب للحصول على مزيد من المعلومات عن الأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة. من الممكن أن يعود الطفل إلى التبول عند التوقف عن تناول الدواء. وإذا حدث هذا، فلابد من العودة إلى تناول الدواء مدة إضافية.

الخلاصة

يستمر كثيرٌ من الأطفال في التبول في الفراش حتى سن الخامسة أو أكثر. ويتخلص كثيرون من هذه المشكلة عندما يكبرون قليلا. لكن ظهورها لفترة معينة ليس سببا للقلق، حتى إذا كان الطفل في سن أكبر. لا يتبول الطفل في فراشه عمدا؛ إنها مشكلةٌ طبية وليست مشكلة سلوكية. وقد تكون علامة على العدوى أو على مشاكل صحية أخرى. قد ينزعج الطفل كثيرا عندما يتبول في فراشه. وعلى الأهل إفهامه أنه ليس مذنبا في ذلك، بل عليهم اتخاذ موقف داعم له. ويجب الثناء على الطفل عندما لا يبول في فراشه. أما العقاب والتوبيخ فلا يفيدان شيئا في مساعدة الطفل في التغلب على المشكلة. إذا كان عمر الطفل سبع سنوات أو أكثر، وكان يتبول في فراشه أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، فقد يتمكن الطبيب من تقديم المساعدة. وتتضمن المعالجة تدريب المثانة واستخدام أجهزة الإنذار واستخدام الأدوية. لكن معظم الأطفال يتجاوزون هذه الحالة بعد أن يكبروا قليلا.