914814
914814
العرب والعالم

المغرب يعتبر عودته للاتحاد الافريقي «قرارا تاريخيا» ونصرا دبلوماسيا

31 يناير 2017
31 يناير 2017

محمد السادس يحضر ختام القمة -

اديس ابابا - الرباط - (أ ف ب): حضر محمد السادس ملك المغرب مراسم اختتام قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، غداة موافقة المنظمة على اعادة عضوية بلاده بعد 33 عاما على خروجها منها، على ما أفاد صحفيو وكالة فرانس برس.

وعبر العاهل المغربي الذي دعي لالقاء كلمة أمام رؤساء الدول عن ارتياحه للدعم «الصريح والكبير» من الشركاء الافارقة، واضاف الملك محمد السادس الذي برر في 1984 انسحاب المملكة من الاتحاد، انه حان الوقت للعودة الى الاتحاد الافريقي، وقال ان «افريقيا هي بيتي».

وأيدت 39 دولة من اصل 54 امس الأول عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي بعد خروجه منه في 1984 احتجاجا على انضمام «الجمهورية الصحراوية» التي اعلنتها «الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب» (بوليساريو) فيما يعتبر المغرب هذه المنطقة جزءا من اراضيه.

واحتفى المغرب بعودته امس إلى الاتحاد الأفريقي معتبرا تلك العودة «قرارا تاريخيا» ونصرا دبلوماسيا.

وتعليقا على هذه العودة أجمعت أغلب عناوين الصحف المغربية الصادرة امس على كونه «قرارا تاريخيا» و«عودة مظفرة»، و«ضربة موفقة للمغرب» موجهة الشكر للملك على مجهوداته، فيما نشرت وكالة الأنباء الرسمية عدة مقابلات مع مسؤولين ووزراء أفارقة عبروا عن «الترحيب» بالمغرب و«العودة إلى أسرته الأفريقية».

وأظهرت صور وفيديوهات منشورة على شبكات التواصل الاجتماعي الوفد المغربي في أديس أبابا، يتقدمه صلاح الدين مزوار وزير الخارجية، وهو يحتفل بهذا «الانتصار التاريخي» مرددا بفرحة النشيد الوطني المغربي داخل مقر الاتحاد.

أما في شوارع العاصمة الرباط، فلم تنظم أي احتفالات أو تظهر علامات فرحة كبيرة أو ابتهاج شعبي ليلة امس الاول، لكن الشعور العام السائد بين المغاربة وفق ما لاحظت فرانس برس هو أن البلاد استعادت مكانها «الطبيعي» في القارة الأفريقية.

وعلق عبد اللطيف تيغزوين (25) عاما وهو طالب التقته فرانس برس بشارع محمد الخامس في وسط العاصمة الرباط بالقول «المغرب لم يقطع يوما علاقاته مع أصوله الأفريقية، ودعا دائما لاتحاد الدول الأفريقي والعربية، واليوم تمكنا من تحقيق روح الوحدة التي دعونا إليها».

وقال محمد العلوي، وهو موظف متقاعد، إنه «كان ينبغي أن تتم عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي منذ فترة طويلة، واليوم فإن البلاد ستستعيد مكانتها في القيادة السياسية والاقتصادية من أجل تصحيح أخطاء الماضي».

من جانبه قال مصطفى أخزيز وهو مدرس لغات إن هذه العودة «فرصة للمغرب للدفاع عن مصالحها في قضية الصحراء المغربية».

وعاد المغرب إلى مؤسسات الاتحاد الأفريقي على الرغم من معارضة الوفد الجزائري الذي أثار «قضية الحدود» وأصر على «تأجيل التصويت»، حسبما نقلت الصحافة المغربية. ودافعت كل من الجزائر وجنوب أفريقيا وزيمبابوي عن «رأي» استشاري صادر عن الهيئة القانونية للاتحاد الأفريقي، اعتبر في فقرته الأخيرة أن القرار النهائي لعودة المغرب يبقى بيد رؤساء الدول، لكن هذا الرأي بدا كمحاكمة واتهام للمغرب حيث وصف بانه «يحتل جزءا من أراضي دولة عضو» في إشارة إلى «الجمهورية الصحراوية».

بعد ذلك اقترحت زيمبابوي، التي كانت بمثابة متحدث باسم المعارضين، تشكيل لجنة مختصة لـ«مواكبة» عودة المغرب مهمتها الأساسية مناقشة الاعتراف بالحدود بين المغرب و«الجمهورية الصحراوية»، حسبما نقلت الصحافة المغربية.

لكن محاولات تعقيد عودة المغرب لم تفلح اذ حسم الأمر الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي رئيس غينيا ألفا كوندي الذي وصفته الصحافة المغربية بـ«الصديق الكبير» على رأس المنظمة القارية، بأن «مبدأ الأغلبية انتصر أخيرا» وتم قبول عودة المغرب دون قيد أو شرط.

وبهذا الإعلان ستصبح المملكة المغربية رسميا العضو 55 للاتحاد الإفريقي بشكل كامل «عند إيداع وثائق تصديقها» وفق مندوبين داخل القمة.

أما بوليساريو فقد أعربت عن «الترحيب بالمغرب» الذي «سيجلس إلى جانبنا»، حسبما قال محمد سالم ولد السالك رئيس وفد البوليساريو.