mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية: الحسن الهندسية وقضايا تآكل رؤوس الأموال

31 يناير 2017
31 يناير 2017

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

تعقد شركة الحسن الهندسية في السابع من فبراير الجاري اجتماعا للجمعية العامة غير العادية تدرس خلاله الوضع المالي المتعثر للشركة وتآكل رأسمالها واتخاذ التدابير المناسبة وفقا لما تنص عليه التشريعات المعمول بها في قطاع سوق رأس المال. هذا الاجتماع الذي يأتي بعد ازدياد خسائر الشركة يفتح المجال أمام مناقشة تعثر عدد من الشركات الكبرى العاملة في قطاع المقاولات والأعمال المرتبطة به.

عندما نستعرض النتائج المالية للشركة نجد أن البيانات الأولية تشير إلى ارتفاع خسائر الشركة (المجموعة) العام الماضي إلى 9.8 مليون ريال عماني مقابل خسائر بلغت 8.2 مليون ريال عماني في عام 2015، وبحسب بيانات الربع الثالث من عام 2016 بلغت الخسائر المتراكمة التي سجلتها الشركة حتى نهاية سبتمبر الماضي 14 مليون ريال عماني في حين يبلغ رأسمالها 7.5 مليون ريال عماني والاحتياطيات حوالي 4 ملايين ريال عماني وهو ما يعني أن رأسمال الشركة تآكل بالكامل الأمر الذي زاد حجم التحديات التي تواجهها الشركة، ونتطلع إلى أن يسهم الاجتماع المقبل في إيجاد حلول ناجعة للوضع المالي الذي وصلت إليه الشركة.

وفي الحقيقة إن تراجع أرباح أي شركة من ربع سنوي إلى آخر ومن سنة إلى أخرى يحتّم عليها تقييم أنظمتها الداخلية وسياساتها ومنتجاتها وخدماتها وكل شيء يتعلق بتعاملاتها وعلاقاتها مع الزبائن وكفاءة موظفيها حتى تستطيع إعادة مسار الشركة إلى الوضع الصحيح، أما إذا انتهجت مبدأ التبرير فإنها لن تتمكن من تصحيح أوضاعها، وهذا أمر عام يكاد يشمل مختلف الشركات وفي جميع القطاعات.

وبالعودة إلى شركة الحسن الهندسية نجد أنها تمتلك أصولا تقدر بـ 105.4 مليون ريال عماني وحصلت العام الماضي على عدد من العقود والمناقصات التي تدعم أداءها، وهو ما أكدته في تقريرها للربع الثالث من العام الماضي، وبالإضافة إلى ما سبق فإن الشركة تتطلع إلى أن تساهم الإجراءات التي اتخذتها لإعادة الهيكلة، وضبط إدارة المشاريع، والحد من التكاليف العامة، وتحسين الإنتاجية، والاستفادة من الأصول، وتشكيل لجنة إدارة المخاطر أن تساهم كل هذه الإجراءات في زيادة ربحية المشاريع المستقبلية، وهو ما نتطلع أن يعيد الشركة إلى الربحية خاصة أن لديها سمعة طيبة حققتها في السوق العمانية والأسواق الخارجية.

وفي نظرنا أن اجتماع الجمعية العامة غير العادية في 7 فبراير الجاري يعتبر محطة انطلاق جديدة للشركة تعيد من خلالها بناء استراتيجيتها وفق التحديات التي تواجهها وهي تحديات صعبة لكننا نثق في إمكانيات الشركة وقدراتها في العودة إلى الربحية، كما أننا نتطلع من خلال هذا المقال إلى أن تكون لدى مختلف الشركات بالسلطنة استراتيجيات تكفل لها معالجة أوضاعها المالية وتفادي ازدياد الخسائر وتراكم الديون.