كلمة عمان

بين مهرجان مسقط والمنطقة الاقتصادية للدقم

30 يناير 2017
30 يناير 2017

ليس من المبالغة في شيء القول بأن الفعاليات العديدة والمتنوعة، التي تتم في إطار فعاليات مهرجان مسقط 2017، الذي انطلق قبل اثني عشر يوما، ويستمر حتى 11 فبراير القادم، تحظى باهتمام وإقبال كبيرين من جانب جموع المواطنين والمقيمين والسائحين، سواء في أيام الإجازات الأسبوعية، أو على مدار الأيام، حيث تسجل الأرقام الخاصة بالزائرين لمناطق الفعاليات، في حديقة العامرات وحديقة النسيم والمواقع الأخرى، زيادة كبيرة، وذلك نظرًا لتنوع الفعاليات واتساع مجالاتها، وقدرتها على جذب اهتمام مختلف الشرائح وكل الأعمار أيضًا، كما تساعد عمليات التنظيم والمناطق المتسعة لمختلف الفعاليات، وكذلك الخدمات التي توفرها شرطة عمان السلطانية والجهات الأخرى المعنية، في جذب أعداد أكبر من الزائرين، على مدار اليوم، دون معاناة أو زحام كبير، وهو ما يصب في النهاية في تنشيط قطاع السياحة، خاصة في ظل ما يحظى به هذا القطاع الحيوي من اهتمام كبير من جانب وزارة السياحة، ومن المؤسسات المعنية العاملة في هذا القطاع، مثل وكالات السفر والسياحة وشركات الطيران وغيرها. ومن المؤكد أن انطلاق رحلات شركة طيران» السلام «للطيران منخفض التكاليف أمس، وبدء رحلاتها الداخلية بين مطار مسقط الدولي ومطار صلالة، سيسهم في تنشيط حركة السياحة، سواء في محافظة مسقط أو في محافظة ظفار وغيرهما من محافظات السلطنة؛ لأنه سيخفض كثيرًا من تكاليف السفر بين مسقط وصلالة على مدار العام.

على صعيد آخر، وبالتوازي مع ذلك، تواصل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم جهودها، ليس فقط لاستقطاب مزيد من المستثمرين، من داخل السلطنة ومن الخارج أيضًا، ولكن أيضًا للعمل على الانتهاء من تشييد المشروعات التي تم الاتفاق عليها في المواعيد المحددة لها، وبما يضمن انطلاقها في التوقيتات المحددة والدخول إلى دائرة التشغيل، بما يعنيه ذلك من جذب أعداد أكبر من القوى العاملة العمانية، ومن تعزيز سياسات وخطط تنويع الاقتصاد العماني، في إطار البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ).

جدير بالذكر أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم استطاعت خلال العام الماضي 2016 استقطاب استثمارات تصل إلى نحو خمسة مليارات ريال عماني، في قطاعات الصناعة والسياحة والخدمات اللوجستية والتجارة والتطوير العقاري وغيرها، كما انه من المنتظر أن تتيح المنطقة عند اكتمالها نحو سبعة عشر ألفًا وسبعمائة فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلاً عما تضيفه من دعم لاستراتيجية تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي لوجستي متطور وقادر على القيام بدور نشط في خدمة وتعزيز حركة التجارة والترانزيت بين منطقة الخليج والعالم من حولها. وعبر الجهود المبذولة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، تنطلق السلطنة بخطى واثقة نحو مزيد من التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم –حفظه الله ورعاه.